من اروع الكتب التي حصلت عليها من معرض الكتاب بجدة مؤخراً "تراث الانسانية" الصادر عن دار الفكر بالقاهرة وهو في الواقع ليس كتاباً فحسب وانما هو موسوعة كبرى في اربعة مجلدات كبار ويحتوي على اكثر من 10 الاف صفحة او يربو على ذلك وقد اعادني هذا الكتاب الى ذكرى مكتبة الحرم المكي التي كانت كائنة في مبنى مشروع التوسعة خلال الثمانينيات الهجرية من القرن المنصرم حيث كان هذا الكتاب او الموسوعة من ضمن الكتب المصطفة على أرفف هذه المكتبة العريقة وحيث كان معي في ارتيادها الزملاء مر محمد باداود وطاهر تونسي وسعيد الحارثي ومحمد عبدالعزيز حلواني واخرون الامر الذي جعلني انتهز الفرصة السانحة لإقتناء هذه الموسوعة الكبرى بل العظمى!! لأنني كم كنت في حاجتها طوال السنين المنصرمة تتصدر مكتبتي المنزلية في هذا الوقت الذي تفتقد كتباً مثل كتابنا هذا. ان تراث الانسانية عالم من المعرفة ودنيا منيرة في سماء الفكر الانساني اليوم وما اكثرها الكتب التي تتحدث عن تراثنا وادبنا العتيق وهي كثيرة ومحققة من قبل اساتذة من العالم الكبير، أدباء وباحثين وعلماء. ويأتي كتاب تراث الانسانية ليجمل حال عالم الكتب ويحرك دنيا الأدب وينعش مجالات الثقافة الانسانية الحرة الشاسعة اذ ان هذه الموسوعة تحمل بين دفتيها تعريفات لكتب وموسوعات اخرى عربية وغربية، بقلم أدباء كبار ومفكرين ورموز من اهل العلم وفنونه كعباس محمود العقاد وطاهر الطناحي وعبدالحليم منتصر وعبدالحليم محمود وعبدالحميد يونس وعلي ادهم وعثمان أمين وفؤاد زكريا والخولي. اما الكتب التي تحدث عنها هؤلاء فأمثال: (الأبطال لتوماس كارليل) (تاريخ الامم والملوك للامام الطبري)، (والرد على الدهريين للسيد جمال الدين الافغاني)، (والحكايات للافنتين) ودروس في الفلسفة لأوجنت كونت)، (وتشريح القانون لابن النفيس)، (وفكرة التاريخ لديبين جورج)، (وم1كرات داروين)، (والمغني للقاضي عبدالجبار)، (والموسيقي الكبير للفارابي)، وهناك عشرات الكتب بل مئات من مثل هذه المصنفات الكبرى في الفكر الاجتماعي ومقالات عديدة وغفيرة بقلم عديد من المؤلفن والمحققين وكثير من الباحثين الذي عرضوا تلك الكتب والموسوعات والدواوين ليشملها الكتاب الموسوعي العظيم في تراث الانسانية الخالد شمالا وجنوباً وشرقاً وغرباً. في هذا الكون العجيب! الذي يتميز بالعلم والمعرفة والدين والأدب.. كل هذا يشكل ثقافة شاسعة وزنها المعنوي لا يقدر بمقياس الا بالادراك والوعي الواسعين والفهم والفكر والتدبر المجهرين الدقيقين الشاسعين لمعرفة وادراك هذه الثقافة اللامنتهية ما كتب الكاتبون وتأب الأدباء وتدبر العلماء في الكتب والمصنفات والمؤلفات والانتاج المعرفي والثقافي العام ولنلاحظ أيها القراء ان في المكتبات ودور النشر موسوعات ودوائر معارف وقواميس تتسع للاطلاع المعلومات والمصطلحات الادبية والدينية والعلمية التي يعرف بها المؤلفون والباحثون فيها بعناية ودقة واتقان الشيء الجذاب للوقوف على تلك المعلومات المدرجة عبر الصفحات والسطور والاقسام. فالعلم شؤون وأمور ومسائل وقضايا متشابكة المعاني المفهومة الادراك والبينة الاحالة للتعرف على الجديد باستمرار وعبر هذه الموسوعات وسواها من كتب العلوم والاداب والفنون تتجلى المعارف والافكار والمعلومة المفهومة المعاني والمدارك الخيرة والواعية للعلوم عامة فهي علوم مفيدة ومعارف عتيقة المعني متجددة الفهم متكررة الوعي بحيث يعي ذلك المتفهم للمعاني العلمية والمعارف الادبية والمفاهيم الثقافية. لذلك تتشكل لاثقافة بلباسها القشيب وردائها الجديد في حلل ملونة المعنى والذوق الراقي لمعاني الحياة والدين والفن الأصيل. وفق كل ذي علم عليم.