في عالم الضفادع لا ينتمي إليها إلا بالكلمات،وأصوات «النقيق» على لوحة المفاتيح ..وبالكلمات تتحدد المواصفات، يرسمها الضفدع بالطريقة التي تشاء، يختار الاسم المستعار، والجنس، والدراسة أو المهنة، ومكان الإقامة، وإن أردة الاستطراد في معلومات خاصة عنه فيستطرد، مطلق الصلاحية له في ذلك، باختيار صورة تكشف الجانب الذي يريده عنه، لتضاف مع ما قدمت من معلومات في ملف التعريف الشخصي للضفدع المبتدع... كل شي متاح لدخوله بعضويته الى المدينةالجديدة « الشات «مع ضوابط بسيطة تتشابه بمعظمها في مختلف هذه المواقع (الدردشة)، لا يدخل باسم غير لائق، ويبتعد عن التعرض للشخصيات السياسية والعربية، يتجنب تجاوز حدود الأدب مع باقي الأعضاء، ويلتزم بعدم نشر بريده الإلكتروني أو إعلانات لمواقع أخرى على الصفحة العامة للدردشة. وان يبحر بدون تردد في مدينة الضفادع كما يرغب...وقد تتشابه شروط التسجيل لقبول عضويتك..الى ان ذلك لا يهمنا أكثر .. لكن ما نريد الحديث هنا ..هي تلك المخلفات التي تظهر من مستخدمي الانترنت هدر ساعات طويلة في منتديات الدردشة التي لا تغني عن جوع ..عقل فارغ من معلومات ليست لها قيمة ثقافية ، تطفو على سطح الانترنت بمساحات واسعة .. وقد تشاهدها بعينك تلك الضفادع التي تتسارع الى تسجيل عضوية في مواقع ومنتديات دردشات .. تتناطح على منافسات رخيصة وتنازلات عن صورة الإنسان وتقويمه التي خص بها عز وجل في أعطاه عقل يفكر به و يكرس مداركه المعلوماتية .. وتثقيفه الذاتي .. انا ليس ضد الدردشة .. ولكن ضد المآرب الأخرى التي يستخدمها من خلال الدردشة .. وبعض الافتراءات والكذب الفاضح على بعضهما .. وأهدر الوقت والمال والجهد في أحاديث تافهة ومتخلفة ..وغير مجدية ..؟! وتحتوي شبكة الانترنت على الآلاف من غرف الدردشة، وتدور بين «جدرانها» العديد من الأحاديث وتنسج العلاقات وتقام الحوارات والنقاشات. من ما يدفع الكثيرين من المعجبين والمعجبات بشبكة الانترنت في إثبات وجودهم بأسماء مستعارة كي يلبوا رغباتهم بكل حرية ..حتى يصبحوا ملوك نوافذ الدردشة او الشات كما يحل البعض الى تسميته ،ظاهرة اجتماعية لها لغتها وآدابها وطرقها وقوانينها العابرة للحدود».. والغريب ..ان الضفدع يدخل الى المدينة « الشات « كأي غريب في مكان جديد تماماً لا يعرف أحداً أو يعرفه أحد.. فعلى يمين الصفحة عدد الأعضاء الموجودين وحالتهم وجنسهم، واللون الأزرق بجانب الاسم للذكر والأحمر للأنثى. وبعد مرور من الوقت يتفاعل الضفدع مع الضفادع الأعضاء ذكوراً كانوا أم إناثاً، لبناء علاقات متنكرة وأسماء مستعارة معهم وتكوين معرفة معهم فإما أن يقتحم نفسه للحديث مع أحدهم او احدهن بطريقة تقليدية تبدأ بإلقاء التحية وتستكمل بطرح الأسئلة، وإما بطريقة غير تقليدية منها السؤال عن معنى الاسم والتعليق عليه، ومنها أن يراقب المكتوب على الصفحة العامة ويرسل تعليقاً عليه، ويصبح بذلك جزءاً من القضية المثارة، وأما الطريقة الثالثة فأنه ينتظر أحداً ليتكلم معه وهو النادر الذي يحدث في حال كان اسم دخولك مذكراً، وخلف ستار الاسم المستعار (ممكن سؤال) فتبدأ الجولة الأولى...في عالم الضفادع الليلية .. التي لا تهداء .. ولا تستكين .. وان هذه الدردشة الالكترونية هماً يتوجس عقولهم ،على مدار الساعة .. ولا يعلم او ينتبه الى مسلكها الخطيرة .. وقد يتخيل انه أنجز شيئ عظيم على دخوله الى عالم صوت النقيق» الشات «..وذلك عند أول اصطياد لفريسته .. لكنه يكتشف بعد فترة أنه شرب المقلب وأنه كان يضيع وقته ..بلا فائدة .. وانه خسر أموال في شرا رماد يتطاير مع أول همسه ضفدعة بلهاء تحت اسم جميل ومستعار .. حتى ينطبق عليه المثل الذي يقول : ذهب ليصطاد فاصطادوه. ومضات: الإنسان الذي يجرؤ على إضاعة ساعة من وقته.. لم يكتشف بعد قيمة الحياة. « تشارلز داروين «