توافد على العاصمة الأسبانية مدريد امس عدد من الشخصيات العالمية المتميزة من أتباع الرسالات الإلهية والثقافات والحضارات المعتبرة للمشاركة في المؤتمر العالمي للحوار الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في مدريد غداً الأربعاء بحضور جلالة الملك خوان كارلوس الأول ملك أسبانيا ودولة رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثباتير وعدد من الشخصيات العالمية المهتمة بمثل هذا الحوار. و بين معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي أن المؤتمر سينطلق مما توصل إليه المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقدته الرابطة في مكةالمكرمة حيث بين العلماء المشاركون فيه مفهوم الحوار وضوابطه ووسائله مما يربطه بمشروعية إسلامية مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وقال معاليه " إن خادم الحرمين الشريفين أيده الله الذي دعا إلى الحوار ووجه بعقد المؤتمر العالمي للحوار أدرك ما تعيشه البشرية اليوم من أزمات ، وما يعيشه البشر من بعد عن هدي خالقهم ، ورأى أن الحوار والتفاهم والتعاون فيما يجتمع عليه البشر من قيم ومبادئ أخلاقية يخفف حدة الصراع العالمي ، ويعمق قيم العدل والتعاون والتسامح والسلام في حياة الناس ". وأضاف معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية " إن الحوار الذي سيتركز حول المشتركات الإنسانية يتيح مجالاً للمسلمين للتعريف برصيدهم الثقافي والعلمي والتشريعي ويفسح لهم الطريق للإسهام في توجيه الفكر الإنساني من خلال الحوار المفتوح والتداول بين مختلف الرؤى الحضارية والثقافية في حل المشكلات والتحديات التي تواجه الإنسان ". ودعا معاليه المهتمين بالحوار في العالم إلى التعرف على ما في رسالات الله من حلول للمشكلات التي يحرص المجتمع الدولي على حلها من خلال هيئة الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ، ومنظمات التعاون الدولي المختلفة مضيفاً أن ما أصدرته هيئة الأممالمتحدة من قرارات بشأن الحوار بين الأمم والثقافات والحضارات المختلفة سيكون مشجعاً ودافعاً لأتباع الأديان والثقافات المعتبرة في العالم للتفاهم والتعاون من خلال حوار واضح متكافئ بين الأطراف المختلفة. وأكد الدكتور التركي أن مراجعة الوثائق والبيانات الصادرة عن هيئة الأممالمتحدة والمنظمات التابعة لها بشأن التعايش السلمي ، والحوار والتواصل والتفاهم بين الشعوب تؤكد أن أمم العالم الممثلة في الهيئة ترغب في الحوار وتؤيده، وترفض في المقابل دعوات الصدام بين الأمم والصراع بين الحضارات. وقال : إن المسلمين يرحبون بدعوات هيئة الأممالمتحدة للحوار والتفاهم والتعايش ، لأن الإسلام سبق في الدعوة إلى ذلك ، مشيراً إلى أن المؤتمر العالمي للحوار لن يغفل اهتمام الهيئة الدولية بالحوار والتعايش والتسامح بين الشعوب. وأوضح أن من وسائل الدفاع عن الإسلام في هذا العصر وإبراز قيمه وحضارته في خضم التحديات والتطور في حياة الإنسان أن يمدّ المسلمون جسور الحوار مع غيرهم ، لاسيما وأن عالمية الإسلام تقتضي التعرف على الآخرين ، واستكشاف ما لديهم من مفاهيم تسهم في التفاهم والتعاون بين الناس والتوصل إلى صيغ لحل المشكلات التي ترهق المجتمع البشري.