أن تندلع فتنة بهذا الحجم في منطقتنا، وبأبعاد طائفية بغيضة أمر لا يمكن ان يحدث هكذا بشكل مفاجىء كتغيرات الطقس، وانما لا بد ان يكون هناك اسباب ومقدمات ودعم وأهداف، لعل أبرزها ذلك الضخ الطائفي البغيض الذي تلجأ إليه بعض القوى الإقليمية والخارجية ذات المصلحة المباشرة في تفتيت المنطقة وزعزعة أمنها واستقرارها، وجعلها ساحة لصراعات سياسية وطائفية ومذهبية. د. العاني: تقارب إيران مع الغرب يذكي الطائفية يشاركنا الدكتور ظافر العاني عضو البرلمان العراقي المتخصص بالشؤون الدولية: إن الاختلاف الطائفي ليس جديداً لكنه أعطي أهمية كبرى فصار منهجاً يستخدمه الزعماء علانية، وضعف الصراع القومي وتراجعت القضايا المصيرية الموحدة إلى قضايا اثنية وطائفية مفرقة، مما زاد من تأثيرات الهويات الطائفية كخاصية لتحديد الانتماء السياسي ومن ثم تعمق عدم الثقة المتبادلة، وعندما يكون اسم المرء أو منشأه، هو هويته، تزداد قابلية الهجوم على الطرف الآخر، وولاؤه للمجموعة التي ينتمي إليها، وقد تبين إن الانقسامات كبيرة وصار من الصعب التخلص منها فهي لم تكن حاضرة بسبب ما قامت به السياسة الأمريكية في المنطقة بعد سقوط العراق وإنما للدور الكبير الذي تلعبه بعض القوى المحيطة بالمنطقة ذات التأثير الطائفي العميق كإيران. وتصاعد هذا الدور مع متغيرات الصراع فيما بينهما وصراع احدهما أو تقارب الآخر مع الغرب والولايات المتحدة، مما جعل ساحة الشرق الأوسط والدول العربية تحديدًا الأكثر تضرراً وتأثراً بالصراعات الطائفية، وإن كانت النزعات الطائفية ليست بالجديدة لكنها تخطت هذه المرة حدود المعقول فظهرت جماعات أكثر عنفاً وتطرفاً تدعي أنها تمثّل هذا الطرف أو ذاك، فتنظيم داعش أعلن نفسها تنظيماً سنياً حامياً لمصالحهم والميليشيات الشيعيه التي تدعي انها تحمي الشيعه فاستقوى العنف اللامحدود، ومن المؤكد أن هذا النوع من الصراع جنوني ولها خاصية الانتشار كالنار في الهشيم. منذ إعلان تصدير الثورة الخمينية إلى الخارج والمنطقة تكتوي بنيران الطائفية مواقف سياسية انتهازية مشبوهة وراء زرع الفتن بالمنطقة د. القاسمي: ما حدث في القطيف لا يستهدف الشيعة بل أمن المملكة د. البياتي: كنا طلبة وموظفين وأساتذة بالعراق لم نعرف الطائفية وكان يُجرّم من يتحدث عنها د. الشمري: وطننا العربي يعاني من الأفكار الخمينية الشريرة والخطيرة د.القاسمي: عاصفة الحزم جعلت إيران تتخبط وقال الدكتور خالد بن محمد القاسمي المؤرخ والباحث الإماراتي المتخصص في الشؤون الإيرانية: ان الجماعات الإرهابية بارتكابها هذا العمل الشنيع في أحد المساجد في منطقة القطيف تسيء الى القيم العظيمة التي رعاها الاسلام وحرص على حفظها عندما جعلت هذه المنظمة من القتل منهجا ومن العنف طريقاً ومن الإرهاب سبيلاً، إن ما حدث في القطيف لا يستهدف الطائفة الشيعية بل يستهدف أمن المملكة واستقرارها كلها، وعلينا ان لا نذهب بعيداً فتاريخ ايران طويل في استهداف المملكة ففي عام 1987م قامت بفتنة في موسم الحج وقتلت الحجاج من مختلف الجنسيات وكذلك تفجيرات نفق «المعيصم» في عام 1989م في مشعر منى ومحاولة اغتيال الشيخ جابر الصباح في الكويت واختطاف الطائرة