لو أضيف لمباراة لخويا القطري والهلال في إياب دور ال16 لدوري أبطال آسيا خمس دقائق أخرى، لخرج الهلال فائزاً ومتأهلاً إلى دور ال8، خصوصاً أن انتفاضة الفريق الهلالي جاءت متأخرة جداً. لن أقحم نفسي في تحليل فني لمباراة كتلك، فهناك من يستطيع تقديم رؤية فنية متكاملة، ولكنني تفاجأت من بدايةٍ هلاليةٍ مهزوزةٍ أدّت إلى استقبال الشباك الزرقاء لهدفين، أسهما في تأزيم الموقف! خرج الهلال، وليست هذه المرة هي الأولى، وإن سلمنا بأن بطولة دوري أبطال آسيا تعاند الهلاليين، فإن ذلك لا يعني أن يرمي الهلاليون بكل شيء على سوء الحظ، بل إن عليهم أن يعترفوا بأن هناك سوء إعداد لازم الفريق، وتحديداً في هذه النسخة! وعلى رغم ذلك يبقى الهلال أحد الفرق الآسيوية الكبيرة، حتى إن لم يتمكن من فكّ شفرة هذه البطولة بنظامها الحالي، وكل ما يحتاجه هو إعادة تقويم لوضع الفريق، ودرس أسباب خروجه المتكرر من دوري أبطال آسيا. صحيح أن هناك أموراً يعرفها المشجع الهلالي العادي، وبإمكانه أن يفتي فيها، إلا أن الأهم من ذلك هو ما تعرفه الإدارة، ويعرفه القريبون من البيت الهلالي، ما يعني إبعاد عنصر ال«أنا» في هذه المرحلة، والعمل من أجل مصلحة الهلال! ومهما كان الأمر، أبقيت إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد أم غادرت، فإن هذا ليس من اختصاصنا كإعلاميين ولا من صلاحياتنا، بل هو من اختصاص وصلاحيات المجلس الشرفي في النادي العاصمي، ولأنني أؤمن بلغة الأرقام فإن الإدارة الهلالية بحسب ذلك تعتبر أنها أنهت موسماً جيداً، على اعتبار أنها حققت بطولة كأس ولي العهد، وحلّت في وصافة دوري زين، وهي بذلك تنهي موسمها الحالي ببطولة، بينما لم تحقق أندية أخرى أية بطولة تذكر! ليس معنى ذلك أن إدارة الهلال استطاعت أن تقود فريقها بكفاءة عالية، ولكنها سجلت حضورها في السجل الشرفي للبطولات المحلية، وإنْ صاحبها بعض الأخطاء في صياغة موسم أكثر مثالية للفريق الهلالي، ولعل من أهم أخطاء إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ما أحدثته من تغييرات في الجهاز الفني وإخفاقها في إحضار محترفين يعوضون غياب المحترفين السابقين مثل رادوي وويلهامسون، أضف إلى ذلك الخطاب الإعلامي «المرتبك» الذي خلق للنادي أجواء مشحونة مع اتحاد الكرة والأندية الأخرى، حتى وصل إلى جمهور النادي ووصفه ب«جحا»! خلاصة القول: لا شك أن أمام الإدارة الهلالية ملفات ساخنة، تبدأ باختيار جهاز فني يكون محل اقتناع الجميع، ولاعبين محترفين يحققون الإضافة إلى الفريق، مع وضع موضوع إسناد مهمة تدريب الفريق الأول للكابتن سامي الجابر لدرس متأنٍ بعيداً عن العاطفة. [email protected] abdullahskaikhi@