تواجه مجتمعاتنا في الوقت الحاضر كثيراً من التحديات والمستجدات السريعة والشاملة لكل مناشط الحياة . ومن بين التحديات التي برزت خلال السنوات الماضية ظاهرة الإرهاب والتطرف، والانحراف الفكري الذي اساسه البعد عن منهج الوسطية والاعتدال والتسامح في الإسلام . وقد شهدت المملكة العربية السعودية كثيرا من العمليات الارهابية بعضها لم تنفذ واستطاعت الاجهزة الامنية بفضل من الله من وأدها في وكرها واكتشافها قبل وقوها ومنها ما تم تنفيذها وتم القبض على منفذيها وتقديمهم للعدالة ان لم يكونوا قضوا في تلك العمليات وكان اخر ما تم هو قتل احد الأجندة المنتمية لداعش والذي قام بقتل ابن عمه على مرأى ومسمع العالم وذلك من خلال الفيديو الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي وقد تم بعد انتشار المقطع وبفضل من الله ثم بيقظة وهمة الامن القاء القبض على منفذ العملية وقتل المصور في اشتباكات مع رجال الامن. (البلاد) اخذت اراء بعض العلماء ووالمختصين في الامن والنفس والتربية حول هذا الموضوع : قال الشيخ الدكتور. أحمد بن قاسم الغامدي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة سابقا ، في عصرنا هذا مهما كان قربنا من أبنائنا جسديا قائم إلا أنه مع شبكات النت ومواقع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الكثيرة جعل الكثير منهم في عزلة فكرية عنا وهكذا واقع الشباب، ولذلك لم يعد من السهل علينا توقع من يحمل فكرا إرهابيا، فلم يعد الهندام، ولا المظهر، ولا العادات الجديدة هو العلامة الدالة على ذلك. لقد مدّت التكنولوجيا الحديثة هذه العزلة بكل أسباب النمو، عبر الشبكة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، فالفرد الذي تصيبه تلك اللوثة يمكنه أن يتثقف بالمزيد منها وينتسب ويقتنع وينجذب ويتجنّد ويتدرّب ويتلقى التعليمات ويقوم بكل ما يلزم ليتحول إلى جهادي فاعل عبر الشبكة، وهو في غرفة وحده، لا يراه أحد أو يسمعه أو يشعر بتحولاته التدريجية. لقد أصبح الجهادي الزاعم محصن بنظريته الانعزالية، ليس له من صديق أفضل من الحاسوب الذي يربطه بعوالم أوسع من تلك التي يعيش فيها، دون أن يتحرك عن كرسيه أو يتفوه بكلمة واحدة، لقد أبعدته الشبكة العنكبوتية عن التفاعل المباشر في الحياة، وحولت عالمه الافتراضي إلى واقع، وازداد ابتعاده عن الواقع الحقيقي بغوصه في عالمه الافتراضي المحصن بصمت وكتمان، فوقعت المفاجئات المفزعة لكثيرين في المجتمع الحقيقي بل وقعت لأقرب الناس منه، فبين عشي وضحاها تبين أن ذلك الشاب اللطيف، الدمث كان يظهر ما ليس حقيقيا، فالشبكة الإلكترونية حققت لنظرية العزلة الآتية من الماضي مجتمعا خفيا، وكلاهما كان يخدم خطرا خفيا يهدد حياة الناس ودينهم وحضارتهم وإنسانيتهم. إن هذه القدرة التي تملكها الجهادية الإرهابية على التخفّي والتقية، وفرت سرية لدورها الفكري وخططها وعملياتها القاتلة، وهذا يضاعف مسئولية الأبوين والأسرة بأن يكون في الأسرة حوار وحديث فكري ولا يكتفى فيه بالقرب الجسدي كما يفرض على الأمن إعادة النظر في كيفية احكام الرقابة على الشبكة نفسها بطرق مبتكرة أعلى فاعلية، لتضبط تفلتها في الإعداد لجريمتها المنظمة والتأثير الفكري. وقال الشيخ فيصل بن عبدالله أبوزيد عضو هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وإمام وخطيب جامع الكمال بحي الفيصلية بجدة ، في الايام القليلة