في سيناريو غريب ودع فريق النصر بطولة كأس الخليج، بعد أن أضاع تقدمه في مباراة الذهاب على الوصل الاماراتي بثلاثة اهداف مقابل هدف ليخسر مباراة الاياب بذات النتيجة، ويخوض معه اشواطاً اضافية تقدم فيها أولاً قبل أن يخسر تقدمه ويتعادل الوصل ويحتكم الفريقان إلى الركلات الترجيحية التي ابتسمت للوصل في النهاية. النصر أضاع فرصة بطولة في متناول اليد، وظهر في مباراتي الدور نصف النهائي بمستوى متواضع جداً حتى في لقاء الذهاب الذي كسبه بثلاثة. ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يغادر البطولة بهذه الطريقة لكنها النتيجة الطبيعية لاستمرار مدرب لم يعرف كيف يتعامل مع امكانات لاعبيه، وإدارة لم تعرف كيف تهيئ اللاعبين نفسياً للاستفادة من نتيجة الذهاب، وساهم تراجع مستوى معظم لاعبي الفريق في هذا الخروج المؤلم، والذي اصاب الجماهير النصراوية بالصدمة والحيرة من هذا المستوى وهذه النتيجة القاسية في حق فريق باسم النصر. دخل النصر المباراة بإجراء تغييرين عن تشكيلة الذهاب حيث عمد المدرب ديسلفا للعب بخمسة لاعبين في وسط الملعب حيث اشرك احمد مبارك بدلاً من سعد الحارثي ليتواجد السهلاوي وحيدا في المقدمة، كما اشرك المدرب النصراوي اللاعب ماجد هزازي كظهير ايسر بدلا من عبدالكريم الخيبري. النوايا الهجومية الوصلاوية بدأت مبكراً عبر الاندفاع للمرمى النصراوي لمحاولة خطف هدف مبكر، وفرض الفريق الاماراتي سيطرته وشن اكثر من هجمة، ما اجبر لاعبي النصر على التراجع كثيراً، واقتصرت الهجمات على بعض المحاولات التي كان يقودها الثنائي فيغاروا وباسكال دون أن يتمكنا من ايصال الكرة بشكل سليم للسهلاوي. وشهدت الربع ساعة الأولى من زمن الشوط الاول حالة تصادم قوية بين المهاجم السهلاوي والحارس الاماراتي ماجد ناصر الذي اضطر لمغادرة الملعب ودخل مكانه الحارس الاحتياطي راشد علي. مع مرور الدقائق بدأ لاعبو النصر يتحررون ويتقدمون للأمام وكاد عباس أن يسجل أول أهداف المباراة من كرة رأسية محكمة تكفل القائم بصدها، ليتواصل تصاعد الاداء النصراوي ويتمكن الفريق في فرض سيطرته النسبية في وسط الملعب، لكن عابه كثرة التمريرات الخاطئة والتي لم تصل بشكل سليم للهجوم. ونجح لاعب الوصل سعيد الكاس من استغلال دربكة الكرة امام مرمى خالد راضي ليخطف الكرة بيده ويسددها بقدمه داخل المرمى هدفا وصلاويا وسط ذهول المدافعين النصراويين. وتسبب حكم المباراة بصافرته الكثيرة في توتر لاعبي النصر الذين فقدوا تركيزهم وكثرة اخطائهم، وواصلوا مسلسل التمريرات الخاطئة في منتصف الملعب والتي تسببت في كرات عكسية مرتدة على مرمى راضي. ووضح رغبة لاعبي النصر بالخروج من هذا الشوط بهذه النتيجة حيث عمدوا الى تهدئة اللعب وتناقل الكرات السهلة التي غابت طيلة هذا الشوط، لينجحوا في مبتغاهم بعد ان اعلن الحكم العماني نهاية الشوط الاول بتقدم الوصل بهدف . شوط المباراة الثاني انطلق وسط مفاجأة وصلاوية عقب ثلاث دقائق فقط عندما خطف سفيان العلولي هدف الوصل الثاني من كرة مرتدة وانفرد بها ووضعها في مرمى راضي دون مضايقة، ووسط اعتراض نصراوي كون الكرة كانت خطأ لاحمد عباس لم يحتسبه حكم المباراة، ولم تكد تنتهي الدقيقة السابعة حتى نجح السهلاوي في تسجيل هدف النصر الاول من كرة رأسية جميلة بعد تمريرة عرضية متقنة من الدوخي، وسدد بعدها باسكال كرة يسارية علت العارضة بقليل. ليتحرك المدرب الوصلاوي جيمرش