حين خطت أولى خُطواتها كانت فرحتي لا تُوصف فوقعُ أقدامها الصغيرة حين تقدمت للأمامِ خُطوة، ويديها اللتين تُلوحان بِهما في الهواءِ يُمنةً ويُسرة، وعينيها الشاردتين في نهمِ تبحث هنا وهناك عن لعبة، وشفتيها التي تنطقُ بنصفِ كلمة، كل ذلك أخذني من نفسي لدنيا مليئةٍِ بالبسمة. تلك الشقية جعلت من عُمري أجمل قصة، كانت قبل عامٍ في سريرها ترقدُ في رقة، تبلغُ من العمرِ شهرا وبوجودِها برزت في سمائي نجمة، بكائها والضحك يُثيران جنوني في كل لحظة.. لكنها بعد أن تلهو تنامُ على يديّ وفي صدري لها نبضة. اليوم أصبحت الشقية ببراءتِها تحيلُ المكان لفوضى، لكنها ما تلبثُ أن تُساعدني في إعادة ِكل شيءٍ لمكانه وكُلها نشوى، فالخزائنُ في غرفتِها تستوعبُ ألعابها وكل ما تهوى. والصناديقُ العديدة تملأُها بالصلصالِ بعد أن تُشكلهُ ألف مرة، والأقلامُ العديدةُ بِها تترجمُ ما تريدهُ رسماً يُعجب، وعلبٌ هنا وهناك بعضاً منها يحملُ دعسوقةً او عصفوراً أو حيوانات، لتكّون منهم بُستانا في الغرفة، وعرائِسها ذات الضفائر تنامُ إلى جانبِها مراتٍ لا مرة، وفي كل زاويةٍ تضعُ حبيبتي دباً او قاطرةً لتبدو الغرفة في أجملِ حُلة، فألوانُ غرفتها تتماشى ورقةِ الأنثى. وعلى ركنٍ قد وضعت قصة من قماشٍ يحملُ حرفاً أو رقماً، وعلى الجدارِ المطبوعِ بشخصياتٍ حلوة لوحةُ رسمٍ،فيها رسمت خطوطاً قالت إنها: بابا وماما ونخرج. ضحكتُ من عفويتِها وأدركتُ أنها تريدُ أن تخرج مع بابا وماما لتلهو، قبلتُها وأسدلنا الستائر ذات الزهرِ ونحلاتٍ من الرحيقِ تصنعُ شهدا، تلك حبيبتي الشقية شهد... من اسمها جعلت لحياتي طعم الشهد الأحلى.. اعلامية سعودية