يعرض خلال شهر رمضان المسلسل البدوي الملحمي " فنجان الدم " الذي يلعب أدوار البطولة فيه نخبة من النجوم السوريين والعرب كجمال سليمان، وميساء مغربي، وعبد المحسن النمر، وباسم ياخور، وقصيّ خولي، وغسان مسعود، ونسرين طافش، وعبير شمس الدين، وسواهم .فيما يُدير العملية الإخراجية ببراعة المخرج المبدع " الليث حجو " ، الذي يُقدّم لنا صورةً بصريةً فنيّةً أخّاذة يُجسّد من خلالها رؤيته الجمالية لسحر البادية، ويُوَثّق الكثير من التفاصيل الحياتيّة لأهلها .أما مُجريات الحبكة الدرامية التي خطّتها أنامل عدنان العودة، فتتصاعد ضمن إطارٍ زمنيٍّ تاريخيٍّ عام، حيث تدور أحداث المسلسل في بداية القرن التاسع عشر، حين كان العثمانيون يبسطون سيطرتهم على معظم البلاد العربية، فيما كانت الصراعات دائرةً على جبهتين : الجبهة الأولى تجمع القبائل العربية من جهة والعثمانيين من الجهة الأخرى، والثانية تجمع بعض القبائل العربية في مواجهة بعضها .وفي خضمّ تلك الصراعات تتركّز الأحداث حول قبيلة المعيوف بشخوصها وأبطالها ووجهائها وشعرائها وملاحمها ..فلدى قبيلة المعيوف نَذْرٌ يتعهّد رئيسها بالوفاء به إذا بلغ عدد ذكور القبيلة مائة رجل، فيما يجمعها مع قبيلة أخرى هي قبيلة " النوري الجزاع " ثأرٌ قديم .تتسارع الأحداث لتجد القبيلتان نفسَيْهما في خندقٍ واحدٍ في مواجهة العثمانيين حيث تتمكّنان معاً من تسديد ضربات قوية وقاسمة لفرق الجيش العثماني، وتهزمها شرّ هزيمة بخطّةٍ مُحكمةٍ وفرسانٍ شجعانٍ لا يهابون الموت قوامهم أربعون فارساً .وبموازاة هذا الخطّ الدرامي الشيّق تدور العديد من الصراعات والأحداث التي تَصيغ بمُجمَلِها قصصاً أُخرى، كقصّة الحب المستحيلة التي تجمع بين فارس قبيلة النوري الجزاع الذي يلعب دوره " جمال سليمان " و " عليا " حسناء قبيلة المعيوف التي تجسّد شخصيتها " ميساء مغربي " ، بالإضافة إلى قصة حب أخرى تجمع بين عرّافة قبيلة المعيوف " نسرين طافش " وعقيد القبيلة " بنيّة المحزّم " .يُضاف إلى كلّ هذا وذاك التنافس الشعري بين الشاعر الصلبي الأعمش وشاعر المعيوف عباس حد النذر، ناهيك عن دخول المستشرق الإنكليزي " السير جون سميث " على خطّ النار بعد أن يأتي البادية طالباً المعرفة والتوثيق، ويخرج منها خاطفاً زوجة الأعمش ..