ليجري تغييرا هجوميا بادخال التون بدلا من احمد راشد، وكان المدرب النصراوي قد سبقه بادخال خالد الزيلعي بدلا من احمد مبارك مع انطلاقة هذا الشوط. هدف النصر اراح لاعبيه وجعلهم اكثر هدءوا واعاد التنظيم لصفوفه واستطاع الفريق ان يصل في اكثر من كرة لمرمى الوصل،لكن دون خطورة نظرا لقلة التركيز خصوصا من فيغاروا وباسكال اللذين كانا بعيدين عن مستواهما المعروف. وتعرض السهلاوي لشد عضلي اجبره على ترك الملعب واشرك ديسلفا الحارثي بدلا عنه، وعانى الفريق النصراوي كثيرا من قرارات حكم المباراة الذي كان متحاملا على لاعبي النصر كثيرا، وتساهل مع خشونة لاعبي الوصل مع الحارثي وباسكال وعباس، في وقت كان كريما في توزيع البطاقات واحتساب الاخطاء على لاعبي النصر. دقائق المباراة الاخيرة لهذا الشوط شهدت نشاطا لفريق الوصل الذي حاول الوصول لمرمى راضي، ولاحت له عدة كرات خطرة، فيما اعتمد النصر على الكرات المرتدة السريعة التي لو تعامل لاعبوه معها بشكل أكثر جدية لحسموا المباراة. واجرى ديسلفا تغييره الاخير بادخال سعود حمود بديلا عن باسكال وقبل دقيقتين من نهاية المباراة خطف المغربي العلودي الهدف الثالث للوصل من كرة رأسية من كرة عرضية بدون اي رقابة وضعها في شباك راضي. ورغم الدقائق الخمس التي احتسبها حكم المباراة كوقت بدل ضائع الا انها انتهت دون ان يظهر النصر اي شيء لينتهي الوقت الاصلي للمباراة عبر شوطيها بفوز الوصل بثلاثة اهداف لهدف وهي نفس نتيجة فوز النصر في الذهاب ليلجأ الفريقان الى اوقات اضافية. الشوط الاضافي الاول انطلق وسط حذر من الفريقين وان كان النصر اكثر استحواذا على الكرة لكن بدون خطورة على مرمى راشد علي. نادي الوصل اعتمد على المغربي علودي والتون في التقدم للامام مستفيدين من بعض المساحات التي اعطاها دفاع النصر نتيجة هبوط مستوى اللاعبين. ومن كرة مباغته وتمريرة خلف المدافعين خطف البديل سعود حمود الهدف الثاني للنصر بتسديدة ذكية منحته التفوق والتقدم. وواصل النصر افضليته في هذا الشوط عبر تبادل الكرات بشكل سهل وسلس الى نهاية هذا الشوط. شوط المباراة الاضافي الثاني وقبل ان تنطلق صافرة الحكم لبدايته اقتحم المشجعون الاماراتيون ارضية الملعب واعتدوا على لاعبي النصر واحد اعضاء الجهاز الفني في تصرف غريب ولا اخلاقي ولولا تدخل رجال الأمن لكادت الامور تتطور لاكثر من ذلك. ليعود الحكم ويعلن بداية الشوط الثاني الذي تأثر كثيرا بالاحداث وبضعف لياقة الفريقين. وحاول لاعبو النصر استهلاك الوقت عبر تبادل الكرات بشكل غريب في وقت كان من الافضل التقدم واضافة هدف اطمئنان. وفي الوقت الذي كان النصراويون ينتظرون نهاية المباراة فاجأ الكأس الحضور بتسجيل هدف رابع للوصل في غفلة تكررت من الدفاع كثيرا وكاد العلودي ان يخطف هدفاً آخر وسط تخبط دفاعي لينجو النصر من توديع البطولة عبر اشواط المباراة الاربعة ليحتكم الفريقين الى ركلات الترجيح. ضربة الجزاء النصراوية تقدم لها فيغاروا وسجلها وسجل عيسى علي الضربة الوصلاوية الاولى، وسجل سعد الحارثي الكرة الثانية للنصر، وسجل محمد الشيبة الكرة الثانية للوصل، واهدر احمد عباس الكرة الثالثة، وسجل العلودي الكرة الوصلاوية الثالثة، ثم سجل الدوخي الضربة الرابعة، واضاع وحيد اسماعيل الكرة الرابعة، وتقدم برناوي للكرة الاخيرة ليسددها فوق العارضة، وختم التون ضربات الترجيح بتسجيل الكرة الاخيرة مانحاً فريقه الفوز.