توعدت أمريكا برد فوري مدمر وساحق تجاه إيران وميليشياتها حال مقتل أي أمريكي في العراق، في وقت تواصل الولاياتالمتحدة تعزيز قواتها في الخليج، إذ دفعت بحاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" مع سفن حربية أخرى إلى هناك، ويأتي هذا التصعيد عقب اغتيال العالم النووي محسن زاده الذي يعد العقل المدبر للبرنامج العسكري النووي الإيراني، واعترفت طهران بأن الضربة قاسية وثقيلة. وأفادت معلومات لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن الرئيس دونالد ترمب أبلغ مستشاريه بأنه مستعد لإصدار أوامر برد مدمر، إذا قُتل أي أمريكي في هجمات لإيران أو ميليشياتها في العراق. ويأتي هذا التأهب مع تزايد التوترات ، مما أثار احتمال أن استهداف طهران أو وكلاؤها لأهداف غربية في العراق ، حيث تواصل واشنطن حشد قواتها الضاربة على مقربة من إيران لردعها، وأعلن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون، ، أن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس نيميتز" تحركت إلى منطقة الخليج مع سفن حربية أخرى لتوفير الدعم القتالي والغطاء الجوي، ورغم قوله: إن الخطوة اتخذت قبل ورود أنباء عن اغتيال عالم نووي إيراني بارز، إلا أنه بحسب تحليلات شبكة "سي إن إن"، فإن تحركات القوات الأمريكية هي رسالة ردع متزايدة لإيران بغض النظر عن "ملاحظة المسؤول".وكان الجيش الأمريكي نشر قبل أسبوع قاذفات "B-52 " الاستراتيجية الثقيلة في الشرق الأوسط، وفقًا لما أعلنته القيادة المركزية، لافتةً إلى أن الهدف من ذلك، ردع أي عدوان من جانب النظام الإيراني. وأثار الاغتيال موجة من الانتقادات الحادة داخل ايران وبدأت الاتهامات تطفو على السطح ضد نظام الملالي بالفشل في منع الاختراقات، وكتب محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، في رسالة السبت إلى الرئيس روحاني: إن "استمرار مثل هذه الأعمال يشير إلى ضعف أجهزة المخابرات "، مطالباً بإيجاد حل لمثل هذا الضعف. بدوره، وجه القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني، حسين علائي، انتقادات لهذا الخرق الأمني الفاضح على الساحة الإيراني، وقال في تصريحات أمس نقلتها وسائل إعلام محلية "أكثر من 10 سنوات وإسرائيل تقوم بعمليات داخل إيران، بما في ذلك اغتيال العلماء". يذكر أن محسن فخري زاده قيادي في الحرس الثوري الإيراني، وهو أداة الملالي لتنفيذ العمليات الإرهابية ودعم الميليشيات العميلة خارج البلاد، كما أنه رئيس مايسمى "منظمة أبحاث الدفاع الجديدة"، ومدرج في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي الدولي. وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أكد أن بلاده ستواصل استخدام كل العقوبات المتوافرة لديها لمنع إيران من زيادة قدرتها النووية، وأعلن مساء الجمعة فرض عقوبات اقتصادية جديدة على أربع شركات صينية وروسية متهمة بدعم تطوير البرنامج النووي الإيراني. وفي سياق محاكمة دبلوماسي إيراني وثلاثة عملاء آخرين للملالي في بلجيكا، لتورطهم في محاولة اعتداء إرهابي ضد تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا صيف 2018، تعقد جلسة المحاكمة المقبلة الخميس القادم، وسيصدر حكمها مطلع عام 2021. وطلب المدعي الفيدرالي البلجيكي من المحكمة الحكم على أسد الله أسدي، الدبلوماسي، المتهم بالتخطيط للعملية الإرهابية، بالسجن 20 عامًا ، كما طلب المدعي البلجيكي من المحكمة الحكم بالسجن لمدة 18 عامًا على نسيمه نعامي وأمير سعدوني، و15 عامًا لمهرداد عارفاني، بسبب تعاونهم مع أسدي في التخطيط للهجوم الإرهابي، إضافة إلى حرمانهم من الجنسية البلجيكية. وتزامنت محاكمة أسدي والمتهمين الآخرين مع نقل أحمد رضا جلالي، الباحث "الإيراني – السويدي" المسجون في إيران، إلى الحبس الانفرادي لتنفيذ عقوبة الإعدام، فيما قال مراقبون: إنه محاولة ابتزاز من إيران لتبادل أسدي مع جلالي. وتأتي التكهنات بعد تبادل كايلي مور جيلبرت، يوم الأربعاء، وهي باحثة "بريطانية – أسترالية" مسجونة في طهران منذ 2018 بتهمة ملفقة بالتجسس، مع ثلاثة سجناء إيرانيين في تايلاند متورطين في عمل إرهابي.