الكويتية بالإضافة الى ما اكتشف مؤخرا من خلايا ارهابية ايرانية في الكويت والإمارات والسعودية، والحديث عن استهداف ايران للمكون الشيعي ليس عبثا فهي غارقة في كل الجرائم ضد الشيعة في العراق وليس السنة فحسب، وهو صراع من اجل بسط النفوذ الايراني في المنطقة، ولا شك ان عاصفة الحزم في اليمن الذي تقوده المملكة جعل ايران يجن جنونها وتتخبط وهي ترى هزائمها عبر وكلائها الحوثيين في اليمن وحزب الله في سوريا. وحرب التحالف لم تكن خيارًا سعودياً، فدائماً سياسة المملكة تقود نحو السلم والتصالح بين المسلمين، إلا انها اجبرت على خوض هذه الحرب بعد حل الخراب والدمار على يد الحوثيين في اليمن، وإننا اذ نتطلع الى نظام عربي جديد تقوده المملكة ومصر فيجب ألا يخفى علينا الدور الايراني ومحاولة الهيمنة على الوطن العربي وتصدير ثورتها الى الخارج وزرع الطائفية المقيتة وتأجيج الصراع المذهبي في المناطق العربية ودعم الجماعات الارهابية وكل الدلائل والمؤامرات تثبت وتدل وتؤكد على ان يد القاعدة وداعش الذين تجبرهم وتحتضنهم إيران وتدعمهم لصالحها واغراق المنطقة العربية بحالة من الفوضى والتشتت والتفتت والتقسيم والدمار الشامل. د. البياتي: أجندة الخميني أججت الطائفية من جانبه قال الدكتور فارس البياتي مدير جامعة العلوم الإبداعية بالإمارات: «منذ بداية حكم الخميني وتصدير الطائفية للخارج حسب ما أعلنوه ووضعوا له دراسات وأجندات، بدأت النعرات الطائفية تنخر بالجسد العربي، وتأجج الصراع المذهبي باسم الدين، وظهرت النعرات الطائفية البغيضة التي لم نكن نعرفها من قبل أبداً، فعلى سبيل المثال كنا طلبة وموظفين وأساتذة بالعراق لم نعرف الطائفية، والذي يتحدث عنها يجرم وتعتبر من المحرمات، وخطاً أحمر حول هذا التصنيف والتحدث بالطائفية، وأصرت إيران على تصدير الثورة للخارج من خلال عملائها، وحاول العراق صدها لمدة عشرة سنوات، وبعد احتلال العراق انهار الجدار وأندلعت الحروب الأهلية والطائفية في أكثر من بلد عربي، وللأسف أنزلق فيها اضعاف النفوس فمنهم يعلم بدافع مادي أو سياسي ومنهم يجهل هذا الخطر ووقع في الفخ، هذا الخطر السام الذي أثر على تركيبة المجتمع العربي وتفتيت اللحمة الوطنية من أجل تمزيق النسيج الاجتماعي باسم الدين والطائفية على حساب الوحدة الوطنية، لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وإيران تدعي بأنها حامي الحمى وتدافع عن فلسطين بينما نعرف مئات الأشخاص من العرب استشهدوا ولم يمت إيراني واحداً من أجل قضية فلسطين التي استخدموها شماعة وذريعة لترويج أفكارهم المريضة وإشاعة ترويج مخططاتهم التوسعية بالمنطقة وللأسف نالوا منا الكثير بفعل جهل بعض العقول العربية بعدم معرفتهم لهذا المشروع الصفوي الفارسي الخطير. الكبيسي: حذرنا من التشيع الصفوي وقال ياسين الكبيسي مفكر عراقي مقيم بالإمارات، منذ سنوات حذرنا وحذرنا من التشيع الصفوي الفارسي المدعوم من أيران، ولكن «قد أسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي»وقد كان العراق حائط صد لعشرات السنوات لمنع تصدير الثورة الإيرانية للخارج، وحينما انهار هذا الحائط اندلعت النعرات الطائفية المقيتة ونخرت