هذا الهلال .. أدخل على قلمي الكآبة والملل والروتين .. فقد سئمت من كتابة الهلال في الصدارة .. والزعيم حقق اللقب .. والأزرق يغرد خارج السرب .. والهلاليون يواصلون أفراحهم .. حتى وهم يمرون ويسيرون على أرصفة الترنح .. كأنهم ينسون كل أتراحهم عندما يحضر الذهب .. فهم اعتادوا على ليالي الفرح عندما تكون الكأس أمامهم ..!! بصراحة .. لقد قادنا هذا الهلال إلى الروتين والملل في صياغة أحرفنا وكلماتنا وجملنا .. فهي تتشابه في كل موسم .. بل انها لم تتغير كثيرا منذ زرعنا الكلمات في الحديقة البيضاء .. حتى وصلنا للكيبورد والكلمات تلمع في شاشتها الفضية .. التي تحولت بفعل الإنجازات لشاشة زرقاء .. وهذه حقيقة لا ينكرها إلا من أصابه مرض الكراهية لكل ما هو أزرق.. وكنت واحدا من أولئك الذين سلموا بعناق الأصفر لكأس سلمان على اعتبار أن الزعيم يمر بمرحلة مرضى لم يتعاف منها حتى انطلاق صافرة الإيطالي .. إلا أن ظني خاب .. وأعادني هذا الهلال لصياغة نفس الحروف التي كتبتها قبل ست سنوات في مسابقة الكأس ..!! وبصراحة أكثر .. لم يخطئ أولئك الذين رفعوا الصوت وصرخوا من "كبدهم قبل ألسنتهم" .. اعطوا الهلال الألقاب .. ودعونا نلعب على المركز الثاني .. ورغم أن العبارة جاءت عن طريق النيل من الهلال .. إلا أن المنطق والواقع يؤكد ذلك .. ولكن بفن ومهارة وإبداع أصحاب القمصان الزرقاء .. وليس بالاستعانة لا بصديق ولا برفيق ولا حتى "إيطالي أو محلي " .. فالمعادلة لم تختلف .. الهلال في المقدمة بالحكم المحلي أو الأجنبي .. فهل كل طواقم تحكيم الدنيا على خطأ .. والكارهون للهلال على صواب؟!! بوجود الهلال .. لا تنظروا لجديد الحرف .. ولا لعذوبة الكلمات .. ولا لروعة القوافي .. فقد أجبر الأزرق كل من امتهن ركب الكتابة أن يجود بكل ما في جعبته .. وأجبر كل ممثل على خشبة المسرح أن يعطي كل ما يختزله .. حتى مل الممثلون والجمهور من تكرار المشهد .. ذاك المشهد الذي يظهر لهم في كل نص .. وكل رواية .. وكل قصيدة .. حتى أصبح مثل الماء والهواء .. ذاك هو الهلال الذي يطل علينا كل شهر ببطولة ولقب وفرح .. حتى الزائرون له لفترة وجيزة جدا حققوا الألقاب الجديدة ومحمد مسعد " شاهد عيان" ومثله من هو على دكة الاحتياط سعد الحارثي ..!! قلمي أصبح على الرصيف لا يرغب في تكرار المشاهد .. ربما لأنه تعود على دراما "اليد" التي يتبدل فارسها من بطولة لأخرى .. ولم يعتد قط على أن ينام ويصحو في دراما "القدم" .. التي يكون فيها البطل واحدا مع تغير مسميات البطولات والمنافسات .. ذاك هو الهلال الذي جعل الرتابة تغزو قلمي .. فلا جديد غير خطفه فرحا هنا .. وفرحا هناك .. دون أن يجود على الآخرين .. حتى ببطولة ودية ..!! هكذا نقرأ نهاية كل عام .. الهلال ثابت والآخرون متغيرون .. وكان نصيب الأسد من الألقاب للهلال .. و إن جمهور الأزرق هو الأكثر حضورا هذا الموسم .. وإن نجوم الهلال "كوشوا" على الجوائز ..!! بالأمس فاز الهلال على النصر .. واحتفظ باللقب .. سيناريو مكرر لكل عام .. فقط استبدل اسم النصر بالاتحاد أو النصر أو الأهلي .. أليس كذلك ..!! من لديه جديد .. فليخبرني .. فالمنظر يتكرر كل عام .. مشهد فرائحي للهلاليين .. وآخر يتم وبؤس للآخرين .. !!