في عصرنا الحالي والذي يُعرف بالعصر السريع والسهل لا سيما بغزو مواقع التواصل الاجتماعي (السوشال ميديا) إلى عالمنا، أصبح من السهل أن يصعد بعض الأشخاص إلى أعلى النجومية بسبب محتويات فارغة لا تمت للثقافة والمعرفة أو حتى الفن بصلة. والأدهى والأمر عندما لا يجد الشخص ما يقدمه فيلجأ إلى أسوأ وأسرع طريقة للشهرة وهي بالمعنى العامي أن يجعل من نفسه.(أراجوز) ليُضحك الناس ولو كان على حساب نفسه وقيمتها. يذكرني حالنا بحال الأعرابي الذي تبول أعزكم الله في بئر زمزم. روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!! على سخافة ما فعله هذا الأعرابي إلا أنه نال مراده، وأُشتهر عند الناس بدناءة فعلته. نعيد اليوم هذه التصرفات بشكل أو بآخر، فمنهم من يتقلد بشكل النساء أو بتقليد أصواتهن، ومنهم من يفعل بعض التحديات الخطيرة التي قد تؤدي بصاحبها إلى الموت. هذا كله في سبيل أن ينال اهتمام وسائل الإعلام. برأي أن حب الظهور صفة ملازمة للنفس إلا أنها في درجات متفاوتة ولأسباب مختلفة. فقديما قد يكون المحب للشهرة يريد أن يحظى بتقدير من مجتمعه، أما الآن وخاصة في عصرنا هذا، غالبية من يسعون لنيل الشهرة بسبب المادة التي تُدفع لهم مقابل الإعلانات التي يقدمونها في مواقع التواصل الاجتماعي. لا أقول بأن هذه ليست وسيلة جيدة للكسب، بل عكس ذلك، لكن يجب أن نحسن التعامل جيدا مع بعض هذه الحسابات التي لا تزيدنا إلا تفاهة وتخلفا، فنحن بأيدينا من نجعل الشخص يستحق الشهرة أم لا.