الجسد العربي ومزقت وحدته الوطنية بفعل الطائفية وباسم الدين المشبوه. د. الشمري: كان في الوطن العربي أحزاب.. لكن لا تعرف الطائفية من جانبه قال الدكتور سعران الشمري خبير سعودي أمني وإستراتيجي: صحيح أن وطننا العربي كان فيه أحزاب سياسية يسارية ويمنية، علمانية ومدنية، ولكن لم يعرف الطائفية من قبل أبداً، لولا مجيء الخميني وتصدير ثورته للخارج، وهذا معلن ومنشور ومذكور بالوثائق والكتب، وللأسف هذه الكتب متواجدة بالمكتبات العربية ومنتشرة ويتأثر فيها بعض قاصري النظرة والعقل، وهذه الكتب والدراسات تشير وتبين كيف نصدر الثورة للخارج؟، وثورة الخميني وتشجيع التشييع وغيرها في البلدان العربية من خلال أغرائهم بالمال والامتيازات، ومنذ ذلك الحين ووطننا العربي يعاني من هذه الأفكار الشريرة والخطيرة على وحدتنا الوطنية وتركيبته الاجتماعية، والمؤذية للنسيج الاجتماعي الموحد في اي بلد عربي، وكل دولة عربية مجاورة لإيراني تعاني الأمرين من هذا السم الزعاف والأفكار الهدامة التي فتكت بالوحدة الوطنية باسم الدين، وهي خطط استراتيجية بعيدة المدى لفتك الوحدة الوطنية وتمزيقها في أي دولة عربية تحاول رص صفوفها ولحمتها، وهذا ماحصل في العراقولبنانوسوريا واليمن، والآن يحاولون النيل من المملكة لاسمح الله، لكن قيادة المملكة وشعبها العربي المسلم أذكى من خطورة هذة النعرات الطائفية المقيتة الخطيرة. د. العنزي: النعرات فتكت بدول عربية ويقول الدكتور عزيز بن فرحان العنزي - تخصص شريعة إسلامية -، لولا ثورة الخميني لما حصل ماحصل بالمنطقة من فرقة وشدات ونفس طائفي مريض، وتقسيم ونعرات طائفية مقيتة، لم تكن المنطقة تعرفها أو تكتوي بنيرانها من قبل، وهذا النفس الطائفي المقيت الذي طفح اليوم خطير جداً على اللحمة الوطنية وعلى النسيج الاجتماعي الواحد الذي يؤمن بالله وبكتابه العزيز، ويتخذ دين الاسلام منهجاً صحيحاً بدون إرهاب أو قتل أو تشدد أو غلو، أو إقصاء للآخر، ولكن للأسف هذه النعرات الطائفية فتكت بدول عربية عدة، من خلال تشجيع الطائفية وإذكاء النعرات وتأجيج الصراع المذهبي بتشجيع خارجي حاسد وحاقد، من أجل اضعاف الدولة وتمزيق المجتمع الى طوائف ومذاهب وتناحر، بفعل أجندات خارجية من دول أقليمية بعينها، ودوافع سياسية لاتريد خيراً للعرب والمسلمين، نسأل الله ان يحمي أوطاننا من خطر هذه الآفة البغيضة لتستمر بلداننا بالتنمية وحفظ الأمن والاستقرار لتنعم شعوبنا العربية والإسلامية بالرخاء والأماني ويبعدنا عن الصراع الديني والمذهبي ويلهمنا الحكمة ومحاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهاب والقضاء على بؤرة ويزيدنا تلاحماً بين المواطنين والقيادة. جبيل: إننا إزاء فتاوى مغشوشة برائحة الدم ويقول الإعلامي التونسي ساسي جبيل: تقف الخطابات الدينية المتطرفة حجر عثرة أمام كل أمن واستقرار في المنطقة العربية، هذه المنطقة التي تتداعى أجزاء كثيرة منها لتندثر نهائياً أو يكاد،إذ تهشمت المعالم وسقط التاريخ بين فكي سيف قاطع - للأسف الشديد - باسم الدين، والدين من كل ذلك براء. إننا إزاء فتاوى مغشوشة مطعمة برائحة الدم والهم، وإزاء منابر إعلامية وفضائيات كثيرة، تريد