لم يكن خافيا على المتابعين ما كانت تخطط له دولة الملالي بتصدير ثورتها ، والتي أعلنت من قبل قادتها في أكثر من مناسبة .. وحتى تهيئ الأرضية لقبول ذلك من قبل الشعوب العربية والإسلامية ، حيث حرصت إيران على تلميع صورتها وتحسين سمعتها بزعمها الكاذب بتبني القضية الفلسطينية التي تشغل الرأي العام الإسلامي . وأطلقت شعارات براقة وتصريحات فارغة لا تخلو من كذب وخداع لتضليل الأمة ، وهي لا تزيد عن كونها متاجرة رخيصة بالقضية.. اتضحت بجلاء أمام الجميع وفي كثير من المواقف . وقد تحدث عن ذلك بصراحة متناهية قاضي قضاة فلسطين سابقا الشيخ الدكتور تيسير التميمي ! الذي عرف واقعهم من خلال أعمالهم المكشوفة وأساليبهم الماكرة وطرقهم الخبثة !! ففي الوقت الذي رفع فيه الخميني شعار ( يوم القدس ) كان نائب وزير الدفاع الإيراني يوقع اتفاقية شراء أسلحة من إسرائيل بمئات الملايين . بما يبين حقيقتهم بكل وضوح . تمارس إيران هذا الدجل للضحك على البسطاء ولذر الرماد في العيون للتغطية على حقدها الدفين على العرب خصوصا والمسلمين عموما . فهي تقول (الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل) بينما تتآمر من الباطن على الأمة وتساهم في قتل أبنائها . خططت بكل مكر لإحداث الانقسام بين الفصائل الفلسطينية المقاومة ، في سعيها الدائم لخلق الفجوات لعدم الاتفاق والمصالحة فيما بينهم ، بما يخدم الاحتلال ، لتستغل القضية لأغراضها السياسية في المنطقة العربية كدعاية لها لتحقيق غاياتها وأهدافها وتنفيذ خططها التي تتلاقى مع غايات إسرائيل لإضعاف الدول العربية وتمزيقها وتصفية القضية الفلسطينية ، بما يخدم الكيان الصهيوني والكيان الفارسي . وقد كشفت "صحيفة هاآرتس الإسرائيلية" بعض جوانب التعاون بين تل أبيب وطهران في بعض الانتخابات الرئاسية كتأييد على الالتقاء الخفي في المصالح والأهداف والمنطلقات . ومع زعم إيران بأنها تخدم الإسلام فإنها أول من يقف ضد المسلمين هنا وهناك . ولعل دعمها الكبير والحقير لنظام الأسد الدموي – الذي دمر المدن وأهلك مئات الآلاف من السوريين الأحرار بما فيهم النساء والأطفال الأبرياء – دليل لا يقبل الشك على حقدها الأسود على العرب والمسلمين ، وأنه لا يهمها سوى مصالحها الخاصة . فقد أدخلت المنطقة برمتها في أتون صراعات طويلة ، أزهقت خلالها أرواح الملايين من البشر . وأيقظت الطائفية البغيضة لإثارة الفتن وإشعال الحروب وتحريك النزاعات لزعزعة المجتمعات العربية والإسلامية والعمل على تفكيكها . ولعل آخرها ما يجري حاليا في اليمن ، بعد تدخلها السافر للقضاء على وحدة الشعوب العربية. وإن كانت تفعل هذا الآن فقد كانت مواقفها مخزية وأدوارها فاضحة من قبل ، يعلنون في إعلامهم الفارغ بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر والعدو الأول بينما أهدافها متفقة مع الشيطان المزعوم تماما ! فقد كان التناغم الأمريكي والإيراني واضحا عند احتلال إفغانستان ومن بعدها العراق ، حيث يعملون جاهدين لتمزيق الدول من خلال إثارة الطائفية التي لا تخدم سوى مخططاتهم وتلبي مصالحهم . مما يتطلب إفاقة بعض الشعوب العربية والإسلامية لتعرف واقع إيران المزيف والخطير على الوحدة والسلام.