سجلت كرة اليد السعودية حضورا لافتا خليجيا وعربيا وقاريا وصولا للتظاهرة العالمية الكبيرة وهي طرق أبواب نهائيات كأس العالم خمس مرات ، ولعل هذا الإنجاز الفريد جعل كرة اليد في السعودية هي اللعبة الشعبية الثانية ، وهي اللعبة الأكثر وصولا لنهائيات كأس العالم ما بين الألعاب الجماعية المحلية . والمتتبع لإنجازات الأندية والمنتخبات السعودية في هذه اللعبة يدرك أنها لعبة متميزة بأبطالها ونجومها منذ مطلع الثمانينات من القرن الميلادي الماضي ، فكلنا يتذكر قائد المنتخب السابق عبد الله الوهيب " رحمه الله " صاحب اليد الحديدية و عبد الكريم الشاخور " يرحمه الله " أمهر لاعب سعودي ، وعبد الله العليان وصالح الرميحي ، وطلال هاشم ، و صالح الطريقي وسمير عبد الله و أسطورة كرة اليد السعودية أحمد حبيب وعبد الرحمن عايد وغيرهم الكثير . تلك الأسماء زرعت الحب والإثارة للعبة ، وتهافت الجماهير للمدرجات لمشاهدة فنهم ومهاراتهم ، وزاد من حلاوة هذه اللعبة في بداياتها أن الأندية المتنافسة كانت من جميع مناطق المملكة ففي الشرقية كان الخليج ومن ثم جاء النور ومضر ، وفي القصيم كان للعربي والنجمة صولات وجولات ، وفي الغربية الأهلي والاتحاد والوحدة ، وكان الهلال حاضرا بقوة قبل أن يلغي اللعبة من سجلات ناديه . وتشكلت لكرة اليد السعودية قاعدة جماهيرية كبيرة ، واستحوذ الأهلي والخليج في عشرين سنة وتحديدا من العام 1985 و 1999م على البطولات ، ومع دخول الألفية الثالثة تغيرت الأمور ، فأصبح النور بطلا و الوحدة بطلا و مضر بطلا ، ونجح الاتحاد الحالي برئاسة الدكتور سلمان السديري في توسيع قاعدة التنافس بين الفرق الكبيرة ، فدخل فريق مضر منافسا عن الألقاب كذلك ، بدليل أن المنافسات المحلية توزعت على الفرق الكبيرة دون أن يتمكن أي فريق من تحقيق بطولتين في موسم واحد ، وهذه المعادلة تعطي الانطباع السائد أصلا في الساحة الرياضية المحلية أن منافسات اليد مثيرة للغاية . وسجل الاتحاد السعودي بقيادة السديري نجاحا جديدا في الموسم الماضي ، عندما فاز الأهلي بلقب القارة الآسيوية ، وحل النور وصيفا له ، و هي حالة جديدة لكرة اليد السعودية في بطولات القارة للأندية ، وكان هذا الحلم قد تبخر لسنوات طويلة بسبب ظروف البطولات الأسيوية لكرة اليد . وأقام المنتخب السعودي معسكرا داخليا في محافظة القطيف على فترات متقطعة تحت إشراف المدرب الدنماركي لارس ، ثم غادر إلي ألمانيا وأقام معسكرا خارجيا قرابة الشهر ولعب فيه العديد من المباريات الودية ، قبل أن يصل إلي بيروت العاصمة اللبنانية التي تستضيف التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم 2011 بالسويد ، وستكون الانطلاقة يوم السبت القادم ويلعب المنتخب السعودي في المجموعة الأولى التي تضم سوريا والصين والعراق ، والأخير نقل للمجموعة الثانية لعدم مشاركة المنتخب الكويتي . ويؤكد النقاد أن وصول أخضر اليد للدور الثاني من المسابقة في متناول اليد ، خصوصا عندما يكون اللاعبين في جهوزيتهم المعروفة عنهم ، والمحطة الأهم لهم ستكون في الدور الثاني لوجود كوريا الجنوبية في طريقهم وربما البحرين واليابان ، وإذا نجح الأخضر ووصل للدور نصف النهائي فإن وصوله للمباراة النهائية ليست صعبة ، لأن من يتأهل لدور الأربعة من المجموعة الثانية في دور ربع النهائي لن يكون أقوى من الناحية الفنية والعناصرية من المنتخب السعودي . ويملك الأخضر السعودي العديد من لاعبي الخبرة يتقدمهم الحارس مناف آل سعيد وبندر الحربي و احمد الينبعاوي ، وهذا الثلاثي شارك تقريبا في جميع المحطات التي لعب فيها المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم ، وإلي جانب الخبرة هناك وجوه شابة قوية يتقدمهم أفضل ضارب في كرة اليد السعودية حاليا مصطفى الحبيب ، و صانع الألعاب عقيل السيهاتي ، والجناح الطائر أحمد علي . وتعد هذه