أن تقسم هذه الأمة المقسمة أصلاً، أمة تنخرها الإنقسامات وتتحكم فيها قوى خفية، وأخرى معلنة، فإيران تخوض حرباً بالوكالة في عدد من البلدان العربية حيث لها سفراؤها من بني جلدتنا الذين وجدوا فيها المحرض والداعم والمصر على أن يكون بين المسلمين هذا الاختلاف الذي يفرق بين هذا وذاك من أبناء الدين الواحد. لقد استفحل الداء من طرف بعض المتعصبين السنة، داعش وأخواتها من جهة وبعض الصفويين الشيعة المتطرفين من جهة ثانية، الأمر الذي خلق تبايناً واضحاً في الآراء والتوجهات، قاد المنطقة إلى ما وصلت إليه اليوم من معاناة وتفتت، ولن نخرج من عنق الزجاجة الا بتوحد الآراء والقراءة الفاحصة لواقعنا المريض لنجد وصفة الدواء التي من شأنها أن تصل بنا الى بر الأمان، وبتوحيد الجهود العربية على المستويات كافة. كما أن بعض السياسات الخاطئة في العراق قادت وستقود المنطقة إلى أتون طائفي مستعر في المستقبل، لأن الكثير من القيادات في بغداد أصبحت تأتمر بأوامر طهران أولاً، والأحداث الأخيرة أثبتت أن هناك تحريضاً على السنة في العراق من خلال حرق المساجد السنية وما شابه من ممارسات طائفية تقف وراءها إيران بحلفائها في المنطقة العربية التي لابد أن تتخلص من ربق المد الفارسي الذي لابد أن ينحسر ويتصدى له ويوقفه. د. الدوسري: ما يحدث لا يخفى على الشارع الدكتور أحمد الدوسري الخبير الإستراتيجي البحريني يقول: «فتش عن امريكا دائماً وابداً في منطقتنا العربية.. وما يحدث لا يمكن ان يخفى ابداً على رجل الشارع العادي فما بالك بالمراقب الحاذق والمتخصص. لنكن صريحين ما يحدث في منطقتنا العربية من اقتتال بين العرب تحت مظلات مختلفة طائفية وجهادية وغيرها تم التخطيط له في مطلع سبعينيات القرن الماضي. اما النظام الايراني فقد أتى به الغرب وفقاً لهذه الاستراتيجية القاتلة لنا. ورأس الحربة للغرب. وهي الآن اللاعب الابرز ان لم يكن الوحيد الذي يعمل محموماً ليل نهار على تنفيذها. لقد خلقت امريكا اقتتالاً في العراقوسوريا واليمن وغيرها لا بهدف الغلبة بل هو اقتتال يدور في حلقة مفرغة دائرية تستمر لسنوات عديدة تحرق الاخضر واليابس وتقتل البشر والشجر وتفرغ المقدرات والمدخرات حتى لا تقوم للعرب قائمة بعد ذلك وتعيش اسرائيل آمنة. وهي بذلك اختارت تصفية العرب سنّتهم وشيعتهم ومطيتها الايراني. وقال: إن تصرفات امريكا والغرب واضحة لا تحتاج الى التفتيش عنها. وبالعودة لاحداث البحرين التي عايشناها جميعا ًفقد كانت تدبر وتخطط لجماعة ولاية الفقية للاطاحة بالنظام في البحرين وكان السفير الامريكي يستقبلهم ليل نهار ويدافع عنهم ويتوعد ويطلق التهديدات. وما انسحاب القوات الامريكية من القاعدة الامريكية بخافٍ على احد. وهي اليوم تكرر في اليمن نموذجها حيث تحمي الحوثيين الارهابيين المنقلبين على السلطة الشرعية جهاراً عياناً وتقصف القبائل التي تقاومهم بدعوى انهم من القاعدة.. امريكا لا تريد لهذه الصراعات ان تحسم بل تريدها ان تستمر في دائرة مفرغة لا تنتهي. الغانم: خطورة التمدد الإيراني في الميليشات الشيخ أحمد الغانم من العراق، الأمين العام لمجلس عشائر العراق بالجنوب الأكثر تماساً مع إيران وقال: إن