أعلنت كوريا الشمالية ما أسمته "حربا مقدسة" على الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية ردا على المناورات العسكرية التي تجريها الحليفتان والتي بدأت امس الأحد واتهمتهما بدفع شبه الجزيرة الكورية الى حافة الانفجار. وتهدف المناورات الى تعزيز قوة الردع ضد كوريا الشمالية التي تتهمها جارتها الجنوبية بإغراق احدى سفنها الحربية في مارس آذار مما أسفر عن مقتل 46 بحارا وهو اتهام تنفيه بيونجيانج. فيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة بشأن مدى خطورة الأزمة في شبه الجزيرة الكورية وما اذا كان يمكن ان تتصاعد لتصل الى مواجهة مسلحة او ما اذا كانت كوريا الشمالية تراوغ قبل أن تسمح بإقناعها بخوض مفاوضات جديدة. هل ستنشب حرب؟ لن يحدث هذا ما دامت كوريا الجنوبية لن تبدأ بإطلاق النيران. وقال محلل إنه قد تحدث تفجيرات انتحارية ولكن ليس حربا انتحارية. وتعني المعدات العسكرية التقليدية التي تملكها كوريا الشمالية والتي عفا عليها الزمن ونحو 1.2 مليون جندي لا يحصلون على تغذية كافية هزيمة سريعة ومحققة اذا شنت حربا على نطاق واسع وتدرك بيونجيانج حدودها جيدا. قدمت كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة استعراضا مبهرا للقوة هذا الأسبوع في واحدة من أكبر المناورات العسكرية المشتركة تصدرتها حاملة الطائرات جورج واشنطن التي تعمل بالطاقة النووية وتبلغ حمولتها 97 الف طن. وكان بعض المحللين قد عبروا عن قلقهم من أن كوريا الشمالية قد تحاول إطلاق النيران على اي من الطائرات او السفن المشاركة في المناورات لكن آخرين يقولون إن هذا الاحتمال ضئيل جدا. هل كل شيء على ما يرام اذن؟ كلا. مع تصاعد مستوى الخطاب يظل هناك دائما خطر وقوع مناوشات حين تنتهي المناورات هذا الأسبوع وقد تتحول بدورها الى صراع أوسع نطاقا. قد تفتح كوريا الجنوبية مكبرات الصوت التي وضعتها لبث الدعاية عبر الحدود العسكرية التي تقسم شبه الجزيرة وهو ما ستجده كوريا الشمالية أمرا غير محتمل. وكانت بيونجيانج قد هددت بأنها ستطلق النار على مكبرات الصوت حين تبدأ في بث الرسائل. وكانت كوريا الجنوبية قد قالت إنها سترد بإطلاق النيران بكثافة كبيرة. هل كوريا الشمالية تراوغ؟ تشير الطريقة التي تصرفت بها كوريا الشمالية في ظروف سابقة الى انخراطها مجددا في تصعيد مخطط له جيدا قبل أن "تقتنع" بالانضمام من جديد لمحادثات مع القوى الاقليمية التي ستكون متحمسة لتعويضها مقابل تخليها عن قوتها العسكرية المشؤومة. وكانت كوريا الشمالية قد دعت الى استئناف المحادثات السداسية لنزع سلاحها النووي والتي كانت قد أعلنت عن وفاتها. وليست كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة في عجلة للعودة الى أن تظهر بيونجيانج بوادر على رغبتها في التغير. ويقول بعض المسؤولين والمحللين إن حادثة السفينة تشيونان لن تكون نهاية دورة الاستفزازات الحالية من قبل كوريا الشمالية. ويقولون إن زعيمها كيم جونج ايل خطط بالفعل لمجموعة من الحوادث وسيستغل المناورات الأمريكية الكورية الجنوبية كمبرر. ولدى كوريا الشمالية مئات الصواريخ متوسطة المدى التي تستطيع إصابة كوريا الجنوبية واليابان والقواعد الأمريكية في اوكيناوا وجوام. وتستطيع مدفعيتها إطلاق القذائف على المراكز الاقتصادية والتجارية في كوريا الجنوبية التي هي عصب الحياة لرابع اكبر اقتصاد في اسيا. ما هي المخاطر على المستثمرين؟ يميل لاعبو السوق الى التفكير في أن المواجهة بين الكوريتين لن تتصاعد الى صراع مسلح لاعتقادهم بأن سول لن تجازف بإلحاق أضرار باقتصادها وجيرانها الأقوياء في شمال اسيا الذين يمثل ناتجهم الاقتصادي نحو سدس الناتج الاقتصادي للعالم. في كوريا الجنوبية حتى التجارب النووية التي تجريها جارتها الشمالية لا تؤثر كثيرا على الأسواق المالية لأن ما يشغل لاعبو السوق بدرجة اكبر هو وقوع مواجهة مسلحة مباشرة وقد أصبحوا معتادين على خطاب بيونجيانج. ويقول بعض المحللين إن التاريخ يشير الى أن اي خسائر في الاسواق لن تدوم الا لفترة قصيرة ما دامت الكوريتان محجمتين عن خوض حرب شاملة.