لوحظ في الفترة الأخيرة مدى رهبة الشارع السعودي من نظام "ساهر" للمراقبة، وأصبح الناس يسيرون وأعينهم تترقب أي مركبة تقف على جانب الطريق خوفا من أن تسجل عليهم أي مخالفة. وكان لاعبو الهلال أشبه بأولئك الناس، فكلما تقدموا بهجمة إتجاه مرمى فريق ذوب آهن أصفهان، يصيبهم الذعر وتبدأ أقدامهم بالإرتجاف. فالبعض شاهد المستوى الغير مرضي الذي يسجل كنقطة "سوداء وحمراء زرقاء" في تاريخ الهلال، وأعرف أن ماهو مكتوب يثير غضب الزعماء، ولكن لن نهرب من الحقيقة التي عاشتها الجماهير لمدة "90 دقيقة" قتل فيها طموحهم وذرفت من خلالها دموعهم. فهذه الخسارة لم تأثر على اللاعبين بقدر ما أنها عادت سلبية على كثير من الأمور، منها: - استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد - فشل جيرتس المتكرر - عدم تقدير الجماهير الحاضرة ورغم كل ذلك أطلب من الجماهير الزرقاء الإنتقاد في إطار هذا اللقاء وعدم توجيه العتاب المفرط على أي فرد فما فعله الهلال سابقا من انجازات لن تمحى من الذاكرة. فجيرتس أعظم مدرب إذ أنه قاد ناديه لأربع نهائيات وكسب ثلاثاً منها يحلم بها أي نادي، وهوساوي أفضل مدافع في الكرة الخليجية فمنذ مجيئة لنادي الهلال ساند في إبعاد عدد من الكرات كانت ستثمر عن أهداف محققة لن يستطيع حصرها "الاتحاد الدولي للإحصاء". ولقد خصيت بالذكر جيرتس وهوساوي لما رأيته من هجوم تجاههما يحملهم مسؤولية الخسارة، ولكن أرى لو اننا فكرة بالانتقاد فلن نجرد أحدا من الخطأ. وسأتطرق لما هو أهم واخطر وما استعجبته في هذه البطولة من تحكيم لا يستحق بأن يحكم " لمباراة أطفال في حصة مدرسية" وكأنهم يتقصدون تصعيب المهمة على اللاعبين، ففي كل لقاء يأتوا لنا بحكم استبدل شارته الدولية "بإشارة مرور" تقف في وجه أي لاعب هلالي يحاول التناقش أو تبرير خطأه فالحكام كأنهم اصيبوا بضعف النظر فالكرات تخرج من قبل المنافسين وتحسب لصالحهم ويرى ذلك صاحب آخر مقعد في المدرج ولكن اعتقد أنها سقطت "عمداً" من طاقم التحكيم وخصوصا رجال الخط الذين كان ينقصهم شاشة "بلازما" " وبلايستيشن". وكم تمنيت أن اقبل جبين المعلق "عبدالله الحربي" الذي لم يرضى بالظلم التحكيمي وبدأ يتكلم بلسان الوطنية وقال : " إننا لم نخسر في إيران وفي الرياض لقلة إمكانياتنا ولكن خسارتنا كانت بسبب التحكيم". أخيراً لا أقول إلى "قدر الله وماشاء فعل". فقد حزنا كثيراً على خروج نادي الشباب وكانت أمانينا معلقة في زعماء آسيا ولكن إرادت الله كانت فوق كل شيء ولا إعتراض عليها، فالأندية السعودية طالما كانت لها مواقفها التي شرفت بها بلادها ورفعت من خلالها رايته، ولكن هذا ليس نهاية الطريق فالايام القادمة ستثمر بإذن الله بالإنجازات سواءً على صعيد الأندية أو المنتخب. [email protected]