مضخة صناعية للقلب في حجم كرة الغولف قد تغير حياة آلاف المرضى المهددين بالموت، بحسب ما قاله طبيب جراح زرعها في أول عملية من نوعها في العالم. وكان المريض، هاري تشيفرز – البالغ من العمر 63 عاما، وهو متقاعد ولديه ثلاثة أبناء – هو أول شخص تزرع له هذه المضخة – التي يطلق عليها اسم (جهاز مساعدة البطينين المصغر – MVAD) قبل أسبوعين. وقد عانى تشيفرز من نوبة قلبية في أغسطس، وتدهورت صحته، وكان ينتظر جراحة لزراعة قلب، عندما برزت فكرة تطوعه واستخدام المضخة في حالته. وسافر تشيفرز إلى مستشفى فريمان في مدينة نيوكاسل لبدء العلاج على يد البروفيسور ستيفن شولر. وتحسنت حالة تيشفرز، وبدأ يشعر بأنه أقوى، وقد يغادر المستشفى ليعود إلى بيته الأسبوع المقبل. وقال الجراح إن المضخة – التي تبلغ قيمتها 80.000 جنيه استرليني، وهي أصغر من سابقتها ونظام التحكم فيها أكثر تقدما، ويسمح بتكييفها بحسب حالة المريض وأسلوب حياته – توضع في قمة القلب، وتساعد على ضخ الدم. وأضاف شولر إن هناك آلاف الناس ممن يعانون من أمراض قلب متقدمة، قد يستفيدون من زراعتها بعد أن كان هذا العلاج مقصورا على "علية" الناس فقط. وقال إن هؤلاء المرضى الآن لديهم الخيار في الحصول على هذه الأداة الثورية. وهي من الجيل الرابع من نوعها، وصغيرة الحجم. وتزن المضخة 78 غراما فقط، ويبلغ حجمها حجم كرة الغولف، وهذا نصف حجم سابقتها. وتعمل المضخة ببطاريات توجد خارج بطن المريض، لكنها متصلة بالمضخة بسلك. ويمكن وضع تلك البطاريات في حقيبة توضع حول خصر المريض. وقال شولر "إن مريضنا بحالة جيدة جدا اليوم. وسوف يعود إلى منزله الأسبوع المقبل. وهو يتعلم حاليا طريقة استخدامها، والحفاظ عليها نظيفة، وتغيير بطارياتها". وقال تشيفرز "إنني أشعر بالسعادة جدا، لقد حسنت المضخة من تنفسي، وتمت العملية بنجاح جدا". وأضاف "سعدت بتطوعي هنا، لأن لدي ثقة 100 في المئة في هذا المستشفى الرائع. وأنا أتحسن كثيرا، وأتمشى وأؤدي بعض التمرينات. لكن لا يزال الطريق طويلا، وسأواصل الرحلة". ويعتقد نيل رايتسون، الطبيب المساعد في مستشفى فريمان، أن حجم المضخة يعد خطوة متقدمة جدا في نجاحها. وجاء ظهور المضخة بالنسبة إلى تشيفرز في وقت عصيب حين كان يجلس على مقعده منهارا وفي حالة مزرية، عندما قابله الأطباء لأول مرة في مستشفى بلفاست. وقال رايتسون إن صغر حجم المضخة يجعلها مناسبة للأطفال الذين يعانون من أمراض في القلب. وستمر المضخة عبر عملية طويلة لاختبارها في مراكز طبية حول العالم حيث تزرع في أجسام عشرات من المرضى.