حذر المبعوث الأميركي الخاص بإيران، براين هوك، العراق من مغبة التفاؤل بزيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى العاصمة بغداد. واستند هوك في تحذيراته إلى حقيقة أن “النظام الإيراني لا يستثمر في شعبه، فكيف يمكن لأحد أن يتوقع منه دعم العراق والشعب العراقي بأي شكل من الأ شكال”، وفق وصفه. وقد دفعت زيارة روحاني، التي صنفهامراقبون في إطار البحث عن مخرج للالتفاف على العقوبات الأميركية على إيران، والتي تركت اقتصاد طهران في حالة من الوهن، حيث أكد هوك أن العقوبات تحرم النظام الإيراني من الدخل الذي يستخدمه في زعزعة استقرار المنطقة ويجب على الجميع الامتثال بها. واستشهد هوك بحقائق ممارسات النظام الإيراني في المنطقة، والتدخلات المستمرة في شؤون دول الجوار لزعزعة أمنها واستقرارها، في وصفه النظام المصرفي الإيراني بالأسود وغير الشفاف، مشدداً على أن نظام طهران لا يريد لشعبه أن يعرف أين تذهب أموال الدولة، لأنها في الواقع تنفق في مختلف أنحاء الشرق الأوسط لتحقيق طمع إيران في السيطرة على دوله. في غضون ذلك أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، أنه يجب النظر إلى زيارة وزير الخارجية، مايك بومبيو، إلى لبنان والكويت على أن الهدف منها هو مواجهة تدخلات إيران ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط وتمدد هذا الوجود من خلال الميليشيات التابعة لها من العراق إلى سوريا إلى لبنان واليمن. وكانت وزارة الخارجية الامريكية قد كشفت أن بومبيو سيزور أماكن عدة خلال زيارته لإسرائيل، في إشارة غير مباشرة إلى أنه سيذهب إلى الجولان، وبحسب مراقبون ستكون زيارة بومبيو إلى لبنان مثيرة للاهتمام، لجهة ان الرجل سيحط رحله في عاصمة يملك حزب الله ميليشيا على أطرافها ويملك مقاعد في حكومتها ومجلسها النيابي. وتريد واشنطن بحسب المراقبون القول للبنانيين وللعالم إن إدارة الرئيس دونالد ترمب لا ترى لبنان بكليته في سلّة حزب الله، وهي تريد التعامل معه على هذا الأساس، كما يؤكد عاملون في مجلس الأمن القومي أن إدارة ترمب لا تريد حتى التعامل مع الشيعة اللبنانيين على أنهم جميعاً في سلّة حزب الله، بل تفرق بينهم وبين التنظيم الموالي لإيران. وسيكون بومبيو أفضل حامل للرسالة الأميركية، وقد اشتهر عنه القول في خطاب بالقاهرة “إن اعتقدت إيران أنها تملك لبنان، فهي مخطئة”. ونقلت قناة “العربية” عن مسؤول في الخارجية الأميركية قوله : لدى إعداد هذا التقرير إن الولاياتالمتحدة ستتابع “العمل مع الشركاء لمواجهة النفوذ الإيراني” وإن زيارة وزير الخارجية “ستعيد تأكيد دعم الولاياتالمتحدة لمؤسسات الحكومة الشرعية في لبنان، بما فيها القوات المسلحة”، والمقصود الجيش اللبناني. وأشار المسؤول في وزارة الخارجية إلى أن بومبيو سيعبر أيضاً عن “قلق الولاياتالمتحدة من نفوذ وتصرفات حزب الله ومن يدعمونه، وسيؤكد أن تصرفاتهم تضع لبنان والمنطقة في خطر”. ومن الواضح أن موقف الإدارة الأميركية من لبنان اختلف بين مرحلة الانتخابات اللبنانية وتشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري. فقبل الانتخابات، أعطى الأميركيون اللبنانيين فترة “سماح”. وبعد الانتخابات وتشكيل الحكومة، جاءت تصريحات وكيل وزارة الخارجية في بيروت، دايفيد هايل، ثم تصريحات سفيرة الولاياتالمتحدة، إليزابيث ريتشاردز، وبعدها مساعد وزير الخارجية بالوكالة، دايفيد ساترفيلد، وأكدوا جميعاً على أن القرار اللبناني يجب أن يكون بيد المؤسسات الحكومية الشرعية اللبنانية التي تعبّر عن إرادة الشعب اللبناني. كذلك يشدد الأميركيون على أن حزب الله لا يجب أن يسيطر على القرار اللبناني، كما لا يجب أن يسمح اللبنانيون لحزب الله باستغلال وجوده في الحكومة أو مجلس النواب للسيطرة على الحكومة وقرارها. وينشغل الأميركيون كثيراً بتوسع نفوذ حزب الله من خلال الانتخابات وتشكيل الحكومة ومن خلال بناء تحالفات مع أطراف لبنانيين، وسيكون حضور بومبيو إلى بيروت تحذيراً إضافياً لهؤلاء الأطراف من أن عليهم وقف احتضان حزب الله، وأن إدارة ترمب تملك سلطة فرض عقوبات على أشخاص وأحزاب ومسؤولين حكوميين وتستطيع أن تفعل ذلك قريباً من ضمن تطبيق قانون أقرّه الكونغرس العام الماضي والمعروف باسم “هيفبا 2”. وكان لافتاً أن المسودة الأولى لهذا القانون أشارت إلى أشخاص مثل رئيس الجمهورية، ميشال عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، بالإضافة إلى أحزاب مثل حركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب القومي السوري. وسعى ممثلو الأشخاص والأحزاب لدى إدارة ترمب مساعدتهم على محو الأسماء من النص، لكن صلاحية الإدارة بفرض العقوبات بقيت موجودة وتستطيع استعمالها.