أشاد مجموعة من الخبراء في مجال التقنية والبرمجة بتصنيف المملكة المتقدم وحصولها على المركز ال22 في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم والأول عربياً، مؤكدين أن هذا التصنيف المتقدم جاء لعدة أسباب أهمهما أن المملكة وضعت لنفسها استراتيجية ضمن رؤيتها الطموحة 2030 في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كقاعدة لانطلاق التحديث والتجديد في كافة المجالات، مع ضخ مليارات الدولارات في هذا المجال واستضافة الرياض لمؤتمر الذكاء الاصطناعي الدولي برعاية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للاستفادة من خبرات كبرى الشركات العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. خطة طموحة وقال سامح بهاء الدين الخبير بمجال البرمجة وتكنولوجيا المعلومات، إنه منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 وضعت القيادة نصب عينيها الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تطوير القطاعات الاقتصادية والخدمية مثل ( التعليم والصحة والموارد البشرية) في المملكة، من خلال وضع خطة طموحة لتكون المملكة ضمن الدول العشر الأوائل في هذا المجال الذي اتضح أهميته عقب انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد 19). وأضاف أن المملكة طبقت استخدام الذكاء الاصطناعي باحترافية خلال جائحة كورونا عندما أطلقت العديد من التطبيقات الذكية لمنع انتشار الفيروس مثل تطبيق "توكلنا" و" تطمن" واللذان اثبتا قدرتهما في محاصرته داخل مناطق المملكة، وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد من خلال إطلاق منصة "مدرستي" والتي أثبتت فاعليتها بجدارة. وتابع أنه مع عودة الحج والعمرة أطلقت المملكة تطبيق" اعتمرنا" من خلال متابعة ومباشرة الوضع الصحي للحجاج والمعتمرين تفادياً لحدوث أي انتقال للعدوى، وقد نجحت بالفعل في تنظيم موسم الحج الماضي رغم انتشار فيروس كورونا، بفضل استخدامها الذكاء الاصطناعي في تنظيم الحج والعمرة. وأكد على أنه يحسب للقيادة الرشيدة في المملكة إطلاق الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" التي يرأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى استضافة الرياض القمة العالمية للذكاء الاصطناعي والتوقيع على العديد من الاتفاقيات مع الشركات العالمية مثل "إى-بى- إم" العالمية للاستفادة من خبراتها في هذا المجال. مواكبة تقنيات المعرفة الحديثة ومن جانبه، قال الخبير التقني وليد عبد الصمد، إنه لفخر لكل العرب أن تحتل السعودية المركز ال22 على مستوى العالم في الذكاء الاصطناعي وهي لا زالت في بداية طريقها نحو الريادة، حيث تم إنشاء هيئة الذكاء الاصطناعي في شهر سبتمبر 2019. وأضاف أن هذا التصنيف المتقدم دليل على اهتمام المملكة بهذا الشكل المتطور والمتقدم من تقنيات المعرفة الحديثة، وأن المملكة تسير على الدرب الصحيح لمواكبة التطورات والمتغيرات السريعة، ما يضمن لها مكانة رائدة بين الدول في مدة وجيزة. وأكد أن المملكة أعلنت عن العديد من الإجراءات لتنمية هذا المجال من خلال ضخ 20 مليار دولار ، حتى عام 2030 وكذلك تدريب أكثر من 3000 مواطن على تقنية الذكاء الاصطناعي وصناعة الروبوتات والتطبيقات الذكية، وإنشاء 300 شركة متخصصة في التقنية والمعلومات والبيانات، في خطوة تأمل أن تكون أحد محاور الاقتصادات البديلة التي تسعى لها المملكة. المملكة تقدمت على دول أوروبية وأكدت الخبيرة في مجال تقنية المعلومات سكينة رشيد على أن التصنيف الدولي للذكاء الاصطناعي يهتم بعدة معايير في مقدمتها مدى استفادة الدولة من الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات للمواطنين والمشروعات المستهدفة مستقبلاً والقائمة على استخدام الذكاء الاصطناعي وقوة البنية التحتية والبيئة التشغيلية والأبحاث والتطوير. وأضافت أنه لإنجاز كبير أن تحتل المملكة هذا التصنيف في مدة وجيزة إذا ما تم احتساب توقيت إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، لكن يحسب لها اقتحام هذا المجال المستحدث منذ سنوات قليلة في العديد من المجالات خاصة المجال الصحي والتعليمي. وأكدت أن المتتبع لمؤشر (Tortoise Intelligence) الذي قام بتصنيف الدول حسب استخدام الذكاء الاصطناعي، يجد أن المملكة تقدمت في التصنيف على دول أوروبية لها باع في الذكاء الاصطناعي مثل إسبانيا وبلجيكا والنرويج وروسيا وإيطاليا، وفى آسيا تغلبت على الهند ذائعة الصيت في مجال البرمجة وتصنيع الأقراص المدمجة، مشيرة إلى أنها لا تستبعد أن تصعد لتصنف ضمن العشر الأوائل في القائمة خلال الخمس سنوات المقبلة.