"الذهاب شرقا" رسالة بدأ يلتفت اليها مهنيون اسيويون في الولاياتالمتحدة واوروبا اذ يتوقعون مستقبلا أكثر اشراقا في منطقة ينتظر ان تتفوق من حيث النمو الاقتصادي على باقي دول العالم. وتشانج تشنج هان (26 عاما) واحد ضمن اعداد متزايدة من الاسيويين الحاصلين على درجة عالية من التعليم المقيمين في الغرب الذين اشتروا تذكرة العودة لبلادهم مدفوعين باغراء فرص العمل والعلاقات الاسرية والحياة المريحة. ويقول "ما من دولة تتغير بسرعة التغيير في الصين. ثمة الكثير من الفرص لمن هم من جيلي." وعقب حصوله على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة نوتنجهام البريطانية عاد تشانج إلى الصين وعمل على الفور في شركة في مجال ابحاث الخلايا الجذعية. ويقول المستثمر الامريكي جيم روجرز ان اسيويين اخرين سيحذون حذوه ويعتقد ان هذا القرن سيكون قرن الصين وهو يقيم حاليا في سنغافورة حيث يتعلم اطفاله اللغة الصينية. وكان روجرز شريكا لجورج سوروس في صندوق كوانتم الذي حقق ارباحا طائلة من المضاربة على العملات. وصرح لتلفزيون رويترز في الاونة الاخيرة "إذا كنت في لندن فانك في المكان الخطأ في في الوقت غير المناسب ... ينبغي ان تنتقل شرقا." وتسارع اتجاه الهجرة العكسية في الاشهر القليلة الماضية مع تضرر الولاياتالمتحدة واوروبا من الازمة المالية بصورة اشد من كثير من اقتصاديات اسيا. ويقول خبراء ان هذا التوافد سيكون لمصلحة اسيا لانها تحتاج مديرين ذوي مهارة لتحقيق المزيد من النمو. وقال ايرفين سيا الاقتصادي في بنك دي.بي.اس في سنغافورة وهو أكبر بنك في جنوب شرق اسيا "هؤلاء العائدون سيعملون كجسر بين اسيا وبقية الاقتصاديات." وتابع "بوسعهم سد العجز البشري في اسيا والمساهمة بشكل كبير في نمو اسيا بفضل اطلاعهم على الاقتصاديات الغربية ودرايتهم بالشؤون المحلية." ويقول فيفيك وادا الباحث ببرنامج العمل والحياة العملية بكلية القانون في جامعة هارفارد ان الاسيوي العائد من الغرب هذه الايام يكون في الثلاثين من عمره في المتوسط وحاصل على درجة الماجستير او الدكتوراه في مجال العلوم او التكنولوجيا او الرياضيات. ويساعد توافدهم على سوق العمل في اسيا على سد العجز في الادارة المتوسطة والعليا في الشركات العاملة في المنطقة واجورهم اقل من الاجانب ولكن مؤهلاتهم افضل من العاملين المحليين بفضل الخبرات التي تعلموها في الغرب التي يقول الخبراء ان اماكن العمل في اسيا تفتقر إليها.