الماضية فوجئنا وفجعنا بما قام به الداعشي المغرر به من قتله لابن عمه في المقطع الذي انتشر ، بداية الأمر تصورت أن الموضوع لا يعدو أن يكون مسرحية مرتباً لها من قبل بعض شباب يقومون بعمل المقالب لإضحاك الناس واكتساب الشهرة . أعدت رؤية المقطع للمرة الثانية فوجدت أن هذا الغر يتلفظ بكلمات لا يكاد يحسن أن يتمها ثم ذكر اسم يتبادر إلى ذهن من يسمعه الجرائم والغدر والدسائس والحيل إنه اسم أمير الجماعة الغادرة (داعش) عندها فقط علمت أن الأمر حقيقة مؤكدة لإنه ليس بمستغرب على هذه الجماعة الغادرة الفاجرة أحداثاً مثل هذه وأشنع منها لقد قتلوا كل معنى ومعلم لهذا الدين وشوهوه ، ذهبوا للمساجد التي يأوي إليها الخائف ويقصدها العابد ويلوذ إليها المقصر ففجروها ودمروها وأرعبوا أهلها ثم انتقلوا للرحم وللقرابة وقتلوا معانيها وأعتدى هذا الغر على ابن عمه فأرداه قتيلاً غدراً منه ولم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من أمن رجلاً على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدرٍ يوم القيامة ) ولم يدرك الغادر أن خصمه يوم القيامة هو ملك الملوك أولا يدري أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يرسل جيوشه لمقاتلة الكفار كان يوصيهم ان لا يغدروا فكيف بمن يغدر بأخيه المسلم . ياسعد اسأل نفسك بأي ذنب قتلت ابن عمك ؟ ماذا اقترف حتى تقتله ؟ هل لأنه كان يحمي وطنك و عرضك؟ هل لأنه كان يرعى الحجاج والمعتمرين؟ هل لأنه كان من أهل الصلاة والمساجد؟ ام لماذا ياسعد؟! ماذا فعلت ياسعد لقد دمرت اسرتك وأسأت الى أبيك وأحرقت قلب أمك وقتلت القرابة وانتهكت الرحم . من اجل ماذا ياسعد ؟، من اجل ذلك الخارجي الغادر الفاجر وجماعته !! كان مجتمعك ينتظر منك العطاء ، كانت عائلتك تنتظر منك التفاني ، كان وطنك ينتظر منك ولاءك ، كان دينك ينتظر منك وقفتك ، لكنك وللأسف قتلت ابن عمك وغررت بأخيك الصغير الذي يفترض منك ان تكون نعم القدوة له وخالفت دينك وخنت وطنك وقتلت الذين يدافعون عنه وتلطخت يداك بدماء المسلمين . رسالتي لكم ياشباب الإسلام يا أبناء وطني : ها هي قصة سعد عبرة أمامكم خسر فيها كل شيء احذر يامن وقعت بشبهة إرجع الى العلماء فأبوابهم مفتوحة سيوضحون لك كل أمر أشكل عليك . رسالتي لك ايها الوالد الكريم : تودد لابنك وتقرب منه ، انظر من يتابع في مواقع التواصل الاجتماعي وإذا تبين لك خللاً فبادر بتداركه . رسالتي للمربين والمعلمين والخطباء والعلماء : انكم تحاربون فكرا خارجياً باطلاً اكثروا من تبيين شبهاته والتحذير من أباطيله فها هو كتاب ربكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم مليئة بالردود المسكتة لكل ضال . رسالتي لجنود وطني الغالي المملكة العربية السعودية : أثبتوا فأنتم على الحق و والله لا يخزيكم الله ابداً ، فأنتم تحمون بلد التوحيد وتنافحون عن الحرمين الشريفين وتبذلون أرواحكم رخيصة دون كلمة لا إله إلا الله ان حييتم تحيون على البر والسنة وان متم فشهداء تدافعون عن الدين ، أسال الله العلي القدير ان يحفظ لنا ملكنا الملك سلمان وولي عهده وولي ولي عهده وأن يأخذ بنواصيهم للبر والتقوى وان يحمي وطننا من شر الأشرار وكيد الفجار0 وقال الشيخ سليمان بن احمد علو امام وخطيب جامع الحنفي بجده وعضو لجنة اصلاح ذات البين التابع لامارة منطقة مكة ، اليوم ومنذ فترة قبله وليوم غد ونحن نسمع عن تعدد وتنوع الدوافع والاسباب وراء ظاهرة الارهاب من الناس والمفكرين وغيرهم من عزاها – للغلو والتطرف في الدين، ومنهم من قال – اسلوب التربية والتعليم كأسلوب التلقين وتفيظ النصوص دون نقاش او ابداء مرئيات او وجهة نظر – ومنهم من قال غسيل الاموال او قل غسيل الادمغة والعقول – ومنهم من قال جور تحفيظ القرآن الكريم – التي والله خرجت كل نبيل وكريم وذي خلق ودين ووطنية لا يجاريه فيها احد الا النشاز – ومن قال الرحلات والمخيمات الصحراوية والاستراحات والتي تدار فيها الفتاوي المسيسة ومنهم ذكر ان التبرعات الخيرية دون ضوابط ومن قائل : جهات خارجية تجندهم ويتم استغلالهم كأدوات في تدمير مجتمعهم وتفجير انفسهم وهناك رؤى اخرى ترى التواصل الاجتماعي التي لعبت دوراً كبيراً في تجنيدهم وحرف أفكارهم وكذا من يقول بان هناك مؤامرة اجنبية على عالمنا السعودي والعربي والامة الاسلامية لتمزيقنا وجعلنا امة متشرذمة ولتشويه سمعة الدين الاسلامي. واضاف لقد تناسينا سببا مهما في حياتنا وتجاهلناه! وهو غياب التربية السليمة من قبل الابوين علماء التربية النفسية يقولون اربع اسباب تعد اخطاء شائعة في التربية تصنع من الطفل منحرفاً وهي: (1) التدليل الشديد (2) الحماية الزائدة والتسلط والسوة (3) الحرمان العاطفي (4) الاهمال. فالاهمال له انواع فالابن يخرج من البيت دوم مسائلة.. الاهمال بالسماح بالزج بهم في اماكن ويصحبون فيها بأناس لهم ايدلو جيات وفلسفات دينية منحرفة من خلال الثقة العمياء بهم وتركهم يصنعون افكارهم يشاؤون! فعلماء النفس يقولون : اعطونا عشرة اطفال نصنع متهم ما نشاء : طبيب او تاجر او رجال اعمالا ومهندس او مجرم ولص وسارق او قاتل او ارهابي تفكيري ضال مضل او غيره!!! عبدالله : نهم نصنع منهم ما نشاء فعقلية الكفل مثل العجينة قابلة للتطويع والتشكيل في العمر المحرج الممتد حتى 18 سنة. وقال السياسة لعبة لم نفهمها فالمزعومة بدولة التنظيم الاسلامي داعش اليوم او جدوا لها مساحة جغرافية تدعي امتلاكها والسيطرة عليها ارض تصور فيها انجازاتها وتطبق فيها الحدود كما يزعمون والحلال اما الحرام فممنوع فيها على حد اعلامها المكذوب! على ارضها ويعلنون العدل واقامة الحدود وانها ستعيد الحق وتنزع الظلم وتنتصر للمظلوم! تلك هي الجنة الموعودة ثم نادوا في الاخير بأن من لم يستطع الوصول اليهم والالتحاق بهم فعليه ان لا يصل فقط يدخل الجنة وسيحظى بالحور العين وسيدخل الجنة من صكوكهم وبابهم وهو في بلده فسيعطي الحق المسلوب المغتصب لاهله بالنية فسارع الشباب واستجاب المغفل الساذج الضحية الاهبل الاحمق بسرعة الاستجابة ورغب في خوض التجربة فكان النت والانترنت والفتاوي والمسيسة الدعم بالمواقع المشبوهة فخاض تجربة الجنة الموعودة ولم يكن له الا ان يقال له اتقل اباك وامك واقاربك وعمك وخالك احرق عليهم دبنهم وافسد عليهم حياتهم ونكد عليهم احوالهم ومزق اجسادهم اشلاء واشلاء حتى وهم يصلون وفي يوم الجمعة اعظم يقال لهم تبرؤا منهم تناسوا قرابتهم ولو كانوا بني جلدتكم لا يهمكم دينهم ولا طنهم! اقتلوا الركع السجود ادخلوا عليهم المساجد علانية او خفية في لباس نسار او حريم انزعوا الحياء وانسلخوا من الدين والاخلاق تلبسوا بكل فضيحة ابتعدوا عن القيم والاخلاق! ووجه علو كلمته للشباب بقوله : أيها الشباب : نداء من شاب مثلكم محب غيور صاحب دين وبيعة وولاء ووطنية ان من كان هذا مسعاه فهو منتمي