يُعرف المزاج بأن كُل نوعين ممزوجين ببعضهما بلا شك ، ومشاعر الفرد التي يشعر بها ، تتحكّم في حالته المزاجية بشكل مباشر، فالمشاعر تختلف من حين إلى آخر و ليس لها نهج ثابت ،وإنما تتبع المحفِّزات التي يستقبلها الدماغ و يترجمها بشعور مصاحب للحالة التي يمرّ بها الفرد سواءً كانت سعادة وتفاؤل، أو حزن وإحباط و غيرها من المشاعر الكثيرة . و تتأرجح الحالة المزاجية ما بين صعود وهبوط ،وهذا أمر طبيعي و ذلك بسبب طبيعة الحياة و الظروف المختلفة التي يمرّ من خلالها الفرد و يعايشها بمشاعرها المختلفة ،والتي تؤثر على تقلُّبات المزاج العام .وفي الحقيقة أن هذه التقلُّبات خصوصًا إذا كانت تقلُّبات سلبية و مستمرة ، تؤثر بشكل مفرط على الصحة الذهنية للفرد وعلى نموه و تقدمه، و لكن ماذا لو أن الفرد يعيش تقلُّبًا مزاجيًا في وقت واحد ؟ قد يشعر الفرد أنه في مزاج إيجابي أو جيّد ،وفي ذات الوقت يشهد هبوطًا حادًا و تنقُّلاً سريعًا إلى المزاج السيء ،وهذا ما يستدعي الشعور المزعج المصاحب للتقلُّبات السريعة ،ويخلق هذا حالة من عدم الإستقرار النفسي والإجتماعي و الإضطراب المزاجي ،ويختلف حدّة الإضطراب هذا من فرد إلى آخر و تتفاوت نسبته أيضاً . كما أن الفرد في حالة سيادة المزاج السلبي، فإنه يصبح من السهل جدًا إستثارته بسبب حالة الغضب و فقدان القدرة على التعامل بشكل صحي، كما يصبح أكثر حساسية تجاه أي موقف حتّى لو لم يكن طرفًا فيه، وفقدان الرغبة في أداء المهام و الملل المستمر مع الشعور بالحزن المصاحب لليأس. والحقيقة أن التغيرات المزاجية بالرغم من وجود المثيرات ، إلا أنه ليس لها سبب واضح و لكن بإمكان الفرد معالجتها. إن استقرار المزاج مهم جداً لأنه يسهم في تقدُّم الفرد و تحقيق النجاحات و ارتفاع نسبة التفاؤل و صفاء الذهن، و يستطيع الفرد العمل على هذا من خلال تحّسين المزاج و نقله من حالته السلبية إلى الإيجابية و ذلك من خلال تشّتيت السلبية و تدّميرها بخلق الأفكار الإيجابية أو إستعادتها بتذكُّرها ، كما أن الإنخراط في أنشطة مختلفة ، يحسِّن المزاج و يصلحه.