حاويات شحن مزودة بنظام GPS    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    ضبط 23194 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 500 مليون دولار للجمهورية اليمنية    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عميد السلك الدبلوماسي العربي في المانيا يفتح خزانة أفكاره للبلاد .. (والدي باع ساعته الذهبية الوحيدة) حتى أتمكن من دراسة الطب في المانيا
نشر في البلاد يوم 18 - 01 - 2014

شاكر عبدالعزيز تصوير: خالد الرشيد .. أضواء على الجانب الآخر اليوم مختلفة تماماً عن كافة الحلقات السابقة ودعوني في البداية أشهد أمام الله أنني أحب هذا الرجل من كل قلبي.. وله ولوالده معزة خاصة في نفسي لا يمكن أن أنساها.. ضيفنا اليوم طبيب ناجح ومدير جامعة ووزير للصحة وهو في المحطة الرابعة من حياته عميد للسلك السياسي العربي في المانيا. ضيفنا معالي الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي فتح خزائن أفكاره لصحيفة (البلاد) ولكاتب هذه السطور ليروي أدق التفاصيل التي لا يعرفها الكثيرون.. ودعوني أروي لكم أن الحوار لم يكن كله (وردياً) بل تخللته (دموع الوفاء) والفراق للوالد وللابن عبدالمجيد الذي اختاره الله إلى جواره نتيجة حادث أليم حدث في مدينة جدة.. حوارنا اليوم مختلف عند البدايات والدراسة في المانيا وكيف عاد إليها أسامة شبكشي سفيراً للمملكة يرمم الجسور بين المملكة والمانيا.مشوار طويل خاضه الوزير أسامة شبكشي وزير الصحة السابق وكيف استطاع أن يدرس الطب على نفقة والده الذي باع ساعته الذهبية ليكمل ابنه تعلم الطب في المانيا.. دعوني اطرح أسئلتي على ضيف حوارنا الكريم لنتعرف على مرئياته كسفير وكوزير ومدير جامعة وطبيب لنبدأ الحوار: نبدأ بآخر محطة فيها معالي الدكتور أسامة عبدالمجيد شبكشي صف لي الحياة في المانيا الآن وهل تغيرت بعد أن أصبحت سفيراً للمملكة هناك منذ كنت طالباً تدرس الطب فيها؟ - نعم تغيرت كثيراً المانيا عما كانت عليه في الفترة السابقة حيث ان الحياة الاقتصادية أصبحت صعبة جداً كما أن المانيا توحدت وهناك عبء مالي إضافي تقوم به المانيا الغربية تجاه المانيا الشرقية حتى الآن في سبيل اتمام الوحدة، وهذا الأمر أدى إلى أن الالمان اصبحوا دقيقين من الناحية المالية، وأصبحوا حذرين في الوقت نفسه عما كانت عليه المانيا في الفترة السابقة أضف إلى ذلك أن هناك عوامل اجتماعية أدت في المانيا الشرقية أن يكون الوضع الاجتماعي في المانيا الشرقية أقل بكثير من الوضع في المانيا الغربية لكن هناك دولة تمثل أكبر اقتصاد في أوروبا وهي عن طريق الاقتصاد تتحكم في السياسة الأوروبية. 2041 طالباً وطالبة في المانيا: كم عدد المبتعثين من الشباب السعودي في المانيا الآن وتشرف عليهم السفارة؟ - لدينا في المانيا حوالى 2041 طالبا وطالبة وهم يدرسون في مجالات الطب حوالى 600 طالب وطالبة يدرسون الطب، ويدرسون الهندسة والاقتصاد والكهرباء ويدرسون الفيزياء وهؤلاء الطلاب والطالبات يدرسون في مرحلة البكالوريوس ومرحلة ما بعد البكالوريوس في الدراسات العليا. خدماتنا لابنائنا الطلاب: ماهي أنواع الخدمات التي تقدمها سفارتنا في المانيا بقيادة السفير أسامة شبكشي لهؤلاء الطلاب؟ - أولاً أسامة شبكشي ليس قائداً بل واحداً من جنود السفارة السعودية في المانيا ونحن نقدم لهؤلاء الطلاب كل الخدمات التي نقدمها للمواطن السعودي سواء كان طبيبا أو مريضا أو كان زائرا أو تاجرا ونحن نحرص على تسهيل اقامته في المانيا وحمايته والاهتمام به والحرص على عدم عمل عقود غير شرعية والدفاع عنه في حالة إذا كان هناك نزاع وصل إلى المحاكم الالمانية، وبالنسبة للطلاب نسعى لايجاد قبول لهم في المؤسسات التعليمية المعترف بها - وإذا - كان هناك مريض فنحن نحرص على ايجاد علاج دقيق وصحيح له وليس علاجا (غير مجدٍ) كما اننا نحرص على أن يحصل هؤلاء المرضى على أسعار في العلاج في المستشفيات بنفس القيمة التي يحصل عليها الالماني. الصدمة الحضارية لطلابنا: ماهي أبرز المشكلات التي تواجه الطلاب الذين يدرسون في المانيا؟ - هناك مشكلات عدة.. أولا الطلاب الذين يحضرون إلى المانيا يكونون من قرى وهجر صغيرة في المملكة بحيث يحدث لهم ما هو متعارف عليه باسم (الصدمة الحضارية) لذلك نجد أن الوعي لدى هؤلاء الطلاب دون الوعي المطلوب وهؤلاء الطلاب في الواقع اعمارهم صغيرة ما بين 19 و20 سنة ويكون النضج لديهم غير كامل فلذلك نجد هؤلاء الطلاب لديهم صعوبة في استيعاب اللغة الالمانية.وضرب معالي الدكتور أسامة شبكشي مثالاً لذلك قائلاً:" الطالب عندما يكون في الطائرة يقف ويؤذن لصلاة العصر ويقف لتأدية صلاة العصر وهو واقف ويمكنه أن يؤدي ذلك وهو جالس في مكانه أو بعض الطلاب تصرفاتهم غير سوية في بعض المحلات العامة.. هذه الموضوعات يجب أن يكون فيها تحضير قبل الوصول إلى المانيا. وسألت السفير شبكشي وهل تقومون بالتوعية لهؤلاء الطلاب؟ - فأجابني على الفور:"نقوم بالتوعية عن طريق وزارة الخارجية وعن طريق إدارة البعثات، وعن طريق وزارة التعليم العالي قبل وصولهم إلى المانيا وبعد وصولهم إلى المانيا لكنني اقترح في هذا الموضوع أن يستمر الطالب لمدة سنة كاملة في المملكة لتعلم اللغة الالمانية ويتم تهيئتهم ذهنياً وفكرياً عن كيفية المعيشة في المانيا حتى إذا ما وصلوا إلى المانيا يكونوا قد نضجوا واستوعبوا اللغة الالمانية والعادات والتقاليد الالمانية ومن ثم نتلافي هذه الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الطالب. علاج المواطن السعودي في المانيا: أود أن أتعرف على جهودكم في تسهيل حصول المواطن السعودي على علاج ناجح في المانيا من واقع خبرتكم السابقة كوزير للصحة في المملكة؟ - أولاً أحب أن أؤكد أن مجلس الوزراء الموقر وخادم الحرمين الشريفين،يحفظه الله،وافق مشكوراً على الملتقى الذي اقامته سفارة المملكة في برلين لمعرفة مدى إمكانية رفع المكافأة التي يحصل عليها المواطن المريض والمواطن المرافق للمريض أثناء تواجده في المانيا للعلاج وتفضل مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ،يحفظه الله ويرعاه، ومجلس الوزراء الموقر على رفع المكافأة النثرية من (ثلاثمائة ريال) إلى (ستمائة