لا زالت شركات التأمين في سباق محموم مع الزمن لإحتلال الصدارة في استنزاف المواطن!! ففي كل أنحاء العالم يسير التأمين جنباً إلي جنب مع مصلحة الوطن وراحة المواطن على حد سواء !! وبهذا فهو يؤخذ مضمونه من اسمه وعنوانه !! التأمين وليس التسليب!! ومعنى سلب في ( تاج العروس) ؛ سَلَبَه : أختلسه!! وفي (لسان العرب) ؛ سَلَبَه الشيءَ يَسْلُبُه سَلْباً وسَلَباً واسْتَلَبَه إِياه!! وفي (المعجم الوسيط) ؛ سَلَبَه الشيءَ ُ سَلْباً: انتزَعَه قهراً. وفي(الصحاح في اللغة)؛معنى الاستلابُ: الاختلاس!! فنجد أن المضمون عندنا أخذ منحنى غير الذي كان يهدف له من اسمه !! فكان في زمن ليس بالبعيد (300) ريال ثم (360) ريالا ثم أرتفع وبسرعة قصوى دون أن يتم رصده حتى من قبل أنظمة الرصد الصارمة كساهر، التي لا تستطيع أن تتجاوزه واردة ولا شاردة إلا ويرمقها بفلاشاته المبهرة بل والمثمرة !! فوصل الأمر إلى ارقام مذهلة ليس في مجموعها!! بل في سرعة تصاعدها، وانطلاقتها الصاروخية يوماً بعد يوم !! دون مقص رقيب ولا سؤال حسيب!! ولا ذاكرة دارس ولا عين فاحص، لتلك الأسعار وسبب ذلك الارتفاع المذهل، الذي جعل السواد الأعظم من الناس يتساءل وبوزير التجارة يتفاءل، لحل هذا اللغز المحيّر، والذي هو في تصاعد مستمر، ولا سيما أننا في زمن الحزم !! زمن المحاسبة والمساءلة!! زمن مصلحة الوطن والمواطن أهم من أية مصلحة شخصية، فوق أي شبر من أرض الوطن وتحت كل سماء!! مع العلم أننا لا نغفل المعايير التي يخضع لها التأمين كغيره من الأنشطة التجارية المختلفة مثل الارتفاع العالمي للتأمين، أيا كان نوعه سواء كان شخصيا للملكية الفردية أو الجماعية كالشركات وغيرها. كما نعلم أن ارتفاع الأسعار يتأثر بالأوضاع الحالية لأية دولة من أحداث وتطورات، كشغب شعبي، أو جماهيري ينتج عنه خسائر مادية وبشرية ومجتمعية!! أو حروب طاحنة أومشاكل قائمة !! ولا يخفى علينا كذلك أن سعر التأمين يرتفع أو ينخفض حسب موقع الدولة أو المادة المؤمن عليها ونوعها والوسائل المتبعة وأداة النقل وقربها من الحدث!! ولكن !!. أن يستمر رفع الأسعار وحمى إرتفاعها في السلم والحرب، في الليل والنهار، في شرق البلاد وفي غربها!! وكذلك تلاعب شركات التأمين ليس فقط بالأسعار بل بالتعامل السيئ مع العملاء!! ومنها عدم توفير بديل وقت وقوع حادث للسيارة !! وقتها أنت مخيّر بين أمرين أحلاهما مرّ!! إما أن تستأجر سيارة، أو تتنقل في اللموزين لقضاء مشاويرك وتسيير شؤون حياتك!! مع الاستمرار والانتظام، بدفع الأقساط الشهرية!! إذا رأيت هذا !! ومن منّا لم يره ولم يعايشه؟!! فضع تحت ذلك عشرة خطوط وبالقلم الأحمر، إن شئت!!.إن هذا الوضع ليس بطبيعي، ولا جوه صحي !! بل هناك فجوة وهوة تحتاج لردمها، قبل أن تتسع وتتوسع!! فيكون الشق أكبر من الرقعة، والسكوت أهون من الحل ياوزارة التجارة!!. ودمتم بود،،. الرياض [email protected] Twitter:@drsaeed1000