فرح لاعبو الهلال وتراقصهم بعد نهاية لقاء الغرافة كان مميزا من وجهة نظري وكنت أتمنى ان يكون مستواهم في لعبهم كفرحهم، الهلال الذي دخل اياب دور الثمانية وفي حصيلته 3 أهداف كان مبتهجا بها وظن ان مجريات المباراة ستكون هلالية بحتة وان جماهيرهم ستظل متغنية وهي تستمتع بمشاهدة استعراض نجوم الزعيم بخصمهم، ولكن رأيت نظرات لاعبي الغرافة وهي تقول "هيهات يا جمهور الزعيم" ستأخذون واجب ضيافتكم قبل رحيلكم وعند صافرة البداية انطلقت الفهود وبدأت بالافتراس، وهجمة تتلوها الأخرى واصبحت الكرة هنا وهناك وسط انظار لاعبي الهلال المتعجبة. وبعد مضي دقائق كثيرة بدأ الجمهور القطري بحساب عدد الأهداف على اصابعهم في ظل ذهول الجمهور السعودي الذي حضر من شتى مناطق المملكة وكله أمل في الفوز، ولكن اخطاء لاعبيهم جعلت المحللين يتسابقون الانظار، فاخطأ جيرتس واخطأ العتيبي وياسر والشلهوب والغنام وخيرات الى ان أصبح اليأس والاحباط خير رفيق لهم، بعكس الغرفاوية الذين جعلونا على الأقل نمتع انظارنا بلعبهم ومهاراتهم، وعند قرابة الدقيقة المئة عاد الزعيم يمني نفسه بالتأهل رغم تسديداته المهدرة، ونظراتهم كانت تترقب الوقت المنعدم الذي تبقى منه بضع دقائق، ولكن الأمل لم ينعدم لدى نجوم الزعيم فبعد سماعهم لصيحات الجماهير الزرقاء وهم يرددون "آسيا"، عاد الطوفان الأزرق كما عهدناه، لقلب الطاولة على رأس الحكم السنغافوري عبدالملك بشير، الذي خرج من الملعب بداعي الاصابة بعدما كان لطيفا مع لاعبي الغرافة، ومع الأسف فإن قيادة مثل هؤلاء الحكام لمباريات مصرية تسجل كنقطة سوداء في تاريخ الاتحاد الآسيوي، وخرج الزعيم منتصرا من اللقاء الذي استنفذ جميع طاقات لاعبيه سواء كانت بدنية أو ذهنية، وإذا كنا سنتحدث عن مستوى الزعيم في هذا اللقاء فيكفيني الاستدلال بكلام الامير عبدالرحمن بن مساعد الذي أبدى استياءه في بداية حديثه عن مستوى فريقه، واشاد كثيرا بمستويات خصمهم، ولكن خبرة اللاعبين كان لها دور مهم في مجريات اللعب، واختتم حديثه ان مثل هذه المباريات ستكون دافعا لهم لحرصهم على احترام الخصم مهما كانت النتيجة، فلنا أخيرا ان نهنئ كافة الجماهير السعودية على هذه الانجازات التي تسجل في تاريخهم سواء من انتصار نادي الهلال أو نادي الشباب فكلاهما خير من يمثل الوطن. [email protected]