ريال) كما أنه وافق مشكوراً على أن تصرف هذه المكافأة النثرية طوال تواجده في المانيا إن كان في المستشفى أو خارج المستشفى مما أدى إلى أن هناك (بحبوحة من المال) موجودة لدى المواطن وقلت كثيرا شكواه عما كان يحدث من قبل، كما ان السفارة تحرص على التنسيق مع الملحقية الصحية في المانيا على ان تكون المستشفيات التي تتعامل معها (مستشفيات جادة) علمياً وطبياً لا تسعى الى استغلال واستنزاف المواطن السعودي بتواجده مدة أطول ولا تكون الاسعار المعطاة له خيالية بادعاء انه (اجنبي) وان يكون العلاج تحت رقابة الاطباء السعوديين، حيث ان السفارة اقترحت ان تكون هناك فرصة متاحة للطلاب المبتعثين والذين يدرسون في المراحل النهائية للاشراف على هؤلاء المرضى من طرفين أن يتحدث نفس لغة المريض ويعرف عادات وتقاليد المريض وأيضا الطبيب يزداد خبرة ويكون مراقباً للجهة التي يعمل بها. المانيا معالي الدكتور ماهي أكثر مجالات الطب المتقدمة فيها؟ - أكثر مجال متقدمة فيه المانيا هو جراحات أمراض القلب والعظام وأمراض (الجينات) وتعتبر رائدة في العالم في هذه المجالات. أربع محطات رئيسية: هناك أربع محطات رئيسية في حياة معالي الدكتور أسامة شبكشي وهي (أسامة شبكشي الطبيب ومدير الجامعة ووزير الصحة والسفير) أرجو التحدث عن هذه المحطات في حياتك باختصار والمحطة الأكثر تأثيراً في حياتك؟ - أود أن أؤكد أنني المواطن أسامة شبكشي المسلم.. ولقد شرفني المولى أن أكون (مسلماً) وأن أكون (سعودياً) والمحطات التي مررت بها في حياتي كما تفضلت وذكرتم أربع محطات وكنت طالباً ولازلت (طالباً) اطلب العلم وارجو من الله التوفيق ولاشك ان عملي كطبيب (مهنة إنسانية) وهي أن ترى بسمة على وجه أحد المرضى فهي لا تقدر بثمن وبذلك أنا أحاول أن تكون الناحية الطبية عندي لها أولوية ولازلت أمارس الطب حتى في المانيا وأنا سفير للمملكة في المانيا، وهناك مستشفى جامعي اشارك فيها واذهب إليها أسبوعياً لرعاية مرضانا السعوديين واقيم الحالات المرضية واراجع التقارير الطبية على هذا الأساس لأنني تخرجت من المانيا ودرست في المانيا وهناك تعاون كبير جداً في هذا الموضوع. أما عملي كمدير جامعة مما لاشك فيه كان عملي فيه ولله الحمد ايجابي حيث انني تشرفت بأن أكون في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز وتعلمت منها (كثيراً) من أساليب الحياة الاكاديمية وتعلمت في دهاليز الجامعة، وترقيت في المجلس العلمي للجامعة إلى أن تبوأت المنصب الذي رآه مناسبا لي ولي الأمر.. حينما تشرفت بأن أكون مديراً للجامعة ولم امض في الجامعة إلا سبعة عشر سنة كان آخرها منصبي مديراً للجامعة لمدة 17 شهراً وكانت هذه المرحلة هي مرحلة بناء تحولت فيها الجامعة إلى خلية نحل بشهادة الجميع. ثم انتقلت بعد ذلك إلى وزارة الصحة كوزير للصحة لكي اتحمل عبء ديون بلغت في مجملها 75 ألف معاملة مالية ديون على وزارة الصحة بمبالغ مالية تقدر (بثمانية آلاف مليون ريال على الوزارة) في الوقت الذي كانت ميزانية وزارة الصحة (6900) مليون ريال ولكن بفضل من الله وبجهود خادم الحرمين الشريفين وجهود الاخوة الوزراء المعنيين في المالية وفي البترول والخدمة المدنية استطاعت الوزارة أن تسدد الديون المستحقة عليها لمدة 24 سنة إلى الوراء وقد كنت في ذلك الوقت في زيارة لمستشفى الملك خالد في الخرج واذا بامرأة تتبعني من مكان لآخر وعند خروجي من باب المستشفى اخذت بعنقي وقالت لي:" ياولدي لي عندكم دين" فسألتها ماهو الدين؟ فقالت لي زوجي توفى منذ سبعة عشر سنة ولي في ذمتكم ثمانية آلاف ريال فجلست على الأرض أبكي، فظنت انني كنت أبكي من منطلق المبلغ المطلوب فقالت لي:"أنا سامحتكم في رد هذا المبلغ"، وقلت لها إنني أبكي أن سأواجه ربي بهذه الخاطرة وفي اليوم ذاته يشاء القدر أن أكون في مكتبي بالوزارة واذا برجل بريطاني الجنسية تابع لإحدى شركات الأدوية يقول إن شركته لن تساعدنا في امدادات الشاش والقطن في الحج وذلك لأن علينا دينا بلغ ثلاثين مليون دولار فوعت نفسي ألا تفوت هاتين الحادثتين إلا وأن أعيد تصحيح الأوضاع المالية في الوزارة، وبفضل من الله وبدعم من خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية تمكنا من تسديد جميع الديون حتى أن الوزارة كانت تكتب في الصحف ليأتي إلينا الناس ليأخذوا أموالهم. وسمو ولي العهد في ذلك الوقت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حفل تكريمي أشاد بأن هذه الوزارة ليس عليها دين ريال واحد. ثم انتقلت إلى مسار وظيفي آخر عندما شرفني الملك فهد بن عبدالعزيز (طيب الله ثراه) بأن أكون مستشارا خاصا لمقامه الكريم قبل أن انتقل للمحطة الأخيرة وهي مرحلة الدبلوماسية كسفير في المانيا الغربية. والحقيقة أن اكثر هذه المواقع قرباً إلى نفسي هي أن أكون: (مواطناً مسلماً). ماذا يقول لهؤلاء: أستاذي الفاضل ماذا تقول لهؤلاء: معالي السفير فوزي عبدالمجيد شبكشي؟ -(اسمحو لي انني رغم معرفتي الوثيقة بمعالي الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي إلا انني يبدو وقد اثرت لديه بعض (المواجع) فوجدت الدمعات الزكية في عينيه وأنا لم اتمالك نفسي تجاه هذه المشاعر الفياضة) واستجمع معاليه الكلمات وقال رداً على سؤالي وقال لي:" أحييه وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يطيل في عمره وأن يعطيه الصحة والعافية".قال لي ذلك وهو يبكي بوضوح وعقبت على هذا الموقف وأنا أقول:"أعرف مدى حب الوالد لكما وكم كان يدعو لكما باستمرار بالتوفيق والنجاح:. وماذا تقول للسيدة الفاضلة ابنتكم؟ - ادعو لها بالتوفيق والنجاح. موقف لا ينسى مع الوالد: اذكر لي موقفا لا ينسى مع الوالد أستاذنا عبدالمجيد شبكشي (يرحمه الله)؟ - المواقف كثيرة وسأروي لك أحد المواقف حينما عدت من المانيا بعد الانتهاء من دراستي للطب هناك وانا في هذه المرحلة لم ابتعث من قبل الدولة وانما سافرت على حساب والدي وكان والدي قد سافر إلى الرياض للتوسط لكي أسافر للدراسة في باكستان وذهب إلى الرياض لهذا الغرض لمقابلة أحد المسؤولين ولكننا لم نجد هذا المسؤول وعدنا إلى جدة واصابنا هذا الموضوع باحباط شديد (فباع والدي ساعته الذهبية) الوحيدة لكي يوفر لي مصاريف السفر وطالب مني أن أكون (جاداً) في الدراسة وحينما عدت من المانيا ومعي شهادة التخرج كان في مكتب والدي في جريدة البلاد الملحق الثقافي الالماني وليد السمرا وكان يتحدث اللغة العربية، أخذ والدي الشهادة واعطاها لوليد ليقرأها فوقف الرجل وارتاع والدي ماهو الموقف وسألني هل نجحت؟ فتبسمت له واذا بالملحق الثقافي الالماني يقول