حكومة الملالي في إيران لها مشروعها السياسي القومي ولها أطماع توسعية في المنطقة لذا أخذت تبذل المال من أجل تعزيز نفوذها. وكذلك أخذت توضف السياسة والدين والاعلام وعقد الاتفاقيات والتحالفات مع بعض الدول الكبرى وبعض دول المنطقة التي ارتمت في أحضانها. من أجل تحقيق قوة مؤثرة أقليمياً ودولياً وذلك من أجل إحياء أمجاد الامبراطورية الفارسية الصفوية على حساب دول المنطقة، ومن أجل هذا المشروع المسخ ومن أجل تعزيز نفوذها وهيمنتها وتمددها في المنطقه عملت أيران على خلق المشاكل والفتن الطائفية والفوضى وشعل نار الحروب الاهلية في بعض الدول العربية مثل العراقوسورياوالبحرين واليمن ولبنان من خلال دعمها للموالين لها الذين عملوا على أنشاء ميليشيات طائفية مسلحة من ابناء هذه البلدان. وقال: إن خطورة التمدد الايراني الصفوي هو ليس بالحرس الثوري أو فيلق القدسالايراني لكن الخطورة تكمن بهذه الميليشات التي تشكلت تحت عنوايين طائفية التي استغلت عواطف ومشاعر الناس البسطاء مثل حزب الله في لبنان، الحوثيين في اليمن، الاحزاب العميلة وميليشياتها الطائفية الحاكمة اليوم في العراق، وفي اليمن، ومواقع أخرى تحاول إيران أن تستخدم فيها العرب لضرب العرب. وقال: من مقتضيات الأمن الوطني والقومي ومتطلبات الصراع يوجب وضع حد لاطماع ايران الفارسية الصفوية التوسعية ولنفوذها المتزايد في المنطقة من خلال قطع هذه الاذرع.. ولهذا نرى أن مواجهة التمدد الايراني في اليمن من خلال التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وحده لايكفي ولابد من مواجهة التمدد في المنطقه العربيه وفي مقدمتها العراق لانه موطىء القدم الذي تنطلق منه إيران. د. الظفيري: القوى الظلامية الطائفية تتربص بالوطن وأدلى برأيه الباحث والمؤلف د.عطيه الظفيري وقال: «تحاول القوى الظلامية الطائفية زعزعة استقرار الوطن والتربص به بإثارتها النعرات الطائفية فهي تجد مرتعاً خصباً باستغلال الشعور الديني لدى البسطاء من الناس بإذكاء نار الفتنة ونتيجة لضعف الوعي الاجتماعي تعمل على شق الوحدة الوطنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وكل التجارب البشرية عبر التاريخ تؤكد على الدور المدمر للطائفية. ومتى ما تفشى وباء الطائفية فإن عواقبه وخيمة وكارثية وهناك عدة أسباب لإثارة النعرات الطائفية وعلى رأسها التعصب الديني، والانغلاق، وبث روح الكراهية والحقد بين الطوائف. والمفارقة أن إذكاء الطائفية وتكريسها يقوم بها ساسة ليسوا ملتزمين دينياً أو مذهبياً، بل لموقف انتهازي للحصول على منافع ومكاسب شخصية ذاتية للفرد الطائفي على حساب الطائفة. ولمحاربة الطائفية وتحجيم الطائفيين والحد من إثارة النعرات الطائفية المدمرة تتطلب تظافر الجهود على كل الأصعدة على المدى القصير والمدى الطويل، داخلياً وخارجياً، تبدأ بتشريع وتفعيل القوانين التي تجرم نشر الكراهية والتعصب الطائفي بين أفراد المجتمع وخاصة الفضائيات غير المنضبطة التي تبث سموم الطائفية المقيتة وتأجج الصراع المذهبي، القيام بحملة إعلامية منظمة على أسس علمية تحث على روح التسامح وعدم التعصب وتبين الآثار المدمرة لإثارة النعرات الطائفية، وكذلك إعادة