يبقى الإعلام بفرعيه الحكومي والخاص المُحَرِّك الرئيس للتفاعل الاجتماعي ، وكما يُعَرِّفْهُ رجاله بأنه لسان الأمة ، ولم يكن الإعلام غاية في الحد ذاته ، وإنما عبارة عن عدد من الرسائل السامية بأبعادها الزمنية والمكانية ، وإن تفاوتت لغة التخاطب فلكل منها مبرراته ، إلاَّ أنها تبحث دائما عمّا يحقق أهدافها ، لتضع محددات الرؤى في إطارها الصحيح ، فالإعلام الصادق هو المُؤتمن على ماهية الأمة ، والحفاظ على موروثها وقيمها وتقاليدها ، وبما يحفظ لها كرامتها ومكوِّنها الحضاري ، ومن جميل الإعلام أن يترك للنقاد المشاركة وفق رُؤياهم المتعددة ، دون الزامهم بمسار نقدي محدد ، ما لم يتعارض مع الثوابت ويُثير حفيظة المجتمع ، تجريحا وتهكُّمًا والتي غالبا ما يعتبرها الكثير خطوط حمراء . ولسنا بعيدين عن ما يُعرض على شاشات الفضائيات ، من مسلسلات تتطلب حوارات نقدية ، تتوفر فيها المهنية والاحترافية ، لم يصل بعض الممثلين فيها من خلال أداء دوارهم ، ليَقُوموا بدور النقاد والتبريرات لأدوارهم ، فذلك من اختصاص النُّخب الأدبية لما يتمتعون من رؤى نقدية وتخصصات أكاديمية ، هُم وحدهم يمتلكون أدواتها والتعبير عنها بحيادية ، وقد يشارك كاتب النص بتوضيح بعض المشاهد الدرامية لتعلقها به ككاتب النَّص برؤية مشتركة مع المخرج ، وليس للممثل علاقة بالنقد من بعيد أو قريب فإن حدث فهو تجاوز منه ، ولا يعني ذلك التشهير والإساءة لأي اسم من نجوم الدراما المحلية أو العربية ، والنجوم تصنع تاريخ مجتمعاتها وتتفاعل مع قيمها ، ولا تتعالى من أجل التكسُّب والابتذال. وقياسا على كبار النجوم العرب لم يصل بهم الحال ، لما نراه اليوم يبث على فضائياتنا العربية ، وليتها احترمت مكانة وثقافة المشاهد ، وقدَّمت نصوصا في الكوميديا والدراما تستحق المتابعة ، فالنجوم التي يعرفها المشاهد ويتذوق المتعة في مشاهدتها ، وتستحق منه أن يشرب فنجان قهوته على شيء يستحق ذلك الوقت ، أولئك النجوم لم يسمحوا لأنفسهم جريا وراء سياق نصوص هابطة ، لا تتناسب مع مكانتهم الفنية ، وأمامي أسماء لنجوم سعوديين وعرب برزوا في فترات زمنية ذهبية سابقة ، حازوا من خلال أدوارهم على أعلى الأوسمة والجوائز المحلية والعربية والدولية ، شملت عدد من الكتُّاب والمخرجين والممثلين ، لازال المشاهد يذكرهم بكل تقدير واحترام ، هؤلاء النجوم انتزعوا الابتسامة من أفواه ووجوه المشاهدين بعفوية مطلقة. ولا يعني هذا الطرح نقدا أو تقليلا مُوَجَّه لكائن مَنْ كان مِنْ الممثلين ، سواء حازوا على إعجاب المشاهد بأدائهم بعيدا عن التكلف أو الإخفاق في تلك الأدوار ، فالعديد من المسلسلات والأفلام التي لم يكتب لها النجاح وكلفت المنتج الملايين ، إلاَّ أن نصيبها الفشل الذَّريع لضعف النُّصوص وسوء الإخراج ، وأحيانا عدم تأهيل الممثل أكاديميا وفنيا ، كأن يكون خريجا لأكاديمية متخصصة في التمثيل وهؤلاء قِلَّة لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة ، ومن المُؤكد أن هذه المقالة ستُغْضُبْ من هُم دون ذلك المستوى الفني ، وإنما اجتهادات فردية في مجال التمثيل بما لا يتفق مع روح التجديد والإبداع .