فى الجاهلية كان وأد الفتيات هو الحل الأكبر للتخلص من وصمة العار التى تلاحق الرجل الذى رزقه الله بفتاة، فتخترق صراخات المسكينة الثرى ولكن دون إستجابة من أى أحد، تصنيف الأنثى على أنه عار مستمر حتى تلك اللحظات، وبين العصر الجاهلى والحاضر لم تتغير الصورة كثيراً فى بعض العائلات المتعصبة التى تتواجد فى أماكن نائية بالعديد من الدول ومن لا يعرف الوأد فهو دفن الإنسان وهو على قيد الحياة ، كانت تمارس تلك التقاليد المفزعة قديماً قبل الإسلام الذى كرم المرأة وحفظ مكانتها ، الرجل مكمل للمرأة والمرأة مكملة للرجل ولكن هناك بعض الأشخاص الذين لا يعترفون بذلك ومن التناقض الغريب أن هناك بعض الرجال تشعر بالخزى والعار عند إنجاب فتاة وهو بالأصل من أنجبته للحياة إمرأة ومن أنجبت له وتزوجها أيضاً إمرأة ، هناك حالات طلاق تقع بسبب أن الزوجة تنجب فتاة فبيدأ الزوج فى إختلاق المشاكل بعد شعوره بالإحباط والعار الذى سيلاحقه طوال العمر وتصل المشاكل إلى الطلاق وهناك بعض الحالات أيضاً يقوم فيها الزوج بتهديد زوجته فى حال إنجابها لفتاة وليس ذكر سيقوم بتطليقها لأنه لا يتحمل عار إنجابه فتاة وما لا يعرفه الرجل أن الأطفال رزقٌ من الله فلا يجوز لنا الإعتراض على الهدايا السماوية التى يقدمها لنا الله عز وجل ، فى القدم كانت تدفن الفتاة وهى على قيد الحياة والأن تُقتل الفتاة وهى على قيد الحياة فلو كان هناك قوانين تشرع تلك الجريمة لأقدم الكثيرين على قتل الفتيات حتى يتخلصوا من العار الذى لحق بهم ، يتم تجاهل الفتاة ومعاملتها أسوء معاملة وتفضيل الإبن عليها لأنه ذكر والذكر فى نظر هؤلاء هو الأفضل والأجدر والشخص الذى يمتاز عن الفتاة دائماً فى كل شيئ ، بأى ذنب تُقتل الفتاة وهى على قيد الحياة الصراع الذى يشعله الرجل ما ذنب الفتاة به ولولا وجود الفتيات الذين هن أمهات المستقبل فيما بعد هل سيكون هناك حياة من الأساس ؟؟ حينما خلق الله الإنسان خلق رجل وأنثى مما يعنى أن الأنثى مكملة للرجل ليست مخلوق ناقص فلولا وجود النساء لما أصبح لهؤلاء الرجال وجود على قيد الحياة فالفتاة التى يرفضها الرجل ويخجل ويشعر بالعار من وجودها هى التى ستكون إمرأة فى المستقبل تتزوج وتنجب أطفالاً حتى تستمر الحياة ، قديماً هناك بعض المببرات التى تقول أن الرجال كانوا يقتلون الفتيات خشية أن يلحقهم العار بسبب الحروب المستمرة التى يخرجون إليها مما يعرض النساء أن يصبحن سبايا وهو ما يرفضه الرجل أن تُباع إمرأته أو إبنته فى السوق ، ولكن الأن تحول هذا الوأد إلى شكل أكثر إجراماً من السابق فالرجل يهدد المرأة ويخيرها إما الطلاق أو إسقاط هذا الحمل الذى سيجلب له العار طوال حياته خاصة بعد الكشف عن جنس المولود عن طريق الأجهزة الطبية المتطورة ، فتقدمت التكنولوجيا وتأخرت العقول ، العديد من الثقافات متجذر فيها فكرة أن الذكر أفضل من الأنثى فى كل شيئ وهذه الأفكار العقيمة ستضر المجتمعات ضرراً بالغاً ، ولا أعلم كيف يقبل الرجل أن يقتل طفلته وهى لم تخرج للحياة وإن تمسكت الأم بحق الطفلة فى الحياة حتى خرجت لها يقوم الرجل بتطليقها وهدم المنزل ومعاملة الفتاة أسوء معاملة على الإطلاق حتى يصلها لنفس النقطة وهى الموت وهى على قيد الحياة !! كيف لهؤلاء أن يسجدوا لله أو يذكرونه !! وما هذا التناقض الكبير فى الشخصية !! الرجل إمتاز على المرأة فى القوة العضلية والجسمانية وقدرته على التحمل فقط بينما المرأة خلقت لتنجب وتربى أجيالاً صالحه فلولا وجود المرأة لما أصبح للرجل أسرة قال تعالى (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ ما يَحْكُمُونَ)