النظر بالمناهج التربوية، والدور الكبير يقع على عاتق المؤسسات الحكومية الفاعلة، كالاعلام والتربية والشؤون الاسلامية ورعاية الشباب صحيح أن اغلب الصراع الطائفي يأتي من خارج الحدود من دول أقليمية بعينها لكنها ربما تجد مرتعاً خصباً في بعض المناطق العربية، وأشعلت فتيل الصراع الطائفي الذي فتك بالدول والشعوب. ناجي عبدالله يتحدث عن الأعداء وتفتيت الأمة وهذا رأي ناجي عبدالله بن عبدالله، إعلامي يمني يقول: إذا ما تأملنا تاريخ منطقتنا وتحديدًا دول شبه الجزيرة العربية (دول الخليج العربية واليمن والعراق) بدءاً من عصر الدولة الاسلامية وصراع الحضارات الذي صاحب انتشار الاسلام، سنجد أن هناك اكثر من جهة ترغب بشكل مباشر أو غير مباشر، وتعمل بشكل معلن أو خفي، من أجل إذكاء النعرات الطائفية أو العرقية أو المذهبية في منطقتنا، أملا في شق عصى الأمة العربية وإضعافها ومنعها من أن تستعيد أمجادها الموهومة.. وبطبيعة الحال لا بد أن نشير أولاً إلى المشروع الصهيوني الذي يتمنى أصحابه تفتيت الأمة العربية وتحويل الدول العربية إلى كيانات أو دويلات صغيرة تصم شعوباً متصارعة يسهل التحكم فيها.. كما أن هناك المشروع الفارسي الذي يطمح إلى استعادة أمجاد فارس ما قبل الاسلام، ولكن بثوب ضيق الأفق، حيث يطرح أصحابه أنهم مع حوار الأديان والتقريب بين المذاهب ووحدة الشعوب، دون أن يتسنى لهم إثبات ذلك عمليا داخل إيران نفسها التي يشكو سكانها أو أبناؤها من تمييز عرقي وديني. الكعبي: أقلية تسعى لتفتيت الأكثرية وقال محمود الكعبي الباحث والمتخصص في الشؤون الإيرانية وقال: «دخل الفرس الإسلام مرغمين وغير مؤمنين ولم يستطيعوا التخلي عن مجوسيتهم طيلة السنوات المنصرمة. كان وما زال الفرس امام العرب والمسلمين الاقلية لذا أرادوا ان يمزقوا ويشتتوا الصف العربي والمسلمين من الداخل وفرض سيطرتهم وإعادة امبراطورية كسرى. لذا خططوا منذ الايام الاولى لدخولهم دين الإسلام الحنيف لاستعادة امجادهم وبدأوا ببث سمومهم في جميع أرجاء الوطن العربي. حتى استطاعوا الحصول على موطئ قدم ليكون القاعدة الرئيسة لهم. وتجنيد ابناء هذه الأمة لخدمة مشروعهم ضد ابناء بلدهم. والهدف واضح وبيٌن هو تدمير كل شيء له علاقة بالعروبة والإسلام. واستهداف اكبر الدول العربية قوة ونفوذاً وتديناً متخذة الشريعة الإسلامية دستوراً لإدارة شؤونها وفيها اهم معلم للأمة العربية والعالم الاسلامي التي تضم بين جوانحها بيت الله الحرام ومسجد نبيه وقبلة المسلمين وتحظى باحترام كافة الدول العربية والإسلامية والعالمية. وهذا ليس وليد الساعة وإنما هو الحقد والكراهية التي يثقف بها الفرس من صغيرهم الى كبيرهم والمثقف والأمي وهذا جزء من الثقافة الفارسية ضد العرب، وكل من قرأ أدبياتهم يجد حقدهم على كل العرب، وهذا واضح في (الشاه نامه لأديبهم المقدس عندهم فردوسي. تعني رسالة الملوك). وكذلك من تصرفات ولاية الفقيه. واستهدافهم للمملكة العربية السعودية هو للنيل من العروبة والإسلام. ياسين الكبيسي الشيخ أحمد الغانم د. خالد القاسمي محمود الكعبي د. عزيز العنزي د. أحمد الدوسري د. سعران الشمري د. عطية الظفيري ساسي جبيل د. ظافر العاني