**بلى..!! يذكرني "الهلال".. بهؤلاء الذين يقصدون البحر مع الصباح الباكر!! وفي كل نقطة مطلة على البحر، لا شك أن "عاشقاً" للأزرق سيقول لك قول "معاذ الناصري": يا سيدي.. قد بدأنا من حيث هاهنا..!! وأتساءل: كيف يستحضر الهلاليون عادة رذاذ الموج.. ويتعايشون مع بطولاتهم؟! في هذا العام.. ظفرت 42 بطولة بالهلال!! ربما لأن نزعة واقعية هلالية ساذجة تسمح لنظرية "الهيمنة" الممكنة وإطار فلسفة صياغة الولاء، بديلاً لمقولة الحضور!! هي التي نسندها في كل مناسبة للهلال ولبطولاته.. أما إعادة صياغة مفهوم الصدقة الهلالي المنطقي في تناوله للتعامل مع البطولات، فلا صلة له سوى ب الاتساق والتمام التي يتوافر عليها الهلاليون في تعيين علاقتهم بكل بطولة… **إن الهلال يكفيه حضور شخص واحد في شخوص حتى يعطي البطولة أحقيتها في الوجود. وأية بطولة مهمة التي يتربصها الهلاليون بكل شرائحهم ولا تنسجم أو تتماشى مع أحلامهم وطموحاتهم وآمالهم التي تسافر لكل بطولة دونما قيود؟ وبعد هذا الكم الهائل من البطولات الزرقاء أين هو الضوء والظل الذي ينعم به الهلاليون في أوقات متعددة ومواسم متنوعة ومناسبات شتى؟ **حقيقة.. قد يصاب الجمهور الهلالي بإشباع لا تشبع، أثناء تجول أبطالهم في دروب البطولات.. لكن أبداًًً حتى حدود التخمة. **إن الهلال يخلق فينا حنيناً متجدداً غير قابل للضمور، لأنه يتوافر على فتنة الفرح والفخر ويحظى بسحر خاص وشتان بين الفتنة والسحر اللذين يجودان علينا بمستويين متميزين!! **ولأن الخطاب البطولي يجعل منه الهلاليون علامة مميزة داخل الخطاب الطبيعي، فإنهم يستسيغون السلوك الكفاحي في معالجة اسم العلم الهلال من خلال دلاليات البطولة أياً كانت وتباينها بكل وضوح؛ مهما مثّلهم فيها سفيرهم في نسقه الصوري الهلالي.. انظر ماذا يقول الشاعر:. "البدر يقمر كل شهر مرة وهلالنا في كل يوم كامل قتل النفوس محرم لكنه حل.. يعجب إذا كان الهلال القاتل" **هنا.. تعتبر النظرية الوصفية لاسم العلم مجرد محمولات اسمية، شأنها في ذلك شأن الأسماء العامة، لكن المقاربة الدلالية الدقيقة تقتضي تأويل جميع الكلمات المكونة للجمل التي يقع فيها اسم العلم!! وهو هنا الهلال. "سبورت .. لوجيا" !! **العزيز الأستاذ سعد المطرفي: تذكرني أنت أيضاً بذلك الرجل الذي تلده الآصال وتغذيه أخلاق الهلال!! فأنت أيها العزيز .. تدفق هادئ بأخلاقك وظلك.. ويقيني .. أن الرجل إذا حسب رؤية أخيه رؤيا، وبصره بصيرة !! فقد سما إلى مقام النبل.