مصطفى محمد كتوعه التواضع صفة محمودة وسبيل لنقل رضا الله سبحانه وتعالى وقد جعل الله سبحانه وتعالى سنة جارية في خلقه ان يرفع المتواضعين لجلاله وان يذل المتكبرين المتجبرين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تواضع احد لله الا رفعه" اما الذي يسلك مسلك المتكبرين فقد باء بشؤم العاقبة ، يقول الله عز وجل في الآية 72 من سورة الزمر (فبئس مئوى المتكبرين). ان التواضع صفة من صفات المؤمنين والمؤمنات وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الالتزام بها وحض المؤمنين على الابتعاد عن التكبر الذي ينتهي بصاحبه الى الدرك الاسفل من النار لان التواضع في غير مذلة ولا مهانة خلق يليق بالعبد المسلم اما الكبر فهو ليس له ولا ينبغي لمثله لان الكبر صفة من صفات الربوبية ولا يليق بالعبد الفقير الى مولاه فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي، والعظمة ازاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم بكمال خلقه بما لا يحيط بوصفه البيان وقد وصفه ربنا عز وجل في كتابه العزيز بقوله تعالى في سورة القلم الآية 4: (وإنك لعلي خلق عظيم) فقد كان صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى للتواضع بأقواله وافعاله فكان يجالس الفقراء والمساكين ويصغى اليهم ويجيب دعوة العبد وينصت للامة فلا ينصرف عنها حتى تنصرف وكان صلى الله عليه وسلم يجلس في اصحابه كأحدهم بل يشاركهم العمل ما قل او كثر وقد وصف ابو سعيد الخدري رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "متواضعاً في غير مذلة". وعن تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ومع زوجاته قالت السيدة عائشة رضي الله عنها "كان يخصف ويخيط ثوبه ويعمل بيده كما يعمل احدكم في بيته وكان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه" وكان صلوات ربي وسلامه عليه يدخل السرور الى قلوب زوجاته امهات المؤمنين ما وجد إلى ذلك سبيلا كما كان يكرمهن وينزلهن مكانتهن. وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم الى التواضع وحث عليه بقوله : "إن الله اوحى اليّ ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا ينغي احد على احد" قوله "طوبى لمن تواضع في غير منقصة وانفق مالا جمعه في غير معصية ورحم اهل الذل والمسكنة وخالط اهل الفقه والحكمة" الى غير ذلك من الاحاديث التي تبين ما لفضيلة التواضع من اثر كبير في حياة الانسان وفي تعامله مع الاخرين فلنبادر الى التخلق باخلاق سيد المرسلين والاقتداء بسيرته فقد كان المثل الاعلى للتواضع والاخلاق الكريمة الفاضلة التي تنجي صاحبها من عذاب النار. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تبارك وتعالى : من تواضع لي هكذا - وجعل يزيد باطن كفه الى الارض وادناها - رفعته هكذا - وجعل باطن كفه الى السماء ورفعها نحو السماء". والنبي صلى الله عليه وسلم كان في حاجة اهله يرقع ثوبه ويخصف نعله. وفي المسند عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال في خطبة له : "إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر ، وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير". وفي البخاري عن ابن عباس انه سمع عمر رضي الله عنهم يقول على المنبر : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم فانما انا عبد فقولوا : عبدالله ورسوله". ومن صور تواضعه صلى الله عليه وسلم : أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد فقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا ماتت قال : "أفلا كنتم اذنتموني"؟ فكأنهم صغروا أمرها فقال : "دلوني على قبرها" فدلوه ، فصلى عليها ثم قال : "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم" فجاء قبرها فصلى عليها (البخاري ومسلم). للتواصل 6930973