تسابق الدبلوماسية الزمن لنزع فتيل أزمة أوكرانيا ومنع نشوب الحرب وسط مخاوف متزايدة من استعداد روسي لغزو كييف، وفاجأت موسكو العالم بعد ساعات من لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ما كرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالإعلان إرسال 6 سفن حربية ستبحر من المتوسط إلى البحر الأسود لإجراء مناورات عسكرية، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أمس (الثلاثاء). وكانت روسيا أرسلت (السبت) قاذفتين بعيدتي المدى قادرتين على حمل رؤوس نووية في دورية فوق أجواء حليفتها بيلاروسيا.الإعلان الروسي جاء بعد أن أرسلت لندن أكثر من 100 جندي من أفراد القوات الخاصة إلى أوكرانيا لتقديم المشورة لجيشها وتدريب القوات الخاصة على تكتيكات مكافحة التمرد والتخريب. وفي مسعى أوروبي لخفض التوتر، أجرى ماكرون مباحثات مع بوتين في موسكو قبل أن يتوجه إلى أوكرانيا للقاء رئيسها. وقال ماكرون للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى كييف أمس: لقد أتممت المهمة لجهة منع تدهور الأوضاع أو حصول تصعيد لا تحمد عقباه، مؤكدا أنه حصل على تعهد روسي بعدم التصعيد. لكن الغربيين يشعرون بقلق حيال إمكان غزو روسيالأوكرانيا، إذ تعتقد الاستخبارات الأمريكية أن موسكو تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق بعد أن أصبح لديها «بالفعل 70% من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه». ويلتقي ماكرون في برلين المستشار الألماني أولاف شولتز، العائد من واشنطن في إطار سلسلة جهود دبلوماسية أوروبية لنزع فتيل الحرب. وأفصحت الرئاسة الفرنسية أن اقتراحات ماكرون تشمل التزام عدم اتخاذ مبادرات عسكرية جديدة من الجانبين ومباشرة حوار يتناول خصوصا الانتشار العسكري الروسي ومفاوضات سلام حول النزاع في أوكرانيا وبداية حوار استراتيجي. وقال ماكرون إن الرئيس بوتين، «أكّد له استعداده التزام هذا المنطق ورغبته في حفظ الاستقرار ووحدة أراضي أوكرانيا». وإثر محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات مع ماكرون، اعتبر بوتين أن «بعضاً من أفكار» نظيره الفرنسي «قد تشكل أساساً لإحراز تقدم مشترك» وسيتحدث مجدداً إلى ماكرون بعد زيارته لكييف. وأضاف بوتين: «في ما يتعلق بنا، سنبذل أقصى جهودنا للتوصل إلى تسويات تلائم الجميع»، مضيفاً أنه ونظيره الفرنسي لا يرغبان في حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي لن يخرج منها أي طرف «منتصراً». لكنه لم يتطرق إلى مشاريعه بشأن عشرات آلاف الجنود الروس المنتشرين عند حدود أوكرانيا. وندد بوتين مجدداً برفض الدول الغربية الموافقة على شرطه وقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً وسحب جنوده ومنشآته العسكرية من أوروبا الشرقية، نافياً أن يكون هدد أوكرانيا.