تسببت موجة الغلاء الكبيرة التي اجتاحت جميع السلع وفي مقدمتها المواد الغذائية، والتي فتكت بالقوة الشرائية للأسر مع دخول الشهر الكريم، تسببت تلك الموجة في انخفاض حاد في حجم مبيعات الحلويات والمكسرات بسبب عزوف أرباب الأسر لعدم مقدرتهم على شراء الحلويات والمكسرات معتبرين إياها من الكماليات. وشهدت محلات بيع الحلويات والمكسرات في محافظة الاحساء خلال الأيام القليلة الماضية، والتي يربو عددها على السبعين محلاً وكعادتها في مثل هذه الأوقات من كل عام اقبالاً لا بأس به من قبل المتسوقين لشراء حاجياتهم من الحلويات والمكسرات استعداداً للاحتفاء بعيد الفطر المبارك. ويحرص الكثير من أرباب الأسر على شراء الحلويات كصورة لإظهار البهجة والفرح بمناسبة إتمام صيام هذا الشهر الكريم الذي يحل ضيفاً عزيزاً علينا كمسلمين مرة واحدة في العام، لذا فالسرور الذي يصاحب الاحتفال بهذا اليوم يكون مميزة ومن بينها شراء الحلويات التي باتت تأتي بأشكال وأسعار متفاوتة حتى بلغت أرقاماً كبيرة. مشرف مبيعات في سلسلة محلات بيع الحلويات في الاحساء (فضل عدم ذكر اسمه) قدر ل (الرياض) حجم المبيعات في جميع محلات بيع الحلويات في الاحساء بنحو 5ملايين ريال تقريباً، من جانبه قال صالح العيسى (صاحب محل لبيع الحلويات السويسرية) أن صناعة الحلويات تشهد كغيرها موجة من الموضة أدخلت عليها، مشيراً إلى أن طباعة صورة الأطفال أو آبائهم على الحلويات هي آخر الموضات، حيث يحرص بعض الآباء حين تقديمه لهدية العيد أن تكون صورته أو صورة أحد أطفاله مطبوعة على الحلويات. ويشير ماهر (بائع) أن أطباق حلويات العيد تختلف بحسب النوعية والماركة وكذلك حسب الطبق الذي توضع فيه والمادة المصنعة له، مضيفاً أن سعر بعض الأطباق المصنوع من الفضة والذي يحتوي على أحد أجود أنواع الحلويات قد يتجاوز سعره 80ألف ريال! وبين أن أسعار الأطباق في مجملها يتراوح ما بين 3- 6آلاف ريال معتبراً أن هذا السعر يعد في متناول الكثير. ويشير فؤاد "مصمم أطباق حلويات" أن المحلات تحرص على عرض الحلويات بطريقة جاذبة للزبون، ويضيف أنه يعمل في كل عام على وضع تصاميم خاصة لعيد الفطر المبارك يختلف عن العام الذي سبقه، لينعكس ذلك وضع المحل وبالتالي على اقبال الزبون على الشراء من المحل مؤكداً أنه نجح في هذا من خلال عمله. عماد "بائع حلويات" قال ان هذا العام يعد واحدا من المواسم الصعبة جداً التي تمر على جميع المحلات مرجعاً سبب ذلك إلى الغلاء الكبير في كل شيء وارتفاع أسعار جميع المواد ومن بينها تلك المواد الأولية المصنعة للحلويات والمعجنات مما انعكس سلباً على البائع والمشتري حيث لم يعد بمقدور المواطن شراء لا النوعية ولا الكمية التي كان في الأعوام السابقة يشتريها، حيث ألقى ارتفاع المعيشة بظلاله على الجميع بائعا كان أم مشتريا دون استثناء! (الرياض) تجولت في محلات المكسرات والحلويات والتقت بعدد من المتسوقين الذين راحوا يتذمرون كثيراً من ارتفاع الأسعار الأخذ في الزيادة بشكل جنوني، المواطن احمد بو فهيد يعمل في شركة بمرتب 2500ريال شكا من عدم مقدرته على مواجهة ارتفاع المعيشة، واعتبر بو فهيد أن امتناعه عن شراء الحلويات والمكسرات في مناسبة سعيدة كعيد الفطر شيء مؤلم بالنسبة له إلا أنه علل ذلك بعدم مقدرته على شراء الحلويات بسبب تدني مرتبه! وشكا طاهر الخلافي من أنه لم يعد بمقدوره مجابهة الأسعار المرتفعة التي قال إنها تجاوزت المعقول، وقال متسوق آخر عرّف اسمه ب "بو محمد" إن أسعار المكسرات ارتفعت بشكل يفوق التصور فسعر الفستق كان ب 24ريالاً والآن أصبحت بأكثر من 40ريالاً، والكازو كذلك، وسعر كيلو الحلويات ارتفع بشكل متعب جداً للآباء.