الحراك الثقافي يحتاج إلى علاقة تكامل بين من يحملون على عاتقهم مهمة النهوض به، فلا يكون لأحد فضل على أحد إلا مافضل الله به الناس بعضهم على بعض في الوعي والفطنة.والمرأة شريكة أساسية في هذا الحراك ولها وعليها بالضبط ماللرجل وما عليه، وهذا مايجب أن تدركه المرأة قبل الرجل فلا فضل للرجل على المرأة ولا ميزة في الحراك الثقافي بل على العكس الرجل في الغالب عطّل دورها الحضاري في الحراك واستهان فيه وفيها، ولا أدل على ذلك إلّا تلك التصريحات التي تبزغ شمسها بين الحين والآخر بأن (المرأة أقل من الرجل كفاءة في مجال الكتابة)!. وهذا الاستعلاء كان نتيجة طبيعية بعد الرضوخ الذي أعلنته المرأة بشكل مباشر وغير مباشر للرجل.فتمكن من الثقافة وقاد وعيه ومن ثم الحراك الثقافي، وهي بقيت منزوية تصفق له من بعيد مُتخلفة عنه وعن وعيه، وتدين له بكل ماتقدمه من فكر ووعي لأنه بطبيعة الحال الأستاذ لها فهو من سبقها بمسافات ضوئية ثقافية، ولا عجب من وفاء المرأة للرجل الذي ترى فيه القدوة الحسنة الغريب استمرارها في الخضوع تحت لواء حراكه الثقافي وكأنها لا تؤمن بمقدرتها على قيادة الحراك، خضوع المرأة الأدبية للرجل الأديب تواضع في غير محلّه، وبسببه أنكر عليها قدرتها وثقتها في قيادة الحراك الثقافي واقتنعت هي بهذا،ويتمثل هذا فيما تقوم به من التقليل من شأنها إذا مدحها فتقول تعقيبًا على إشادته باسم المجاملة تارة، وباسم رد الثناء بثناء يوازيه (بعض ماعندك) أو (قليل من كثيرك). خفض جناح المرأة للرجل في مجال العمل والموهبة عرقل قيادتها للحراك لهذا في الغالب لا يمكن أن تقود الحراك الثقافي المرأة أو تسمح لأخرى بذلك لأنها ترى الرجل أفضل منها ثقافيًا، وأجدر على صنع المناخ الحضاري الأدبي، والحقيقة أن الحراك الثقافي ليس حربًا حتى يقودها بالضرورة رجل، إنما هو حب وسلام ورقي ورفعة وهذه الأمور من خواص المرأة لهذا هي شريكة في إدارة عجلة الثقافة. في الجزائر آمن الرجل بدور المرأة وفسح لها مجالها المسلوب فظهرت (أحلام مستغانمي) فطار صيتها وحلّق اسمها، والجميع بمن فيهم أدباؤنا ساهموا في أن يبقى صيتها مُحلقًا، وهي بلا شك تستحق، ولا بد أن الوطن فيه من تستحق، وطالما نجحت واحدة فلا بد أن هنا وهناك من توازيها أو تفوقها. في الحراك الثقافي والفني دعمت المرأة القوية المؤمنة بدورها والواثقة في إرادتها ووعيها الرجل وعلى سبيل المثال (فاتن حمامة) قدمت للسنما (عمر الشريف) أيضا (منى زكي)قدمت للكومديا سيدها الآن( أحمد حلمي).وعلى صعيد الشعر قدمت الشاعرة (شيخة الجابري) للساحة أسماء شعرية ذكوريّة، وسلطت الضوء عليهم من خلال المجلة التي تُعد عددًا من صفحاتها. والأمثلة أكثر من أن تحصى، ولكن في هذا مايثبت أن المرأة شريكة في الحراك الثقافي.