يرتبط الألم النفسي الذي يشعر به الفرد ، بمواقف وأحداث أثّرت في نفسيته ، ممّا يجعله يشعر باليأس و العجز والتدهور العام في السلامة النفسية والاجتماعية وتأثُّرعلاقاته سِلباً، ويعود هذا الألم إلى الحزن على الفقد ، أوالفشل ،أوالحدث الذي تعرّض له. ممًا لا شك فيه أن الفرد وليد مشاعره ،حيث أن الأفراد يتأثرون بالمشاعر تأثرًا عميقًا على اختلاف ماهيتها. والحزن أحد هذه المشاعر التي تتحكَّم في تأخر تقدم الأفراد و نموهم بسبب الضعف والألم الداخلي وسيطرة الحزن على التفكير بشكل صحي، وتتزايد لديهم الرغبة في الإبتعاد عن كل مبهج للأسباب ذاتها . والحقيقة أن هذه الأحداث المؤلمة ، يتكرّر وقوعها في حياة الجميع،فالفشل والألم ملازمان لهم،وهذا أمر طبيعي جداً ، ولكن البعض بمجرد أن يصيبهم سهم الحزن ، فإنهم يغرسونه أكثر في أنفسهم ، و لا يتخلصون منه ، بل يسهمون في زيادته إلى أن يصلوا لنقطه التلذُّذ بالحزن و مضاعفاته. ليس هذا فحسب ، بل أنهم يستجلبون الحزن ، من خلال إستحضارهم للموقف المؤلم و التفكير فيه بعمق شديد،وهذا سلوك مضرجدًا على صحة النفس والعقل، بسبب أن العقل يتبع سياسة المحفِّزات ، ويؤثر بشكل سريع على الصحة العامة ، كما أن تزايد وتيرة لوم الذات واردة في هذه الحالة. على الفرد أن يعي أن اتباع المشاعر ، أمر مهم للغاية، ولكن الإتزان أمر أكثر أهمية،ذلك أن الإتزان يمنح الفرد فرصة للتحكّم بمشاعره بشكل طبيعي ، وعلى الفرد أيضًا أن يمنح لنفسه وقتًا لمشاعره ،لا أن يتجاهلها ،حتى لا تعود بشكل أقوى ، وأن لا يستجلب الحزن لنفسه، وأن يحاول أن يتغلب عليه مهّما كانت شدّته،لأنه بمجرد الإستلام له ،سيحكم على نفسه بالضعف والعجز.