له إنه لم ينجح فقط بل كان الأول على دفعته.. وكانت أكبر هدية لوالدي وقال لي :"بيض الله وجهك" (حكى لي الدكتور أسامة هذا الموقف وهو في غاية التأثر) وحاولت التخفيف على معالي الدكتور أسامة شبكشي من الذكريات الأليمة الباكية وقلت له إن الوالد عندما كان (رائق المزاج) كان يضحكنا من القلب حتى أن الأمير عبدالله الفيصل (يرحمه الله) كان حريصا على أن يأتي إلى البلاد ليصحبه معه الى مجلسهم الصباحي بجوار مدرسة الفلاح للسمر والفكاهة حوالي ساعة كل يوم. واجابني الدكتور أسامة عبدالمجيد شبكشي قائلاً:"لقد ورثني الوالد،يرحمه الله،كثرة البكاء". هم من خلال أبنائهم: لقد دخل علي في يوم ما الابن الغالي الفقيد (عبدالمجيد أسامة شبكشي وقال لي أنا عبدالمجيد أسامة شبكشي واجريت معه حواراً في (البلاد) نشرته تحت عنوان (هم من خلال ابنائهم) وكتبت مقالاً لا ينسى في الزميلة (عكاظ) هل مازال هذا الموضوع أنت متأثر به؟ - هذا المقال أذكره وكان بعنوان (الفراق المر) ولا يمكن لأب ملتاع مكلوم أن ينسى ابنه ومن يدعي غير ذلك فهو غير صادق ولكن الحياة تسير وأحمد الله على أن الله منّ علي بابني فترة من الزمن وعلى الإنسان أن يشكر الله ويطلب له الغفران والرحمة من رب العالمين. وصية الأمير سلمان: ماهي الوصية التي أوصاكم بها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بحضور الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أنت وبقية سفراء المملكة خارج المملكة؟ - الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد يحفظه الله كان بنا رفيقاً وأوصانا بالمواطن السعودي في الغربة والاهتمام به والاهتمام بمصالحه وبصحته وبوضعه وترتيب عملية اقامته في الخارج، ومتابعة دراسته والمواطن السعودي الموجود في الغربة علينا أن نكون أباً وأماً له وأن نكون حاضنة له ولعائلته طوال وجوده في الغربة وهذه الوصية أوصانا بها سموه الكريم لجميع السفراء الذين حضروا اللقاء. موقف الوزارة الصعب: ما هو الموقف الصعب التي مررت به خلال عملك كوزير للصحة؟ - أصعب موقف مررت به كوزير للصحة موقفي مع طفل في المنطقة الشرقية كان لديه مرض (عضال) في حاجة إلى مبلغ من المال لشراء الدواء من الدنمارك بمبلغ 800 ألف دولار ولم يكن في خزينة الوزارة آنذاك إلا (ألف ريال) ولكن في هذه الفترة تولى الملك فهد بن عبدالعزيز سدة الحكم (طيب الله ثراه) وحصلت على هذا المبلغ وشراء الدواء وإرساله لهذا الطفل لعلاجه. أهم الأصدقاء: من هم أصدقاؤك؟ - أصدقائي ولله الحمد كثر هناك أصدقاء كانوا معي في الجامعة منهم الدكتور سراج ميرة ود.حسان فطاني والدكتور فريد زواوي والدكتور أسامة طيب والدكتور فؤاد عزب وغيرهم كثر. كيف تقضي وقت فراغك؟ - دعني في البداية أذكر لك واقعة: (عندما كنت وزيرا للصحة حل علينا شهر رمضان المبارك وذهبت إلى خادم الحرمين الشريفين في ذلك الوقت الملك فهد بن عبدالعزيز ,يرحمه الله،لكي أهنئه بحلول شهر رمضان المبارك وكان سؤاله ماذا أريد منه فقلت جئت لاهنئكم بشهر رمضان إلا أن جلالته (أصر)أن اخبره بما نحتاجه فاخبرت مقامه الكريم بِأن مستشفى الشميسي في الرياض (آيل للسقوط) وأن والده،رحمه الله،هو الذي قام ببنائها فسألني ماذا تريد؟ وجلست أفكر لدقائق هل أطلب خمسة ملايين ريال هل أطلب عشرة ملايين وهو مبلغ كبير فترددت كثيراً أطلب (5) أم (10) ملايين واذا بالخاطر يجعلني أقول لهإنه اكرم مني وأن مقامه أعطف مني فتفضل مشكوراً بالتبرع بمبلغ اضعاف اضعاف المبلغ المشار إليه وكان هذا المبلغ يكفي لإعادة بناء المستشفى ومركز الكلى والقلب وإعادة هيكلة المستشفى من جديد. واعدت السؤال من جديد كيف تقضي وقت فراغك في المانيا؟ - ليس لدي وقت فراغ (الويك اند) في المانيا تعتبر أيام عمل في المملكة وأنا مرتبط بأيام العمل في المملكة العربية السعودية وتعلمت في حياتي أن استفيد بيوم الاجازة اصحوا لأصلي الصبح حاضرا واقرأ القرآن الكريم ثم اذهب إلى السفارة في الساعة السابعة صباحاً حيث أدخل مع الخدم إلى السفارة وأبدأ عملي من السابعة حتى التاسعة في مراجعة الأمور المالية، وبعد التاسعة أبدأ العمل بالنسبة للأمور العربية وفي الثانية عشرة ظهراً ابدأ بمقابلة الموجودين في السفارة لو كان لديهم طلبات أو مشكلات للمساهمة في حلها ولدي أيضا 3 أيام (يوم مفتوح) اقابل فيه المواطنين السعوديين إضافة إلى مقابلة المسؤولين الالمان بالاضافة إلى أنني عميد السلك الدبلوماسي العربي ولدي التزامات وارتباطات مع 22 دولة عربية كل ذلك بالإضافة إلى المرضى السعوديين الموجودين في المستشفيات الالمانية اقوم بزيارتهم، وأيضا الطلاب السعوديين الموجودين في الجامعات اقوم بزيارتهم وأيضا اقوم بزيارة بعض الطلاب الموقوفين أو المسجونين هذا هو برنامج عملي في المانيا. خطوات متقدمة في العلاقات: * ما هو شكل العلاقات السعودية الالمانية في الوقت الحاضر بتقييم معاليكم؟ - رغم أنني لا أريد التحدث عن نفسي واذكر أنني عندما ذهبت إلى المانيا كسفير للمملكة هناك (كانت العلاقات السعودية الالمانية) سيئة للغاية مجمدة ولم يكن هناك سفير لمدة طويلة وكانت هناك مشاكل مع أكاديمية الملك فهد في بون وكان هناك ديون كبيرة جداً متراكمة على السفارة السعودية للمستشفيات الالمانية وعلى السفارة السعودية مبالغ لم تسدد وكانت نظرة الخارجية الالمانية للسفارة السعودية (دونية) وبفضل من الله وبفضل الدعم الذي حصلت عليه السفارة السعودية من قبل وزارة الخارجية السعودية والمقام السامي الكريم تمكنا من إعادة المصداقية للسفارة وإعادة الاعتبار للسفارة وأزلنا المشاكل التي كانت موجودة أمام اكاديمية الملك فهد في بون وأصبحت الاكاديمية منفتحة الآن على الجمهور الالماني حتى أن (القساوسة الالمان) دافعوا عن اكاديمية الملك فهد ضد مظاهرات (قبط بون) بالإضافة إلى ذلك يشرفني أن اقول