قامت مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية في إطار المشروعات البحثية للبعثة الاستكشافية الكونية لدراسة الشعاب المرجانية في الفترة من 2006 – 2009م بإجراء مسوحات مكثفة على الساحل السعودي من البحر الأحمر، وذلك بغرض دراسة وتقييم صحة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، كما يتبنى الباحثون حالياً "مشروع التنوع الإحيائي في البحر الأحمر" القيام بمبادرة لفهرسة وتصنيف الكائنات الحية في البحر الأحمر وذلك بالاستفادة من الأبحاث التي قامت بها مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية وكذلك خرائط الأقمار الصناعية للمساعدة في فهم أنماط التنوع الإحيائي في البحر الأحمر. كما تهدف البحوث والدراسات التي يقوم بها الباحثون في كرسي الأمير خالد بن سلطان بجامعة الملك عبدالعزيز إلى دراسة بيئة المناطق الساحلية والتي تركز على البيئات الساحلية بمنطقة جدة بصفة خاصة. ولقد أوضحت الدراسات التي أجرتها المؤسسة وكذلك مسوحات المؤسسة في البحر الأحمر النتائج الأولية للبعثة الاستكشافية الكونية التي استمرت 5 سنوات بغرض تقييم حالة الشعاب المرجانية حول العالم أهمية القيام بهذه الاستكشافات بهدف التعرف على حالة التنوع البيولوجي لبيئة البحر الأحمر حيث أن هذه النظم الإيكولوجية ذات أولوية عالية للمحافظة على صحة واستدامة موارد المحيطات. وكما هو معلوم فإن البحر الأحمر يحتوي على العديد من الشعاب المرجانية النابضة بالحياة والمعروفة بقدرتها على التحمل في مواجهة ارتفاع درجة حرارة البحر، إلا أن العديد من هذه الشعاب باتت مهددة بعوامل التنمية والصيد الجائر، هذا فضلاً عما تتعرض له من أمراض ميكروبية جراء عمليات الصرف الصحي. وليس من شك أن البحر الأحمر يقدم فرصة فريدة لدراسة التدرجات في كل من المناخ والتشكل للشعاب المرجانية، حيث أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر تمثل نمطاً من الشعاب المرجانية التي لم تتم دراستها من قبل، وهو ما انطلقت منه الدراسات والبحوث التي تم إجراوها، حيث قامت مؤسسة خالد بن سلطان للمحيطات الحية بجهد كبير من أجل دراسة صحة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر ، عبر استخدام نظام تقنية الاستشعار لتوصيف ورسم خرائط للموائل البحرية وتقويم أهم مكونات النظم البيئية للشعاب المرجانية الضحلة على طول الساحل السعودي المطل على البحر الأحمر من خلال المسوحات الطيفية، التي تم إجراؤها على "جزر فرسان ورأس القصبة والمناطق البحرية في ينبع والوجه، وهي مواقع تمثل البيئات البحرية الأكثر تعقيداً في المنطقة". وقد تم تضمين هذه الخرائط والصور في " أطلس الموائل البحرية في البحر الأحمر" والذي يمكن الاطلاع عليه باللغتين العربية والإنجليزية من خلال موقع المؤسسة على شبكة الانترنت: (https://www.livingoceansfoundation.org/maps/). وهو ما سنتطرق إليه في المقالات اللاحقة بإذن الله.