تحولت مبيعات الحلويات التقليدية للعيد تجارة كبيرة في الجزائر خاصة بعد أن أصبحت الكثير من النساء العاملات لا تجدن متسعا من الوقت لتحضير شهيوات العيد. ويبدو عهدا بعيدا عندما كانت النساء تجتمع لتحضير الحلويات المعسلة الضرورية للاحتفال بعيد الفطر في الجزائر. أما في يومنا هذا، على الكثير من النساء التوفيق بين العمل والواجبات الأسرية، لهذا تفضل شراء الحلويات التقليدية جاهزة من المتاجر. وقالت فضيلة التي تعمل في شركة حكومية "رمضان كان متعبا. فمع العمل والأطفال ومهمة تحضير وجبة كبيرة للإفطار كل يوم، لا يبق وقت كاف لتحضير حلويات العيد". أسعار الحلويات تختلف حسب أنواعها. حلويات اللوز هي الأغلى سعرا من الحلويات من النوع الغربي. ويتراوح سعرها ما بين 35 إلى 50 دينار. وقال شيف حلواني بالجزائر العاصمة، "هذه الحلويات تطلب عملا مضنيا. لا يمكنك بيعها بنفس سعر باقي الحلويات. ويجب أن تتذكر أن أسعار المواد الأولية وخاصة السكر والزيت ارتفعت". وأوضح أن الطلب على الحلويات التقليدية بلغ سقفا "غير مسبوق" ابتداء من اليوم 27 من شهر رمضان الكريم. فيما تتجه نساء أخريات إلى خبيرات في العجينة لتحضير حلويات العيد. فوزية، ربة بيت، وتحضر "حلويات منزلية" لمن ليس لديها الوقت لتحضيرها بنفسها. وقالت "كانت لدي دائما موهبة في صنع الحلويات التقليدية. وقلت لنفسي لماذا لا أستغلها وأكسب بعض المال أمام ارتفاع كلفة المعيشة".وتقوم ببيع قالب الحلوى ب 25 دينارا، وهو سعر أرخص من المتاجر، وتطلب من الزبائن إحضار المكونات الضرورية لها. وقالت فوزية إنها تعمل "على مدار السنة" فهي تحضر الحلويات المعسلة لحفلات الختان والأعراس والمناسبات الدينية والعقيقية. وهناك بعض النساء تحافظ على التقاليد وتصر على تحضير حلوى العيد بأنفسهن. وقالت ربة منزل "حتى إذا كانت الحلويات التي أعدها لا ترقى لمستوى تلك التي تباع في المتاجر، فأنا أفضل مع ذلك تحضيرها بنفسي. تحضير الحلويات هو جزء من الاحتفال بعيد الفطر. لا يمكنني تصور عيد بدون حلوياتي".