مع تفاقم أزمة العطش وانقطاع المياه بمحافظة خوزستان ذات الأغلبية العربية، يواصل أهل الأحواز احتجاجاتهم ضد النظام الإيراني مدعومة بحراك شعبي متضامن ومتزايد في العديد من المدن الإيرانية ، وأسفرت المواجهات عن مقتل نحو 10 محتجين وعشرات الجرحى برصاص الأمن، وفق تقارير حقوقية ، ورغم محاولة تهدئة غضب المتظاهرين بفتح سدود محافظة الأهواز،تواصل الاحتجاجات الواسعة يومها العاشر رفضا لتحويل مجاري الأنهار وتشييد السدود . وتسببت أزمة المياه في فقدان بعض المواشي، فضلاً عن مشاكل للعديد من المزارعين في محافظة خوزستان الغنية بالنفط والتي تعاني الإهمال بسبب سياسات النظام. وكشفت مصادر إيرانية عن أن سلطات الأمن شددت قبضتها وشنت حملة اعتقالات واسعة ، ونشرت منظمة حقوقية إيرانية أسماء أكثر من 100 معتقل، فيما دفنت قوات الحرس الثوري بعض جثث الضحايا في الأحواز، دون إبلاغ أسرهم. كما وردت تقارير عن وجود قوات أمنية مكثفة في بعض المدن، بما في ذلك إيذه الواقعة شرقي محافظة خوزستان، والتي كانت مسرحاً للاحتجاجات. ومنذ بداية الاحتجاجات في خوزستان في 15 من يوليو الجاري، تم قطع أو تعطيل الإنترنت والكهرباء في المحافظة، وكذلك في أجزاء أخرى من إيران ، واتسعت الاحتجاجات في مدينة بجنورد وغيرها من المدن المجاورة ، دعماً للمحتجين في محافظة خوزستان جنوبي إيران الذين يطالبون بتوفير المياه ، ورفع "نموت ولا نقبل الذل"، وهو شعار تم استخدامه في عدة احتجاجات سابقة ضد النظام الذي يشن حملة أمنية ضد أي احتجاجات. قتل الحياة في الأحواز ويطبق نظام الملالي منذ سنوات سياسة تجفيف الأنهار والتعطيش في الأحواز العربية التي تعاني التمميز والفقر والقمع، في إطار مخططاته لتغيير الديموغرافيا لهذا الإقليم ، بهدف تهجير أهلها من العرب، ومن هذه الإجراءات القاتلة للزراعة وللحياة، بناء سدود وحواجز للمياه وتحويل مساراتها لحرمان أبناء منطقة الأحواز المحتلة وإجبارهم على التهجير ، وقامت السلطات مؤخرا بقطع المياه بشكل كامل على أنهر الأحواز، منها نهر قارون، ونهر الكرخة، مما تسبب في تدمير الزراعة لمئات الهكتارات، بل حتى مياه الشرب، بعد نقل النظام الإيراني تلك المياه إلى أصفهان. وطبقا لأرقام رسمية، تعاني مئات البلدات في إقليم الأهواز من شح المياه، ولا تزال تؤمن حاجاتها الأساسية من خلال الاستعانة بصهاريج المياه. منذ أن بدأت أزمة المياه بفعل النظام في بداية فصل الصيف، فقدَ آلاف المزارعين في الأهواز قطعانهم من المشية والأنعام لجفاف أراضيهم القاحلة، كما خسر آلاف العمال المزارعين والصيادين الذين مصادر رزقهم. ونفوق الأسماك والطيور والحيوانات البرية إلى جانب موت ملايين أشجار النخيل. ويؤكد أبناء الأحواز تمسكهم بحقوقهم في مناطقهم، وتصديهم لمحاولة طمس هويتها العربية، ضمن سياسة التطهير العرقي التي يمارسها نظام طهران ، حيث يواصلون مظاهراتهم واحتجاجاتهم الغاضبة وهتافات «بالروح بالدم نفديك يا أحواز»، «كلا كلا للتهجير» رغم القمع والرصاص الذي تواجهه ثورة العطش ،وسقوط عشرات القتلى والجرحى ، في الوقت الذي يواجه فيه النظام الإيراني غلياناً شعبياً واسعا من كافة التيارات المعارضة، ليس فقط في الأحواز العربية، بل في طهران لأسباب معيشية وتدهور فرص لقمة العيش وسبله المختلفة وغلاء الأسعار والتضخم المالي والسياسات الاقتصادية الفاشلة، وهدر أموال الإيرانيين على التسلح العسكري غير المبرر، وعلى تمويل الميليشيات الإرهابية التي يعدها نظام الملالي والحرس الثوري أذرعة له لتقويض أمن العديد من الدول بسياسة نشر الفوضى والحروب الأهلية والتغول السياسي وتهديد استقرار المنطقة وحركة الملاحة البحرية العالمية.