43 يوماً هي المدة الفاصلة بين تصريح ولي العهد «في السعودية نترجم ذلك بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات للذكاء الاصطناعي بطموح واضح لأن تغدو المملكة أنموذجاً للذكاء الاصطناعي في العالم»، وحصول المملكة على المركز الأول عربياً، وال 22 عالمياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي، مقارنة بالمركز 29 عالمياً، العام الماضي، كما نالت المركز الثاني عالمياً في معيار الاستراتيجية الحكومية، والمركز التاسع عالمياً في معيار البيئة التشغيلية، وذلك بحسب تقرير مؤشر تورتويس انتليجينس «Tortoise Intelligence». وأوضح الأستاذ في الذكاء الاصطناعي والشبكات اللاسلكية ومستشار التحول الرقمي عبدالله بن سعد الدرعاني ل«عكاظ»، أن إنجازات الوطن الرقمية العالمية لم تكن محض الصدفة أو رسماً من الخيال إنما كانت خططاً مدروسة عمل عليها الحالمون ونفذها الطامحون، وحصد ثمارها مجتمع حيوي لننعم باقتصاد مزدهر، مضيفاً أن لغة الأرقام هي اللغة التي تتسم بالشفافية ويسهل على العامة فهمها وعلى الباحثين التعمق في أرقامها. قبل أيام قليلة كان لولي العهد كلمة اتسمت بالشفافية ولغة الأرقام تطرق في جزء منها لإنجازات التحول الرقمي الباهرة الذي تشهدها المملكة العربية السعودية. هذه الإنجازات المتتالية التي يفخر بها الوطن العربي كافة و السعودي خاصة كانت مقرونة بالمعايير الدولية وتبين تميز المملكة فيها حيث قفزت 40 مركزاً في مؤشر البنية التحتية الرقمية للاتصالات وتقنية المعلومات مما ساهم في كفاءة سرعة الاتصالات وتحقيق المركز الأول عالمياً في سرعات الجيل الخامس. وأفاد الدرعاني بأن التميز والتخطيط المهني الرقمي قاد المملكة العربية السعودية لأن تكون ضمن أفضل عشر دول في سرعة نقل البيانات مما كان له الأثر البالغ في بنية تحتية رقمية قادرة على مواجهة الأزمات والعمل بكفاءة عالية إن لزم الأمر وأزمة كورونا خير شاهد على ذلك إذ تجاوزت نسبة عمل الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص 90% خلال الأزمة، مشيراً إلى أن هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي تحتفل اليوم بإنجاز عالمي جديد بتحقيق المملكة العربية السعودية المركز الأول عربياً و22 عالمياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي. وأشار الدرعاني إلى أن هذا الإنجاز النوعي لم يكن ليكون دون خطط استراتيجية علمية مبنية على معايير جودة عالمية ومشاريع بنية تحتية مميزة تكاتفت الجهات الرقمية في تحقيقها، ولعل القرار الملكي في شهر مارس 2019 بإنشاء هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي كان رؤية استباقية ثاقبة حققت المملكة من خلاله رفع كفاءة وجودة البيانات واستثمرتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يعود على الإنسانية بالنفع والفائدة ويدل على ذلك ما تم إنتاجه خلال أزمة كوفيد -19 من تطبيق توكلنا وتباعد مما ساهم في مواجهة الأزمة والحد من آثارها الصحية والاقتصادية والمجتمعية. هذا الإنجاز النوعي كان من خلال إنشاء جهات خاصة للذكاء الاصطناعي وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي «نسدي» وكذلك منتجات وفعاليات تهتم وتوظف الذكاء الاصطناعي، وأيضاً تعاون متقن ومتفان بين الجهات الحكومية لتحقيق الخطط الإستراتيجية في توظيف الذكاء الاصطناعي والتوسع المدروس في استخدامه بما يعود على الإنسانية بالمنفعة. وهذه المؤشرات العالمية الرقمية اتسمت بالتنافسية الشديدة مع دول لها تاريخ رقمي كبير في الأبحاث والابتكار والبنية التحتية والخدمات التشغيلية منذ سنوات عديدة. وبين الدرعاني أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 سارعت في سد الفجوات وتقليص المسافات وزيادة السرعات في المنتجات والخدمات المميزة المبنية على رقمنة ذكية ذات معايير عالمية قادرة على رفع معدل التنافسية وتحقيق الرفاهية لدى المستفيدين، وكمختصين في هذا المجال نفخر بكل هذه الخطوات المتسارعة التي قادتنا إلى مصاف الدول المتقدمة في زمن قصير.