عندما يتغنى بالوطن لابد أن يكون كل الوطن يشنف اذانه لما يسمع ولابد ان تأخذه النشوة الى ما فوق الممكن من الشعور والاحساس فالوطن هو المرتكز.. وهو النبع الصافي الذي يرتوي منه – الإنسان – ذلك الإنسان المخلص والمحب لوطنه. استمع الى عذوبة ذلك الفنان صاحب الصوت الشجي.. المتذاوب في كلمات اغنية: روحي وما ملكت يداي فداهُ وطني الحبيب وهل أحب سواهُ .. وطني الذي قد عشت تحت سمائهِ وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ منذ الطفولة قد عشقت ربوعه إني أحب سهوله ورباهُ وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟ او استمع الى ذلك البهاء في القول وتلك النغمة المعتمدة على الشجن النفسي القادر على أن يتخلل – عصبك – المشدود نحو بلادك فيسبقك الدمع وأنت تشنف كل اذانك من ذلك الصوت الآخر وهو يقول: بلادي بلادي منار الهدى … ومهد البطولة عبر المدى عليها ومنها السلام ابتدا … وفيها تألق فجر الندى حياتي لمجدِ بلادي فدِا بلادي بلاد الإبا والشمم … ومغنى المروءة منذ القدم يعانق فيها السماح الهمم … وفيها تصون العهود الذمم ستبقى بلادي منار الأمم … لتمنع عنها دياجي الظلم باسم المهيمن حامي العلم … وعزم السيوف وهدي القلم وعزم السيوف وهدي القلم فما تكاد تهدأ عواطفك.. وتعمل على لملمتها يأتيك ذلك الصوت كأنه يصور الناغز لعواطفك فيتلبسك احساس غريب وأنت تذهب الى صحاري هذا الوطن وسحابه.. وهاماته فيأتيك.. الصوت مردداً: فوق هام السحب و ان كنتي ثرى .. فوق عالي الشهب يا اغلى ثرى مجدك لقدام و امجادك ورى .. و ان حكى فيك حسادك ترى ما درينا بهرج حسادك ابد انت ما مثلك بهالدنيا بلد والله .. ما مثلك بهالدنيا بلد وأنت في غمرت احساسك بكل هذه المشاعر ليأتيك ذلك الصوت المشبع بالشجن كل الشجن حاضاً لك على أن تواصل بلادك في نداء كل محبة واخلاص: يا بلادي واصلي والله معاك واصلي واحنا وراك واصلي والله يحميك إله العالمين الى أن يمضي في عزم لا يلين: قوة الإيمان بالإيمان والعزم المتين .. يا بلادي يرتقي الإنسان عن إيمان في دنيا ودين .. يا بلادي يا بلادي ألف يهنالك وشعبك لك أمين رايتك تحمل شعارك .. يا بلادي هي في الدنيا منارك .. يا بلادي واصلي والله يحميك إله العالمين فما أن يأخذك هذا النادي لك من عمق الاحساس .. حتى يأتيك ذلك النغم المنساب فيتخلل عواطفك بذلك البهاء في القول.. الذي يمسك عليك أنفاسك: وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟ الى يرتقي بك الى نجومه بكل اقتدار مكين: وطني الحبيب وأنت مؤول عزةٍ ومنار إشعاعٍ أضاء سناهُ .. في كل لمحة بارقٍ أدعو لهُ في ظل حامٍ عطرت ذكراهُ وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟ في موطني بزغت نجوم نبيهِ والمخلصون استشهدوا في حماهُ في ظل أرضك قد ترعرع أحمد ومشى منيب داعً مولاهُ .. يدعو إلى الدين الحنيف بهديه زال الظلام وعززت دعواهُ .. هكذا تغفل سمعك ليوقظها من جديد ذلك البوح الشجي عندما يصافحك وجدانك لا تجد الا المزيد من الاصغاء والمتابعة: