تنشأ المعاناة لدى الفرد نتيجة الحاجات النفسية المكبوتة فيجد الفرد ذاته غير قادر إلّا على الشعور بالحزن النفسي الشديد بالرغم من توافر إمكانيات السعادة المعنوية و المادية حوله ، فلا يمكن له الإستمتاع بحياة سليمة و بصحة نفسية جيدة بسبب المقارنات و الإستنكارات المستمرة في داخله و تتفاقم هذه المشاعر المؤلمة عند الفرد وتنمو معه منذ صغره. قد تتكون قاعدة المشاعر الأساسية لدى الفرد منذ نعومة أظفاره و تكبر معه هذه المشاعر و التي تسبّب عائقًا كبيراً بينه و بين علاقاته و نجاحاته و تطوره و تثقل كاهله وليس بالضرورة أن تتكون هذه المشاعر منذ الصغر ربما قد تكونت في مرحلة ما من عمره و لم يعالج شعوره بشكل صحي مما يجعلها تنمو و تؤثر على سلوكياته و معتقداته. وفي الحقيقة أن كل فرد معرض للحرمان والأذى و الفشل و الكثير من الإخفاقات ، وحينما يتحيّز الفرد لنفسه فقط هذه المشاعر ويصمت عنها ،تتفاقم و تتسبّب بآلام أشد عمقًا و أكثر عذابًا ذهنيًا و تجعله أبطأ تقدمًا وصولًا إلى اليأس الشديد بسبب نمط تفكيرهم المُدمِّر لذواتهم بسبب شعورهم المستمر بالندم و عدم القدرة على إنصاف ذاتهم. ومن الضروري جدًا وضع حدّ لهذا الألم لانه قد يأخذ الفرد الى أبعاد أخرى و طرق وعرة يصعب الرجوع منها أو معالجتها بسبب تأثيرها على الفرد وإحالة حياته إلى حياة هشّة تصبح في نظره بلا قيمة و تجعله يعتقد أن لا شيء هناك يستحق و يُعتم ألوان الحياة في عينيه فلا يرى إلّا الظلام و لا يشعرإلّا بالحزن و الضعف و الألم و تحدّ من قدرته في مواجهة الحياة و قبل أن يوصل الفرد بذاته إلى هذه المرحلة المؤلمة، عليه أن يضعها في موضع تحدٍّ لينجو بها و يخرجها من الألم المدفون في داخله من خلال التحدث عنه و التعبير عن شعوره، فإن التحدث يخلق مساحة في عقله تمكّنه من التفكير بشكل صحي كما أن تعلُّم المهارات و التفريغ بواسطة الكتابة و ممارسة بعض التمارين، تسهم بشكل كبير من الحدّ من المعاناة التي طالت و تشعَّبت في نفس الفرد.