على مدى سنوات وأنا اقرأ واتابع الصفحة الأخيرة من (البلاد) في اعداد تسرد باسلوب مشوق وكلمات تحرك المشاعر وهي تضع أمام القارئ ومعاصر الزمن الجميل اللوحات الناصعة المليئة بالعبر والاعتبار أبطالها عمالقة الجوار للنبي صلى الله عليه وسلم ولقد وفق الله الأستاذ علي الحسون الذي جمع في كتابه بين معاصرة تلك الأيام واختزال الذاكرة لاحداثها وشخصياتها وإن كنت قد عاصرت الأيام الأخيرة منها خصوصاً في حضوري مجلس العلامة شيخ المدينة النبوية سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن صالح آل صالح امام وخطيب المسجد النبوي ورئيس المحاكم والدوائر الشرعية بمنطقة المدينةالمنورة للصلة التي تربطني بابنائه محمد, رحمه الله, والدكتور عبدالرحمن واخوانهم ,مجلس يصبح بأعلام وطبقات المجتمع المدني من العلماء والقضاة ورؤساء البلديات ومدراء الادارات وعلية القوم.والأستاذ علي يكتب وترتسم الصور المتعددة أمامي حول روافد الثقافات وطبائع الناس والطيبة التي كانت يتحلون بها والشخصيات التي منّ الله عليها بالجوار والمجاورة ممن هم خارج المدينةالمنورة وسكنوها واستوطنوا الاقامة والهجرة إليها وقد وصفهم الأستاذ محمد علي حافظ وهو يدشن اخراج الكتاب الوثائقي (شباك الذكريات) ويرصد بريشة الفنان وبتشكيل الحريف مخزون الذكريات والأحداث والذي أود أن اضيف إليه أن رحابة صدر وتواضع الوالد الشيخ عبدالعزيز بن صالح ,رحمه الله, وحبه للناس جعلت افئدة من علماء واعيان الحجاز كلما جاءوا إلى المدينةالمنورة يؤمون بيت ودار الشيخ, رحمه الله, كالعلامة السيد علوي مالكي والشيخ عبدالله خياط والشيخ طه البركاتي وغيرهم وكنا نستمع إلى الدرر وحفاوة الاستقبال والتباسط معهم من قبل الشيخ بن صالح ورفع الكلفة لذلك احبه الناس وحبب إليهم فالثقافات وتنوعها والعادات واختلافاتها واشراقات الجوار والسكينة واشعاعات القرب من الجوار والروضة والقبر الشريف كلها عوامل احتضنت هذه النفوس الطيبة والاخلاق الفاضلة. فالشكر للأستاذ علي الحسون على سفره القيم تدويناً وإخراجاً.