لفئة فاسد فئة باغية حاقدة فئة يائسة فئة تعشق وتهوى سفك الدماء فئة يسعون الى الخراب والدمار! باعوا انفسهم للشيطان!! ان ما يحدث من تفجيرات وارتداء للباس وحزان ناسف في المواقع والمساجد ولبيوت الله ما قام بها اولئك لماذا! يصدروننا ويبتعدون عنها لماذا هم يعزفون ! اليس سؤال يحتاج للجواب اين الدين اين العقول واين الفكر واين البيعة التي في الرقاب! ان الطغمة الفاسدة دهمها زعزعة الامن وبث الفتنة وسفك الدماء اعداء الدين والوطن يتحقق فيهم (ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم). لن تهزمنا هذه الاحداث شعرة واحدة بل ستزيدنا وحدة واصرار على ردع المعتدين الظالمين وسوف نقضي عليهم ولن ينالهم الا الخزي والعار فكلنا فداء لهذا الدين ثم للوطن ولكل خفنة من ترابه واقولها وليبسمعها التاريخ لتحجيا يا وطني كريماً عزيزاً شامخاً آمناً مستقراً في ظل قيادة مؤمنة حكيمة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر مقيمة للصلاة حاثة عليها. يقول ساجد : تابعني خلال ايام من فتحي حساب تويتر احد الداعشيين وتعرف عليه وخلال ساعتين يقول وجدت عدد المتابعين في ارتفاع مذهل ملفت بالنسبة لشاب امر مغري ومفرح يشعره بالاهتمام والتميز بلغوا خمسة الاف متابع منهم في ارض المعارك بسوريا والعراق وليبيا وغيرها! يقول ساجد فأخذوا يبعثون بالاخبار الفورية عن المعارك لشعرت اني افضل من غيري لدي معلومات واخبار لا تتوفر عند الكثير ممن هم في عمري بالصور والمقاطع! و المفاجأة : يقول لم اكن استغرب الا من امر واحد! وهو ان احدهم لم يكلب مني الالتحاق او القدوم لارض المعارك! وانما بعثوا لي فقط بالمقاطع بالفيديو التي تظهر اضطهاد المسلمين السنة على ايدي قوات مختلفة شيعية ودولية! لذلك فان هذه المقاطع جميعها مقاطع تدعوا للتحريض مواد تعزز الرغبة في الانتقام.. تصوروا شاب في هذا العمر سيشعر بالظلم والقهر والاعتداء والاضطهاد للمسلمين ثن يأتي بعد ذلك ما يسمى بالتنظيم ليدعوه للانتصار لهؤلاء المظلومين وطبعاً سيشعر بان حلمه قد تحقق! يقول : كلما شاهدت الفيديو والمقاطع المتجددة والنصر والمقدرة التي يبثونها عن تنظيمهم شعرت بالرغبة في الانضمام اليهم..! يقول : هداني الله ان الا اكون مثل اخي سبباً في قهر امي وتحطيم حلم ابي قانية وان لا اكون سبباً في المأساة مرة اخرى على العائلة وعلى الله المشتكي!! ففكرة الانتصار للمظلومين والمظلومية!! كم وكم وكم نادوا شبابنا بان من يريد الجنة ويرغب في الحور العين والزواج منهن بأقصر طريق فاليحقق الحلم والشهادة عليه فقط ان يكفر ولاة أموره! ووالديه واقاربه وذويه بل وموظفي الدولة التي يعيش فيها وخاصة مملكتنا المصانة المهابة حفظها الله من كيد الغادرين وحقد المبغضين وحسد الحاسدين آمين! الم تكن هنا في بلاد التوحيد ومسقط الوحيين وبلاد الحرمين ومهبط الوحي والقرآن تفجيرات امتدت للمساجد والمصليات وبيوت الله! الن يفجر ويقتل من ينطق بالشهادتين ولهم حق السبق في الاسلام منذ ان كان نطفة في صلب والده ورحم امه! اليس من يقتل في بلادنا هم ممن لهم الولاء والبراء فطرة وبيعة وولاء وبراء ثم الدين والمليك والوطن!! وقال العقيد الدكتور إياد بن عبدالقادر كمال فجع المجتمع السعودي بجريمة ليس لها سابقة، تفوح منها في كل تفاصيلها رائحة الغدر والخيانة خيانة الدين والوطن والصداقة والقرابة والرحم، مما يبين ترصد اعداء الاسلام