كشف استشاريان ل"البلاد"، أن سبب تصدر سرطان الثدي المرتبة الأولى في إصابات النساء في العالم هو عدم حرص معظمهن على الكشف المبكر الذي يمثل خط الدفاع الأول في مواجهته. وأكدا أن الاكتشاف المبكر يساعد كثيرًا في رفع نسب الشفاء، فالتأخير يؤدي للأسف إلى وصول المصابة في مراحل متأخرة وزيادة مراحل العلاج. وشددا على أهمية استمرار التوعية الصحية بسرطان الثدي حتى تصل المعلومة الوقائية إلى جميع السيدات والشابات والفتيات. ويرى استاذ واستشاري طب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق بن احمد خوجة ، أن سرطان الثدي يعد من الأمراض التي تتصدر خارطة الأورام في العالم ، ورغم الدور الصحي والتوعوي الذي تلعبه قطاعات الصحة في المجتمعات العالمية إلا إن مؤشرات المرض لم تتراجع كثيرًا ، وذلك بسبب عدم حرص النساء على الكشف المبكر. وأضاف ، أن سرطان الثدي هو نوع من أنواع السرطانات التي تظهر في أنسجة الثدي، ويعد من الأورام الشائعة جدًا، والنساء هن أكثر عرضة للإصابة به من الرجال ، ومن بين العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة به الوراثة وعدم ممارسة الرياضة والأكل غير الصحي والتلوث وغير ذلك من العوامل . ولفت إلى أنه من الضروري أن نفهم أن معظم النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن تاريخ عائلي للمرض، لكن النساء اللاتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى مصابون بسرطان الثدي هن الأكثر عرضة للإصابة. فنجد على سبيل المثال: يزيد وجود اثنين من الأقارب من الدرجة الأولى من الاحتمالات بمقدار 3 أضعاف. واختتم البروفيسور خوجة بالقول ، أنه بحسب منظمة الصحة العالمية ورغم التطور العلمي في مجال علاج سرطان الثدي حول العالم، فإن التشخيص المتأخر للمرض يحرم الكثيرات من فرص العلاج ، لذا ينصح النساء بالحرص على الفحص بالماموجرام بعد الأربعين وقبلها عبر الفحص الذاتي والسريري عبر الطبيبة. من جهته قال الدكتور هدير مصطفى مير استشاري علاج الأورام بالأشعة إن عدم الكشف المبكر لمرض سرطان الثدي وضعف الوعي الصحي من قبل بعض السيدات أدى إلى زحفه وسرعة انتشاره وسط المجتمعات العالمية، لافتًا إلى أن سرطان الثدي يحتل المراحل المتقدمة في سجل الأورام على المستوى العالمي. وأشار إلى أن سرطان الثدي ، هو انقسام غير طبيعي وغير منتظم لخلايا الثدي عند المرأة ويحدث غالبًا في خلايا القنوات الحليبية ، ويؤدي إلى تكوين ورم كامن، ونتيجة لتعدد انقسام الخلايا عشوائيا يكبر حجم الورم بسرعة ويؤدي إلى انتشاره في الجسم عن طريق الدم والقنوات الليمفاوية، مشيرًا إلى أن سرطان الثدي يعتبر الأكثر شيوعا بين أنواع السرطان الأخرى التي تصيب النساء والمسبب الأول للوفاة من بين جميع الأمراض السرطانية. ولفت د.هدير إلى ان هناك (3) طرق للكشف المبكر لسرطان الثدي وهي: الأولى عن طريق الاكتشاف المبكر من خلال الفحص باستخدام أشعة " الماموجرام " عندما تظهر علامات محددة تدل على المرض في بدايته ، ويكون ذلك عادة في مرحلة مبكرة جداً ، فيما تتمثل الطريقة الثانية من خلال الفحص السريري الذي يتم بواسطة الطبيبة، إذ توجد أعراض معينة منها تغيرات في حلمة الثدي، وإفرازات تخرج منها، وتورمات تحت الإبطين وفي الثدي. أما الطريقة الثالثة فهي ذاتية تعتمد على فحص المرأة نفسها، وهي ضرورية لمعرفة أية تغيرات تطرأ على طبيعة الثدي، لكن نسبة الوعي المطلوبة لهذا المرض متدنية في مجتمعنا فمعظم الحالات التي تردنا تكون في المرحلتين الثالثة أو الرابعة وهي المراحل المتأخرة، فبالرغم من أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً في الغرب إلا أن معظم الحالات يتم تشخيصها في المرحلتين الأولى والثانية لأسباب عديدة من بينها الوعي الذاتي لدى النساء وتوفر وسائل الفحص والتشخيص المبكر في العيادات المتخصصة. وعن الحالات التي تهمل العلاج يمضي قال: يؤدي سرطان الثدي إذا لم يتم علاجه، إلى تقرح في الجلد والتهابه، تكاثر الخلايا السرطانية في الثدي، انتشار الورم إلى الغدد اللمفاوية مما يؤدي إلى زيادة خطر انتشار السرطان في أعضاء أخرى أعضاء حساسة مثل: الدماغ، الكبد، الرئة ، مما يؤدي إلى تأثر وظائف هذه الأعضاء وتوقفها ، وتدهور صحة المريضة ثم وفاتها في مراحل متقدمة من المرض.