* عندما بدأت العمل محرراً في البلاد في عام 1397ه كان وزير الاعلام د. محمد عبده يماني وأول لقائي به كان في عرفات بعد ان اختارتنا "البلاد" في بعثة الحج ذلك العام ومعي عدد من الزملاء منهم شاكر عبدالعزيز - محمد يوسف وغيرهما ثم كلفتني البلاد لتغطية زيارة الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله عندما كان ولياً للعهد للباحة في 1398ه والتقيت بالدكتور هناك مع عدد من الوزراء تلك الفترة وتوالت اللقاءات حتى غادر الوزارة وفي السنوات الاخيرة كنا نلتقي مع الفقيد بشكل ربما يكون "اسبوعياً" في مجلس الاستاذ محمد سعيد طيب مساء الجمعة واقتربنا منه أكثر وعرفنا الكثير من الجوانب التي عُرفت في د. محمد عبده وفي مقدمتها السعي للاعمال الخيرية والدخول في مشروعات البر سواء داخل او خارج البلاد الى جانب شخصيته التي عرفها الناس بقربه من النكته واجادته لرواية الذكريات وهو ما يكتبه سواء في الصحف او مجلة اليمامة أو على مختلف وسائل الاعلام المرئية والمقروءة. * وعندما علمت بالعارض المفاجئ أول امس الذي اصاب الدكتور ونقله للمستشفى كنت وعدد من الاصدقاء نتواصل للاطمئنان عليه حتى نُعي إلينا مساء امس الاثنين.. وقصدت من عنوان هذه الكلمة في الراحل "مشلح الدكتور" هو استعداده يرحمه الله للسير مع الكثير ممن يقصدونه في جدة ومن مكةالمكرمة في الاعمال الخيرية والصلح بين الناس وتقديم المساعدات، وفي هذه الصفحة التقينا مع مجموعات من الرجال الذين بكى بعضهم وهو يتحدث ومنهم الشيخ عبدالرحمن فقيه ود. عبدالحكيم موسى مبارك وعدد آخر خاصة ممن لم يعلموا بالخبر وكانت المفاجأة قاسية مهما قال الناس عن د. محمد عبده يماني يظل من رجال الوطن الافذاذ ومن ابرز الساعين لفعل الخير ومن الرجال الذين لا تمل مجالسهم.. وقريب من الجميع كان د. يماني مشغولاً طوال يومه في قضايا الناس - الوحدة - الندوة - اعمال خيرية - مؤسسة اقرأ - التأليف - الكتابة للصحف - عضويته في عدد من المجالس ورئاسته لبعضها تواجده في المناسبات افراحاً او اتراحاً حتى في ظروف مرضه ومعاناته وفتحه لمكتبه في دلة لمن يريد ان يخدم العلم أو الاسلام في الداخل والخارج وله العديد من الوقفات ربما لا يعرف كثير منها الناس إلا من اقتربوا منه. رحم الله محمد عبده يماني وعوض وطنه واسرته فيه الخير كل الخير واثابه بما قدمه "إنا لله وإنا إليه راجعون".