يبدو أن الإدارة الأمريكية قد حزمت أمرها فيما يتعلق بنظام الملالي، فبعد إعادة «أقسى العقوبات» منذ نحو 6 أشهر، مرورا بمرحلة «تصفير النفط» وحرمان إيران من نحو 10 مليارات دولار، وصولا إلى تصنيف الحرس الثوري «منظمة إرهابية»، يعتقد مراقبون سياسيون أن واشنطن وصلت إلى قناعة تقتضي «قصم» ظهر الدولة الإرهابية الأولى في العالم، وهو ما دفعها إلى تحريك الأسطول العسكري المكون من حاملة الطائرات «يو إس إس ابراهام لنكولن»، وقاذفات قنابل بهدف ردع إيران ومليشياتها ووكلائها في المنطقة. تحريك هذه القطع العسكرية العملاقة لا يمكن أن يأتي من فراغ، إذ إنه أتى في أعقاب تهديدات إيرانية للقوات الأمريكية في العراق، فضلا عن التهديدات بإغلاق مضيق هرمز، ومن هنا فإنه ينبغي على نظام ولاية الفقيه أن يأخذ عملية تحريك الأسطول الأمريكي على محمل الجد. وإن كان مسؤولون في إدارة ترمب قد استبعدوا الدخول في حرب مع النظام الإيراني، إلا أنهم لم يستبعدوا أبدا احتمالات توجيه ضربات مؤلمة لمواقع وأهداف إيرانية محددة، ربما تكون من بينها مواقع نووية وأخرى عسكرية، من شأنها أن تصيب هذه الصناعات بالشلل التام. وإذا كان الأمر كذلك، فإنه يتعين على طهران وملاليها أن تستعد من الآن لأسوأ السيناريوهات، إذ إن تحريك هذا الأسطول العسكري لا يمكن بأي حال أن يكون مجرد «مناورة» أو عملية للردع الإستراتيجي.