على وقع زلزال الأحواز الذي دخل أسبوعه الثاني، تبدو الأوضاع في الداخل الإيراني مهيأة لمزيد من التفجير والانهيارات مع اقتراب تولي الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي في الخامس من أغسطس القادم، فالبطالة تنخر كالسوس، ونسب الفقر تقفز بمعدلات كبيرة، وسط مطالبات أمريكية بمحاسبة قادة الملالي على ثرواتهم التي اكتنزوها من أموال الشعب الذي يعاني أوضاعاً معيشية واقتصادية غاية في السوء. انتفاضة العطشى في خوزستان تتوسع يوماً بعد يوم، ما يشير إلى أن قادم الأيام سيكون مؤلماً وموجعاً ومدمراً على نظام خامنئي. وتصدر وسم #الأحواز_تنتفض منصات التواصل الاجتماعي معبرين عن غضبهم الشديد ضد الانتهاكات التي تمارسها السلطات الإيرانية حيالهم. وتواجه إيران أسوأ موجة جفاف منذ 50 عاماً وأثرت أزمة المياه على الأسر والزراعة وتربية الماشية وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي. وأصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل نتيجة سياسة نظام طهران المتمثلة في تجويع الشعب إلى جانب فشل النظام في التعامل مع جائحة كوفيد-19 مع تزايد السخط بسبب سوء الإدارة وارتفاع معدلات البطالة وزيادة معدل التضخم بواقع أكثر من 50%. يذكر أن إقليم الأحواز يشهد منذ عقود احتجاجات من الأحوازيين ضد استمرار سياسة التمييز العنصري التي يتعرضون لها من قبل النظام الإيراني، لاسيما من ناحية التوظيف والعمل في الإدارات الرسمية ومجال النفط، إضافة إلى منعهم من ممارسة طقوسهم التقليدية وارتداء الزي العربي وإحياء احتفالاتهم الخاصة ما دفع إلى إطلاق العديد من حركات الكفاح المسلح من أبناء الإقليم. وتواجه إيران أسوأ موجة جفاف منذ 50 عاماً، وأثرت أزمة المياه على الأسر والزراعة وتربية الماشية وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي. تعرض العرب الأحواز في إيران لانتهاكات حقوقية بالجملة إذ واصل نظام الملالي سحق كل الأصوات التي تنادي بأبسط الحقوق، لكن العام الماضي شهد مزيداً من الاتقاد لجذوة الغضب، فانضم إلى المحتجين عمال ومزارعون ومعلمون. ويتذكر الأحواز 3 محطات بارزة في مسيرة الاحتجاجات، وخروج 3 مظاهرات عارمة أطلق عليها «انتفاضة الأرض»، و«انتفاضة الكرامة»، وأخيراً «انتفاضة العطش». لم يمر يوم على الشعب العربي الأحوازي دون تسجيل حالة انتهاك لحقوق الإنسان، كالاعتقالات القسرية والبطش والظلم، أو تخريب البيئة وتدمير الزراعة، أو القتل المتعمد للمواطنين الأبرياء. وانطلقت الاحتجاجات من محافظة خوزستان حيث يقع نهر كارون، الذي كان يغذي المنطقة بشكل جيد في الماضي، إلا أن سلطات طهران عملت على تجفيفه ونقل جزء من مساره إلى مناطق أخرى، مما ترك السكان العرب يواجهون أزمة مياه. ومحافظة خوزستان تقع ضمن منطقة الأحواز الغالبية العربية الغنية بالنفط والمياه في آن واحد، لكن سكانها يعانون التهميش والاضطهاد من جانب السلطات الإيرانية. وتفاقمت مشكلة المياه في الآونة الأخيرة، مع تحويل النظام لمياه النهر بشكل أكبر نحو مناطق أصفهان وزايندهرود، شمال شرقي الإقليم العربي.