* هكذا قال المستشار الأسري والكاتب الدكتور خالد بن سعود الحليبي عند استضافته في أحد البرامج الحوارية. * وهذا ما لفت نظري حقيقة خاصة ونحن نشاهد نمواً في عدد الجامعات السعودية، الحكومية منها والأهلية، في عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وصل عددها قرابة 34 جامعة سعودية. * وكلنا يعلم أن دور الجامعات ليس تعليميا فقط أو تخريج طلبة لسوق العمل فحسب، بل هي شيء أكبر من ذلك هي الحاضن لجميع أفراد المجتمعات وهي الراعي والشريك الرسمي في إدارة مشاريع الأسرة والمجتمع. * يقول الحليبي: نحن نعاني عند مخاطبتنا للجامعات في عدم الرد أو التجاوب وكنا نطلب فقط عدد أربعة من أعضاء هيئة التدريس لإقامة المحاضرات والندوات. * أي بمعنى آخر يكتفي الأستاذ أو الدكتور بما يلقنه ويدرسه للطلبة في القاعات والفصول الدراسية وغير ذلك لا يمت له بصلة. * أعتقد بل أجزم أن كل فرد منا له رسالة يقوم عليها منذ ولادته وحتى مماته. والذي لا يفكر إلا في نفسه وراتبه آخر الشهر هو نبات غير صالح للأرض. * هناك العديد من القضايا التي تهز المجتمعات العربية والخليجية كظاهرة هروب الفتيات والعضل والطلاق والأطفال اليتم والرضع والمشاكل الأسرية والزوجية بصفة عامة. * الدراسات المسحية والأبحاث العلمية لم تقصر في كشف الخلل والتنبيه له بل حتى قامت بوضع النقاط فوق الحروف وشكلًتها ولوًنت الصفحات وبرزت الجداول والبيانات والأرقام أي فعلت كل ما بوسعها وأنتم تقرؤوا عن ذلك كثيرا. * لكننا نريد حلولا بعيدة المدى وليست قصيرة أو رمزية، ونريد شراكة تفاعلية جادة، ونريد تواصل واتصال ما بين الأسرة والمجتمع ولا يتم ذلك بالطبع دون المبادرة الحقيقية من قبل المختصين والمسؤولين في الجامعات والمعاهد والمؤسسات المدنية. * لدينا في المملكة وزارة للشؤون الاجتماعية وهي لم تقصر بشيء تقوم بإيصال النفقات المالية كالضمان الاجتماعي والاستشارات الأسرية والمساعدات اللوجستية المجتمعية التي تخص الأرامل والمطلقات والأيتام وما شابه ذلك. * لكن الدكتور الحليبي كان له رأيا آخر فطالب بوزارة للأسرة السعودية لأنه وكما يقول أن الاستقرار الأسري هو استقرار للأمن والدين والوطن وهي النواة الحقيقية التي ينطلق من خلالها الشاب أو الفتاة للمشاركة في البناء والتنمية المستديمة والتي أحد عناصرها المجتمع أي الأسرة. * إن المسؤولية الاجتماعية أو الشراكة المجتمعية عمل إنساني بحت، وهي لأصحاب الضمائر الحية التي تتطوع وتبادر وتفعل الخير ولا تريد جزاءا أو شكورا. * أما من يلتفت أو يبحث عن الكاميرات والفلاشات والشعارات ويطلب المال من أجل أن يخدم وطنه ومجتمعه فلا مكان له فيه. * ولا أنسى أن أعرج على دور الأسرة الهام والتي ينبغي عليها أن لا تنتظر من أي جهة أن تدخل الوعي والثقافة إليها بل عليها أن تكون على قدر من المسؤولية وأن تحرص على أبناءها تربيةً وتعليم وأهمس في أٌذني الأب والأم وأقول لهما أنكما العمود الفقري في استقامة اعوجاج الانحرافات الأسرية. * وأختم بتساؤل للدكتور الحليبي عن الشراكة المجتمعية التي ترفعها بعض الجامعات السعودية أين هي؟.