التصفيات تحد جديد لكرة اليد السعودية لا سيما أنها تمر بمنعطف التجديد لوجود وجوه شابة تمثل السواد الأعظم من التشكيلة التي تخوض غمار التصفيات . رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد الدكتور سلمان السديري أبدى تفاؤله بالتأهل لنهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخ اللعبة ، مؤكدا أن الاستعدادات جاءت مواكبة للحدث ، وأن المنتخب في حالة فنية جيدة ، ويستطيع تكرار الإنجازات السابقة التي تحققت لليد السعودية والوصول للتظاهرة العالمية للمرة السادسة ، خصوصا أن هناك جهاز فني متمكن قادر على تحقيق الطموحات والتطلعات . وقدم السديري شكره وتقديره للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ، ونائبه الأمير نواف بن فيصل لمتابعتهما الدائمة للمنتخب أبان الاستعدادات للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم . من جهته أكد عبد الرحمن الحلافي نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد أن الأمور تسير حسب ما هو مخطط له لبلوغ نهائيات كأس العالم بالسويد ، مشيرا إلي إنه لمس الحماس والإصرار من قبل اللاعبين عن قرب في تحقيق الهدف المنشود بالوصول لكأس العالم للمرة السادسة ، ممتدحا الدور الكبير الذي يقوم به الجهازين الفني والإداري للمنتخب أبان فترة الاستعداد في المعسكرين الداخلي والخارجي . أما تركي الخليوي الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة اليد فأكد أن التصفيات صعبة للغاية ، وأن المطلوب مضاعفة الجهد من الجميع لبلوغ الهدف الكبير وهو رفع علم المملكة خفاقا في تظاهرة كبيرة جدا مثل بطولة كأس العالم . وأضاف " منتخبنا جيد ، وحظوظنا في التأهل جيدة ، ولكن علينا أن نلعب جميع المباريات بنظام خروج المغلوب حتى لا تحدث المفاجآت خصوصا في الدور التمهيدي " وشدد الخليوي على دور اللاعبين في تحقيق الهدف المنشود ، من خلال التركيز في جميع المباريات . يذكر أن كرة اليد السعودية حققت الكثير من الإنجازات سواء على مستوى المنتخب الأول أو الشباب أو الناشئين وأبرزها : - تأهل منتخب المملكة الأول إلى نهائيات كأس العالم في اليابان عام 1997م بعد أن حقق المركز الثاني في تصفيات غرب آسيا. - تأهل منتخب المملكة الأول إلى نهائيات كأس العالم في مصر عام 1999م بعد أن حقق المركز الأول في التصفيات الآسيوية. - تأهل منتخب المملكة إلى نهائيات كأس العالم 2001م بفرنسا بعد تحقيقه المركز الثاني في التصفيات الآسيوية. - تأهل منتخب المملكة الأول لكرة اليد إلى نهائيات كأس العالم لكرة اليد في البرتغال 2003م عقب حصوله على المركز الثالث في بطولة آسيا المؤهلة للكأس التي أقيمت بإيران. - تأهل لنهائيات كأس العالم 2009 في كرواتيا للمرة الخامسة . - حقق منتخب المملكة المركز الثاني في دورة الألعاب العربية السابعة بسوريا. - حقق منتخب المملكة كأس العرب الثانية بالقارة الآسيوية عام 1999م. - تأهل منتخب المملكة للشباب إلى نهائيات كأس العالم بتركيا عام 1997م بعد تحقيقه المركز الثاني في البطولة الآسيوية الخامسة بالإمارات 1996م. - تأهل منتخب المملكة للشباب إلى نهائيات كأس العالم بقطر 1999م بعد تحقيقه المركز الثاني في البطولة الآسيوية السادسة بالبحرين 1998م. - المركز الأول في البطولة العربية الأولى للشباب التي أقيمت في جدة 1983م. - حقق منتخب المملكة للناشئين المركز الأول في البطولة الخليجية الرابعة للناشئين التي أقيمت بالدمام 1990م. - حقق منتخب المملكة للناشئين المركز الثاني في البطولة الخليجية الخامسة التي أقيمت في الدوحة 1998م. - نظم الاتحاد السعودي لكرة اليد بطولة الأمير فيصل بن فهد للقارات لكرة اليد التي أقيمت بالدمام خلال الفترة من 2- 7 ربيع الأول 1421ه وفاز بالمركز الأول منتخب السويد ومنتخب كوريا الجنوبية بالمركز الثاني ومنتخب مصر بالمركز الثالث.