كتبت -سابقا- مقالا بعنوان «وفاة الدراما السعودية»، وجاء رمضان فوجدت مسلسلاته تؤكد ما ذهب إليه المقال. خفت أن يكون رأيي متجنيا غير منصف، لكن وجدت أن الاستياء تجاه هذا الانحدار الفني هو الطاغي في وسائل التواصل الاجتماعي، وشارك في الانتقاد رواد الوسط الفني ومنهم على سبيل المثال الفنان مشعل المطيري، الذي ذكر أن كثيرا من العاملين في المجال الفني والإعلامي يرون أن هناك مشكلة في الدراما السعودية، والناقد الفني محمد الرشيدي الذي وصف -في مقال له- الوضع الحالي بالتهريج الفضائي. ارتفاع وعي المشاهد وحسه النقدي كشف له سوء الإنتاج البرامجي الفضائي، هذا الإنتاج الذي أصبح يشابه بعض المشاريع في تكلفتها العالية وسوء تنفيذها. القنوات الفضائية في إطار سعيها لجذب المشاهد السعودي، لم تتردد في الإنفاق السخي على الأعمال الرمضانية، لكن المنتجين خانوا الثقة لعدم اهتمامهم بالبحث عن نصوص قوية تحترم ذائقة المشاهد وتستطيع الصمود بلا حشو و«تمطيط» لثلاثين حلقة، وبالبحث عن مخرجين يحرصون على إتقان الممثلين لأدوارهم. الحريصون على الفن السعودي مطالبون بالوقوف أمام ظاهرة الإسفاف الدرامي والكوميدي لاستعادة ثقة المشاهد، وإلا فسيتحقق عنوان المقالة السابقة بوفاة الدراما السعودية.