حالات الانتحار تتواصل، والسيول والفيضانات تزيد معاناة الناس، والمسار السياسي مرتبك وضبابي، وسط استمرار تضارب المواقف بين الطبقة السياسية والحراك الشعبي، الذي يواصل فعالياته؛ آخر تفاصيل المشهد اللبناني. انضم نزيه عون، أمس الخميس، إلى قافلة ضحايا تردي الأوضاع المعيشية في لبنان، في رابع حالة انتحار خلال 5 أيام، بعد أن سبقه للمصير نفسه، داني أبو حيدر، وأنطونيو طنوس، وناجي الفليطي، وعون البالغ من العمر 56 عامًا أقدم على الانتحار في بلدة تبنين الجنوبية ” منطقة رئيس البرلمان وزعيم حركة أمل، نبيه بري، وكان يعمل في مهنة “التوريق”، لكنه عانى من البطالة منذ مدة. وأدى ارتفاع حالات ومحاولات الانتحار بوتيرة مخيفة في الأيام القليلة الماضية، إلى تصدر هاشتاج (#لبنان_ينتحر) للأكثر تداولًا على تويتر. ودخلت السيول والفيضانات على خط الأزمات في لبنان وعمقتها، أمس الخميس، وكأن اللبنانيين لا يكفيهم انسداد أفق الحل السياسي والأوضاع الاقتصادية الصعبة وتزايد حالات الانتحار، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو كارثية للأمطار والفيضانات والسيول، التي اجتاحت الطرقات في مختلف المناطق، وأغرقت المواطنين والسيارات وتسببت بأزمة سير خانقة، وسط مناشدات العالقين للمعنيين بالعمل على فتح الطرق. وسياسيًا، تسود حالة من الارتباك والتخوف في الشارع اللبناني من طبيعة وشكل الحكومة المقبلة وتأخر تشكيلها، رغم تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة التي ستبدأ بعد غد الاثنين، ويضيف تسريب اسم سمير الخطيب لتشكيل الحكومة حالة من الغضب، نظرًا لإصرار الحراك على استبعاد الطبقة السياسية القديمة التي يتهمونها بالفساد، وتصميمهم على تأليف حكومة من التكنوقراط فقط، سعيًا لتفعيل القانون والقضاء ومكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، ومنع التدخلات الإيرانية في شؤونهم الداخلية، بينما يسير ما يسمى ب”حزب الله” وحلفاؤه في اتجاه تأليف حكومة تكنوسياسية، ضمانًا لاستمرار سيطرته على مفاصل الدوله، وتدفق الدعم المالي والعسكري القادم إليه من طهران. ورشحت أنباء عن تداول صيغتين للحكومة؛ إما 18 أو 24 وزيرًا على أن تكون مزيجا من السياسيين والاختصاصيين.