يبدأ وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، زيارة إلى بيروت في 22 و23 مارس الجاري، ضمن جولة يقوم بها في المنطقة، توقعت مصادر مطلعة أن بومبيو سيبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون والمسؤولين الآخرين الذين سيلتقيهم خلال مباحثاته، رسائل تعكس «موقف الولاياتالمتحدة الأميركية الحازم من حزب الله وتدخلاته الإقليمية، وتحذيرات من محاولة الحزب الالتفاف على العقوبات المفروضة عليه واختبائه بثوب الحكومة أو البرلمان. وقالت المصادر، إن رسائل واشنطن ستتضمن أيضا ضرورة تنفيذ لبنان لسياسة النأي بالنفس وفرض سيادة الدولة في كل المناطق الحدودية، وعدم تغطية الحزب بحجة نفوذه الداخلي، والابتعاد عن محور «موسكو وطهران ودمشق»، مشيرة إلى أن هذه الرسائل ستكون حاسمة، مقابل ضمان استمرار دعم الولاياتالمتحدة للجيش اللبناني. ملفات ساخنة كان مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة، دايفيد ساترفيلد، قد زار بيروت قبل أيام، للتمهيد لزيارة بومبيو، واستطلاع الموقف اللبناني بعد تشكيل الحكومة وكيفية التعاطي مع الملفات الساخنة داخليا وإقليميا. وبحسب المصادر، فإن بومبيو سيبحث في ملفي إيران وسورية وكذلك حزب الله والأزمة الاقتصادية والإصلاحات الموعودة لتطبيق توصيات مؤتمر سيدر الذي عقد في باريس العام الماضي، بتقديم المنح والقروض لتعزيز الاقتصاد والاستقرار في لبنان. وأضافت المصادر أن ساترفيلد، نقل للمسؤولين اللبنانيين هواجس الإدارة الأميركية من العرض المقدم من إيران الذي يقضي بتسليح الجيش اللبناني، مشددا على أن جميع الهبات الأميركية ستتوقف تلقائيا في حال بحث اللبنانيين لهذا العرض. وأوضحت المصادر أن ملف النازحين السوريين لن يكون خارج المباحثات، إذ إن الولاياتالمتحدة ما زالت مواقفها سلبية تجاه المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين، وهي ترفض الحديث عن عودة طوعية وتتطلع إلى عودة آمنة ما بعد الحل السياسي، وعليه لابد للبنان من التزام تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي تحفّظ عليه لبنان لجهة تضمينه العودة الطوعية للنازحين. مؤتمر بروكسل يعقد اليوم في بروكسل المؤتمر الثالث للاتحاد الأوروبي والخاص بالنازحين السوريين، حيث يشارك لبنان بوفد يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري وبمشاركة وفد تقني، ويتطلع لبنان إلى دعم جديد، من خلال المؤتمر يساعده على الصمود في وجه التحديات التي تواجهه من خلال استضافته لأكثر من مليون ونصف نازح سوري، وسط اختلافات وجهات النظر الداخلية بين القوى السياسية، حول معالجة أزمة النازحين، إذ يذهب لبنان للمشاركة من دون موقف موحد، بسبب المواقف السلبية التي يشيعها فريق الممانعة التابع لحزب الله، وعدم التزامه بما ورد في البيان الوزاري لحكومة «إلى العمل» بشكل واضح، والذي يؤكد التزام الحكومة «مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمواجهة أعباء النزوح السوري واحترام المواثيق الدولية.