لبلاد الحرمين وسلاحهم ابناء الوطن وغسل الأدمغة، معظم تركيزهم على حداث السن من الشباب المغرر بهم وكانت الوسيلة بنسبة كبيرة … التقنية. من هنا انصح الاباء أن يولوا ابناءهم الكثير من المتابعة والنصح والارشاد وتوجيههم كي يكونوا معولاً للبناء لا للهدم ، وعدم تركهم للتقنية دون مراقبة فوسائل التواصل الاجتماعي فيها الغث والسمين لا يدرك الفرق بينهم الكبار، فما بالكم بصغار السن. واشدد على أننا كمواطنين نقف صفاً واحداً أمام كل من سولت له نفسه المساس بأمننا وأماننا، فما زادنا تربصهم الا صلابة وقوة وتلاحماً في الذود عن ديننا وبيعتنا وارضنا. في الختام ادعو الله أن يحفظ بلادنا من المتربصين ويرد كيدهم في نحورهم. وعن رأي علماء النفس قال الدكتور حسن الشهري دكتور علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز ظاهرة انحراف الشباب والمراهقين بشتى صورها – ومن ذلك التأثر بالفكر المنحرف التكفيري الإجرامي الداعشي – أمر خطر جدا وذلك كون مجتمعنا يعد مجتمعا شابا حيث تمثل نسبة الشباب فيه نسبة عالية وبالتالي ظهور هذه الظاهرة ينذر بخطر كبير. وعلى عجالة اعتقد من أسباب تأثر شبابنا بتلك الجهات الفاسدة عائد إلى أمور منها: – فكرة المجاهد الذي سيعيد للأمة مجدها وقوتها حيث استغل هؤلاء المفسدون طبيعة مرحلة الشباب المبكر والمراهقة من الناحية النفسية وسمات الشخصية فيها حيث يكون الشاب مندفعا ولديه حب أبراز الذات، وعدم القدرة على موازنة الأمور واتخاذ القرار السليم وبالتالي نمَّا الداعشيون وغيرهم من التكفيريين لدى أبنائنا هذه الفكرة والتي تحمل في باطنها أهداف وغايات منحرفة عمادها التكفير والقتل. – أساليب التنشئة الأسرية والمجتمعية التي يتلقاها المراهق في أسرته قد تدعوه إلى الانسياق وراء كل ناعق فعندما نجد أحد أفراد الأسرة ناقما على المجتمع ومؤديا ومتقبلا ولو لفظيا لفكر معين قد ينعكس ذلك على بقية أفراد تلك الأسرة. – الفراغ العاطفي والوقتي الذي يعاني منه الشباب وبالتالي سهولة وقوعهم في براثن من سيملأ هذا الفراغ بما يشاء. – غياب الجانب التوعوي المنهجي فمناهجنا لا تعنى بهذا الجانب بشكل علمي قائم على توضيح أسباب وأفكار الفئات المضللة وطرق الوقاية منها. – الخطاب الديني المتشدد أحيانا والذي يعتمد على الحماسة دون استقراء لواقع وحاجة المجتمع وطبيعة الفئة الموجه لها هذا الخطاب. – ضعف الجوانب الإعلامية لمواجهة هذا الخطر حيث نجد أن أساليب توضيح خطر هذه المجموعات قائم على نقل أخبار جرائمهم أو إقامة ندوات ومحاضرات وتقارير صحفية عنهم وهذه رغم أهميتها إلا أن شريحة كبيرة من المراهقين لا تستهويهم تلك الأساليب بل يحتاجون إلى اعتماد أساليب الإعلام الجديد القائم على الميديا الحديثة التي يتعايشون معها في وقتنا هذا. – غياب مؤسسات المجتمع عن القيام بدورها في احتضان الشباب. وقال المعلم بخيت عتيق العطاوي وكيل متوسطة زمزم إن العمل الاجرامي الشنيع الذي قام به المنتمي إلى الفئة الضالة سعد عندما أقدم على قتل ابن عمه مدوس الذي كان يترجاه ويتلطفه ولكن ليس في قلبه رحمه ولايمت للدين الاسلامي بصلة ولا لعاداتنا وتقاليدنا فديننا اسلامي الحنيف يتصدى لمثل هذا العمل اجرامي البشع ونحن يجب أن ننمي في أبناءنا طاعة الله عزوجل والبعد كل البعد عن الفكر الضال. ولكن يعد الشباب ركيزة أساسية لكل أمة تدنو إلى التقدم الحضاري في شتى مجالاته.