بمكةَ صرح الهدى عمرا … ليبقى المزار المنيع الذرى أعز به الله ام القرى … وطيبةَ حيث يضم الثرى رسول السلام لكل الورى … يرى كل شيءٍ بها أخضرا ونجد العرين أسود الشرى … ستبقى لمجد العلا منبرا ستبقى لمجد العلا منبرا نعم ستبقى لمجد العلا منبراً هذه هي الأرض التي تتلهف كل النفوس اليها.. لينعموا في روحانيتها فتعطيهم قوة الاصرار على المضي في الطريق الصحيح.. الذي يعطره عرق الرجال.. وتفرشه رمال الصحراء وروداً: من على الرمضا مشى حافي القدم يستاهلك ومن سقى غرسك عرق دمع و دم يستاهلك ومن رعى صحرا الضما ابل و غنم يستاهلك .. يستاهلك .. يستاهلك حنا هلك يا دارنا برد و هجير .. حنا هلك يا دارنا و خيرك كثير نعم أن خيرها كثير واي خير خارج هذه الألفة التي ينعم بها هذا المواطن وهذا الأمن الذي جعل الذئب.. يسائر الضان في سلام. فيذهب الى ذلك الشاعر وهو يقول بأعلى صوت في ارجاء المعمورة وهي حاملة كتاب الله العزيز: ياللي ناديتي بأعلى صوت وآ مسلمين .. يا بلادي منهج القرآن يا اخوان الصرح المبين .. يا بلادي يا بلادي قد علا شانك وربي لك معين دعوتك للدين قوة .. يا بلادي جمعت شمل الاخوة .. يا بلادي واصلي والله يحميك إله العالمين ليأتيه الصوت من بين جبال مكة ومن جوار بيت المصطفى بنفس النداء ويعطيه قوة التمكين: في مكةٍ حرم الهدى وبطيبةٍ بيت الرسول ونوره وهداه .. بيت الرسول ونوره وهداه وطني الحبيب .. وطني الحبيب .. وهل احب سواهُ ؟ نعم هل يحب سواه انه من عاشر المستحيلات ان يكون هناك وطن غير هذا الوطن يشغل كل مساحات نفسه فهو البلد الذي دعا بشرع الله وحكم رسوله ورفع الرأس على كل الأمم. استمع الى ذلك الصوت – المؤمن – القادر على أن يجعلك تصمت احتراماً لما يقول: من دعى لله وبشرعه حكم يستاهلك .. ومن رفع راسك على كل الأمم يستاهلك ومن ثنى بالسيف دونك و القلم يستاهلك .. يستاهلك .. يستاهلك نستاهلك يا دارنا حنا هلك انتي سواد عيوننا شعب و ملك فلا تستطيع ان تصمت طويلاً وأنت تعيش لحظة التجلي والقسم بالخالق الأوحد فتعطي نفسك قوة الدفع الى الأمام وأنت كلك ايمان عندما يقول: يميناً بخالقنا الأوحد … علينا ونحن رجال الغدِ عهود الحفاظ على السؤددِ … بصدق الرعاية للمهتدي وصدق الرماية للمعتدي … يمينا بلاد الهدى نفتدي علاك ببذلٍ سخي اليد … وعمر يطول بمستشهدِ وعمر يطول بمستشهدِ ليعود من جديد مؤكداً على العهد لمليك العرب والمسلمين في صوت كله شجن.. يمس الفؤاد بذلك النغم.. الناعم البكاء.. انه لمحة من نعم الصبا.. فيأخذك الى حالة من البكاء الرطب المسكون بعاطفة جياشة فلا تملك الا أن تذاوب مع ذلك الصوت الشجي اسمعه وهو يقول بذلك الشجن الحالم: خادم الكعبة الشريفة والمدينة حيث سيد المرسلين بارك الله في خطاك سير والمولى رعاك اليوم ولبكرة على طول السنين رددي أحلى نشيدة .. يا بلادي في حكومتنا الرشيدة .. يا بلادي واصلي والله يحميك إله العالمين إن الوطن هو الذي يسكن قلوبنا ونعطيه مهجتنا حباً واخلاصاً وقدرة على البذل بالدم والنفس انه الوطن.. الوطن.