سوف أتحدث اليوم عما يعتبره علم الشخصية من الأزمات البشرية المستدامة وما تسمى علمياً (Stereotype) والتي يمارسها غالبية الأفراد والشعوب غير المفكرة أو ضعيفة البحث لأنها أبسط طريقة لخداع النفس والآخرين بمعرفة موضوع ما والقدرة على إبداء الرأي فيه من خلال ترديد ما يتداوله المؤثرون في حياة الفرد أو من هو معجبا بهم. التفكير النمطي هو المحرك والمرشد العام لقبيلة المقلدين والمتبعين لما تهوى أنفسهم دون البحث حتى عن مبررات مقبولة عقلياً وعملياً لهذا التوجه الذي قد يتحول إلى عقيدة يعتبرها الفرد والجماعة كنوع من الالتزام النفسي لخدمة القطيع الذي نشأ على فكره وهو المسبب الرئيسي للشجار والشحناء التي نشاهدها في مواقع التواصل الاجتماعي العربية خصوصا. من الممارسات الواضحة هذه الأيام للصورة النمطية ما يردده الكثيرون قبل وبعد وصول القائد العسكري المشير عبد الفتاح السيسي لسدة الرئاسة المصرية، فالحديث عن عودة حكم العسكر تجده كله كلاما قديما ومستهلكا يكرره الناس بدون قياس، فهتلر ليس القذافي ولا توجد علاقة بين هؤلاء العسكر والسيسي سوى الزي العسكري، وهنا تتضح ضحالة التفكير النمطي الذي لا يفرق بين الأمور لاعتماده الدائم على القشور التي تتشابه في التقييم السطحي، وبناء عليه لا يعني تدني نسبة حمدين صباحي أنه خاسر فقد يؤسس معارضة ناجعة. الرئيس السيسي الذي أعتبره منقذ المنطقة من تبعات الشرق الأوسط الجديد فسانده شيخ الخليج عبد الله بن عبد العزيز وأغلب اشقائه، هم نجحوا لأنهم لم يتبعوا التفكير النمطي الذي تتبعه شريحة من العرب بحسن أو سوء نية، ولهذا تجد النمطي لا يعي حقيقة أن الرئيس السيسي لن يكون العسكري الذي يتصوره خياله الكسيح، لأن الزمان والناس غير تلك الازمان والنقد يكون على الأداء وليس الزي، الدليل أن مرسي الغلبان طلع أخطر من الثعبان بالبرهان وليس لأنه من الاخوان ولهذا يعيش كثير منهم في مصر والخليج خارج اللومان. الصورة النمطية تؤثر على المجتمعات العربية بشكل فاحش وأجدها أحد مسببات الطائفية، العنصرية، المناطقية ...الخ لأن الشخص النمطي يحكم على الناس بناءً على ما سمعه أو شاهده لمرة واحدة أو أكثر فيجعل تقييم الأشخاص لديه/لديها موحد بناء على قوالب فكرية صدئة لأنها قديمة ولا يسمح لنفسه بالاستفسار أو حتى الاستماع لما قد يجعله يفكر بواقعية، من هنا وجب على كل شخص يسعى الى تطوير نفسه وبالتالي حياته الخاصة والعملية أن يعترف بممارسته للفكر النمطي لكي يبدأ عقله في تغير الطريقة السقيمة والتحول إلى عالم التحقق بالبرهان وعدم الحكم على الأشخاص بمنظار النمطية سواء بالسلبية أو بالإيجابية. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا