تحرص العديد من السيدات على تقديم أفكار مبتكرة لضيافة العيد، والخروج عن الطرق التقليدية بتقديم الحلويات الشرقية والمكسرات والحلويات المجففة والبقلاوة وكعك العيد في أواني كريستال أو فضة أو فخار، واستخدام طرق مبتكرة للتقديم. تقول أمل الصالح (ربة منزل) إن ضيافة العيد تعتبر مجال تنافس للعديد من السيدات اللاتي يقمن بإعداد حلويات العيد من الكعك والبيتفور والبقلاوة والبسكوت، ودائما تلحق التقليعات هذه المناسبة، حيث تحرص السيدات على اتباع الجديد والمبتكر والغريب من طرق تغليف وتقديم الحلويات، ومنها ظهور الفواكه المجففة، وتقديم العصير في نافورة ملونة، وتقديم الشوكولاته السائلة في جهاز نافورة الشوكولاته. وأضافت أن ميزانية تقديم ضيافة العيد تبدأ من 500 ريال، وقد تصل إلى 3 آلاف ريال وذلك لارتفاع أسعار المكسرات والشوكولاته بكافة أنواعها وخاصة الجيد منها وأضافت أن شكل وطريقة تقديم ضيافة العيد أمور أخذت طابعا تنافسيا بين السيدات اللاتي يحرصن على تقديم كل غريب فبعض السيدات تبتكر حلويات عبارة عن شكل خرفان أو شكل التبن أو عيدان الكبريت أو الشطرنج، كما برزت طرق مبتكرة في لف عيديات ريالات العيد، ولفها حول المصاحف الصغيرة أو حول قطع إكسسورات خاصة بالصغار . وأضافت نوير السعدي (ربة منزل) أن العيد مناسبة لتجمع أفراد الأسرة، وزيادة التواصل فيما بينهم، ولذلك في عيد الفطر تحرص ربات المنازل على الاستفادة من طرق ووصفات الطهي الخاصة بحلويات العيد التي تلقى اهتماما خاصا لدى الأسرة السعودية، والتي تقبل بشكل كبير على الحلويات والمعمول والبتي فور والغريبة، وأشكال البقلاوات، كما تحرص السيدات على تقديمها في الأواني الكريستال والفضة والخزف والقش، وغيرها من الأشكال، حيث تتنافس سيدات الأسرة الواحدة في طريقة تقديم الحلويات المزينة بالأوريو وأنواع الشوكولاته. وأضافت أم شاكر أن العديد من السيدات يستفدن من هذه المناسبات في صناعة الحلويات وبيعها للمحلات، مبينة أن كثيرا من السيدات يحولن منازلهن إلى معامل لصنع حلويات ومخبوزات العيد، وبيعها للمطاعم ومراكز بيع الأطعمة في المحلات، وهو مجال كبير لدعم الأسرة اقتصاديا. وأضافت الحاجة مريم حسن أن "العديد من الناس يلجؤون إلى تناول الحلويات في أول أيام العيد، والعديد منهم يعانون من مشاكل في المعدة بسبب عدم اتباع نظام متوازن في الأكل. وأضافت أن العديد من الدول العربية تعتمد أكل فسيخ السمك في أول أيام العيد، وفي فلسطين ومصر وبعض الدول العربية يعتقدون بأهمية تناول الفسيخ المملح صباح عيد الفطر ويتم تناوله حماية من تلبك المعدة . ويقول المسؤول عن المبيعات في محلات البستان للمكسرات والحلويات راندي إن أسعار الشوكولاته ذات المواصفات الجيدة مرتفعة عالميا بسبب ارتفاع أسعار الكاكاو. وأضاف أن السعوديات يقبلن على شراء الشوكولاته بكافة أنواعها وبنكهاتها المختلفة بطعم الكابتشينو والتشيز كيك والترامسيو والحلاوة القطن "مامشيلمو ". وذكر أن العديد من المحلات والماركات التجارية المصنعة للشوكولا أوجدت لنفسها تصاميم خاصة لطريقة صف الشوكولاته وتغليفها، حيث إن أسعار صحن الشوكولاته يبدأ من 150 ريالا، وقد يصل إلى 1500 ريال فأكثر تبعا للنوعية وللحجم مشيرا إلى أن السعوديات يقبلن بشكل كبير على صحون الشوكولاته الفضية أو الكريستال أو المذهبة أو المزينة بالخوص والجلد. وأشار غسان محمد (بائع في محل سوسيرية للحلويات بجدة ) إلى الإقبال الشديد على الحلويات الأمريكية والكيك والجاتو والسويس رول بعد الملل من الحلويات الشرقية، وقال إن السيدات يهتممن بطرق تقديم الحلوى ، وأحيانا يرسلن أدوات التقديم بأشكالها المختلفة ليتم وضع الشوكولاته فيها بأشكال مختلفة ومبتكرة. من جهته حذر استشاري التغذية بمستشفى القوات المسلحة بالجنوب الدكتور وليد أبو ملحة من كثرة تناول الحلويات في العيد، وقال إنه عادة يتم التواصل في أيام العيد بتقديم أنواع مختلفة من الحلويات في العيد، مما يغير النمط الغذائي المتبع في رمضان، ليفاجأ الجسم بتغير أوقات تناول الغذاء، ونوع وكميات الوجبات دون سابق إنذار، مما يزيد من العبء على الجهاز الهضمي، حيث تلاحظ إصابة البعض بتلبك المعدة وسوء الهضم والحرقة والنفخة وآلام المعدة والأمعاء. وأشار إلى أن من أبرز الأخطاء الغذائية الشائعة عدم تناول وجبة خفيفة بعد صلاة الفجر، وتناول الشاي أو القهوة على معدة فارغة، مما يؤدي إلى اضطراب والتهاب المريء والمعدة وارتفاع الحموضة، وفقد الشهية، وزيادة ضربات القلب، إضافة إلى أن تناول الوجبات والمشروبات عند كل زيارة في هذا اليوم، يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من الوجبات دون الشعور بذلك. وانتقد الدكتور أبو ملحة الإفراط في تناول الحلويات تحت ضغوط الضيافة ، ومع المجاملات والإحراج يتم تناول الحلويات ، مما يزيد من ارتباك ومشاكل المعدة والأمعاء، وربما الإصابة بالإسهال، وتتضاعف المخاطر الصحية لدى المصابين بأمراض السكري والضغط والقلب، وشدد أبو ملحة على ضرورة الرجوع تدريجياً إلى النمط الغذائي العادي. حيث يُفضل البدء بكميات قليلة من الطعام في الصباح الباكر، مثل تناول بضع حبَّات من التمر قبل صلاة العيد, مع تصغير حجم الوجبات بعدها، لإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة، وتجنب إرباك الجهاز الهضمي، وتناول كمّيات كافية من السوائل والأطعمة الغنية بالمحتوى من الألياف الغذائية، لتلافي حالات الإمساك خلال أيام العيد، وسيساعد هذا النمط الجهاز الهضمي على التأقلم والعودة للنمط الغذائي الطبيعي الذي كان سائداً قبل الصيام.