يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض إجراءات غير مسبوقة تجاه روسيا حال تصعيدها ضد أوكرانيا، بينما حذر المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس (الأربعاء)، من أن موسكو ستدفع "ثمناً باهظاً" إذا اجتاحت أوكرانيا. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتشديد عقوباته واتخاذ "إجراءات غير مسبوقة" ضد موسكو إذا صعدت تصرفاتها العدائية ضد كييف، مبينة أن التكتل عمل بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة لوضع خيارات يفوق تأثيرها العقوبات الحالية التي تستهدف قطاعات المال والطاقة والدفاع والسلع ذات الاستخدام المزدوج في روسيا. وأضافت: "ردنا على أي تجاوز آخر قد يأتي على شكل تصعيد قوي في منظومة العقوبات القائمة وتوسيع نطاقها. بالطبع نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية غير مسبوقة ستكون لها عواقب وخيمة على روسيا". وطالب 3 نواب أمريكيين، إدارة الرئيس جو بايدن بفرض عقوبات وقائية على موسكو وإرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا لردع روسيا عن غزو جارتها الغربية. وقال النواب، وهم جمهوري وديمقراطيان وثلاثتهم عسكريون سابقون، في أعقاب زيارة قاموا بها إلى أوكرانيا، إنهم مقتنعون بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يفكر جدياً بغزو أوكرانيا عندما حشد عشرات آلاف العسكريين على الحدود مع جارته الغربية، بحسب "فرانس برس"، فيما اعتبر النائب الجمهوري مايك والتز، أنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تفرض عقوبات على روسيا بسبب زعزعتها استقرار المنطقة، مشدداً على أن التهديد "بإجراءات صارمة لن يكون مفيداً كثيراً في ميزان حسابات بوتين". من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس: "نراقب بقلق بالغ الوضع الأمني على الحدود الروسية الأوكرانية. سنناقش ذلك بشكل مكثف في المجلس الأوروبي وقمة الشراكة الشرقية" للاتحاد الأوروبي. اسمحوا لي، إذا لم يفهم الجميع ذلك بعد، أن أكرر ما قالته سلفتي أنغيلا ميركل: كل انتهاك لوحدة الأراضي سيكون له ثمن، ثمن باهظ، فيما تزداد المخاوف من اجتياح موسكولأوكرانيا. يذكر أن شرق أوكرانيا يشهد منذ عام 2014 حرباً بين الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يُعتبر الكرملين داعمهم العسكري رغم نفيه ذلك، وقوات كييف. وبدأ النزاع بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم، وأسفر مذاك عن أكثر من 13 ألف قتيل. وفي الأسابيع الأخيرة، ارتفع مستوى التوتر فجأة، إذ تتهم الدول الغربية الكرملين بالتحضير لغزو أوكرانيا. وهو ما ينفيه الكرملين.