لكم إن السفارة السعودية تعتبر أقوى سفارة موجودة في المانيا حتى أن رئيس الجمهورية الالماني الأول والثاني والثالث زاروا السفارة ووزير الخارجية زارها أكثر من مرة وعلاقة السفارة السعودية الآن بالحكومة الالمانية متميزة، وعلاقتنا مع وزارة الخارجية الالمانية متميزة وهناك تعاون وتنسيق بين الحكومة السعودية والحكومة الالمانية في جميع المجالات، وهناك رضاء كامل بالنسبة لعمل السفارة السعودية حتى أن رئيس البعثة السعودية حصل في العام الماضي (على وسام من الحكومة الالمانية) كالدبلوماسي المثالي في المانيا. ماذا اعجبك في المانيا وتتمنى أن تراه في بلادنا؟ - قال على الفور (النظام) في كل شيء واذكر لك حادثة بسيطة.. كنا في مرة من المرات ذاهبين مع فخامة رئيس الجمهورية الالماني لزيارة أحد المواقع في طائرة (ايرباص) إلى هامبورج واذا بسفير إحدى الدول العربية يطلب منه أن يخلع (لجاكيت) فرفض وقال أنا سفير دولة (....) وارفض خلع (الجاكيت) فاذا الضابط بكل أدب يطلب منه أن ينظر واذا به يرى فخامة رئيس الجمهورية يخلع (الجاكيت) مثله مثل أي فرد في الطائرة. وأضاف:"في المانيا الجميع سواسية والنظام يطبق على الجميع والمصداقية عندهم عالية جداً".(حكى لي هذه القصة في يوم من الأيام ذهبت لاشتري باروكة شعر لزوجتي فإذا بصاحبة المحل تقول لا تشتري هذه الباروكة وسألتها لماذا ظناً مني أنني أجنبي ولا استطيع شراء الباروكة) وسألتها لماذا فقالت لي وهي تهمس في أذني وتقول لي الباروكة هذه غير صالحة، اذهب إلى مكان محدد ستجد نوعا جيدا يستحق أن تشتريه. زملاء تتواصل معهم: هل هناك زملاء دراسة مازلت تتواصل معهم حتى الآن؟ - قال لي على الفور (نعم) وسألت من هم قال:" حسن فريحي وفالح الفالح وعثمان الربيعة وغيرهم كثيرون". حرصك على تواجدك في عيادتك الخاصة في جدة يؤكد حرصك على مهنة الطب وعدم ابتعادك عنها؟ - أنا احب الطب واعتبر هذه المهنة (مهنة إنسانية) أرجو من الله أن يكون لي فيها نصيب في أن أعيد البسمة إلى بعض الوجوه. ماذا تقول لهؤلاء؟ الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة - أعانه الله. الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم - أرجو من الله له التوفيق. الدكتور أسامة طيب مدير جامعة الملك عبدالعزيز - الصبر طيب. الأستاذ إياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي - انسان متميز وفقه الله. نظام التأمين الطبي التعاوني: نظام التأمين الطبي التعاوني ما هو رأيك فيه؟ - التأمين الطبي التعاوني بدأت فيه مشوارا طويلاً من قبل وكان الأمل منه أن يكون نظاماً تأمينياً دقيقاً موازياً لما يعمل به في المانيا أو أوروبا بحيث تكون فيه مصداقية والفائدة المرجوة للمريض مواطنا أو مقيما ولكن نما إلى علمي بأن المبالغ التي من المفروض أن يكون أساسية لهذا النظام خفض الكثير منها بحيث أصبح (سلعة تجارية) لا تحقق الغرض من تطبيقه وهو يعالج أمراضا معينة ويمتنع عن معالجة الأخرى مما يفقده قيمته الحقيقية واقترح أن يكون هناك تأمين طبي شامل إسوة بالمعمول به في دول الغرب مثل المانيا وبريطانيا ولابد من التخفيف عن كاهل المواطن المسكين ونخفف عن كاهل المقيم المسكين ونخفف عن كاهل الأب والأم الملتاعين في مرض أبنائهم واذا كان هناك تأمين صحي متوازن وصحيح لأمكن علاج كافة أوجه القصور في هذا النظام الطبي التعاوني. نقص في الأيدي العاملة الفنية: هل هناك نقص في أعداد الممرضات السعوديات اللاتي تحتاج إليهن مستشفياتنا وكيف نواجه ذلك؟ - الحقيقة أنها ليست نقصاً ولكن في كل المهن هناك عجز في المهن وذلك لندرة وجود العمل التطبيقي المهني (في مهنة الطب) لذلك أرجو من الله أن يتمكن القائمون على هؤلاء الممرضات أن ينفذوا برنامجاً متكاملاً بحيث يتمكن الممرض أو الممرضة أن يعملوا لمدة ثلاث سنوات في اثناء دراستهم قبل ممارسة المهنة يقومون بعمل مهني في المستشفيات قبل التخرج وهم في مرحلة الدراسة حتى يتمكنوا من العمل بكفاءة بعد ذلك بعد التخرج وخلال دراستي في المانيا كنت ادرس للممرضات الالمان أثناء عملهن وفي خلال الفصول الدراسية. الأخطاء الطبية: هناك موضوع تتناوله الآن الصحف المحلية عن كثرة الأخطاء الطبية ما هي أسباب ذلك؟ - من المفروض ان نفرق بين الخطأ الطبي (وبين المضاعفات الطبية) لو اخذنا بمسمى الاخطاء الطبية فالاخطاء الطبية تحدث في كل أنحاء العالم ولكن مفهومنا يختلف وهناك (لغط) ما بين الخطأ الطبي والمضاعفة الطبية وأي جراح يعمل في قرية ما أو مدينة ما لا يمكن أن يضمن نجاح العملية (مائة في المائة) هناك نسبة حوالى 12 في المائة تحدث للعمليات لذلك يجب أن نكون حذرين في أن (نسمي المضاعفات الطبية بالخطأ الطبي) وإلا لتقاعس الأطباء عن القيام باعمالهم في القرى النائية خوفاً من حدوث مضاعفات طبية وهم يعاقبون كما ان الاخطاء الطبية التي تحدث وإن كانت قليلة إلا أن العقوبات التي تواجهها (دون المستوى) حيث ان من يتحكم في ذلك هو قاضي شرعي فئة (أ) وهو الذي يقرر العقوبة المطلوبة والمفروض أن تكون العقوبة المطلوبة يقررها (الفريق الطبي) الذي يكلف بمثل هذه الحالة، وأيضا من المفروض أيضا الانتهاء من (عامل المجاملة) ونحن شعب عاطفي تتحكم فينا عواطفنا بدلا من المنطق وألا نكون مجاملين في تقييم زملائنا أو رؤسائنا أو من يعملون معنا وأن يكون تقييمنا تقييما حقيقيا فعليا مقصود منه تحديد مستوى ذاك الطبيب. إدارة المستشفيات: هل أنت مع إدارة المستشفيات من قبل شركات متخصصة أم تستمر الإدارة من قبل الجهاز الحكومي؟ - هذا الموضوع يعتمد على كفاءة الشخص (الشخص الناجح) ناجح إن كان في مستشفى حكومي إن كان ادارياً أو مهنياً أو طبيباً (فالناجح ناجح) ولكن المهم أن يسعى المرء بجدية لخدمة الموقع الذي يعمل به ولا يستخدم المرفق لخدمته هو. وماذا تقرأ الآن؟ - اقرأ الآن كتابا لطبيب سعودي اسمه محمد المفرح وهو يتحدث (باللغة العامة) عن وصف الحالات الطبية في عيادته وآخر لم أنته من قراءته كتاب لغازي القصيبي اسمه (الوزير المرافق) كما اقرأ كتاباً دينياً عن (عمر بن عبدالعزيز) واقرأ أيضا السيرة الذاتية للساسة الالمان لمعرفة مسيرة حياتهم.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.